غضون
* توجد الآن عشرات المواقع الالكترونية على شبكة الانترنت من ذوات النفس المناطقي، أو التي يقوم عليها دعاة الكراهية وفك الارتباط بين شمال اليمن وجنوبه، وعلى الرغم من أن كثيرين يقولون إن تصفحهم لها يثير الغثيان، فأنا على العكس من ذلك تماماً أشعر بالسعادة لأن كل بضاعتهم شائعات تخمد بعد الانتهاء من قراءة الخبر أو المقال، خاصة وأن موضوع الشائعات هو الكراهية، وهي تريك أن أصحابها مرهقون بحمل هواجس ووساوس وإحساسات نفسية مجهدة للغاية، كما أن بضاعة الشائعات خاصتهم يستخدمونها كأدوات لتضخيم أنفسهم بينما هم يستحقون الشفقة .. فضلاً عن أن قلوبهم شتى وهممهم ساقطة!* لو كان هؤلاء صادقون وأصحاب رسالة محترمة فإنهم بتلك الإمكانيات ربما استطاعوا صناعة ثورة، لكنهم غير قادرين حتى على إقناع أحد بتداول خبر أو مقال مما ينشرونه، وأعتقد أنهم يشعرون بالخذلان لأنهم لا يكسبون أحداً من الناس خاصة في الجنوب الذي يوجهون إلى سكانه ذلك الخطاب، والذي يخرج معظمه من عناصر تعمل تحت لافتة “الحراك الجنوبي” الذي يكاد طارق الفضلي أن يلتهمه ويوظفه لصالحه في تسوية أموره مع السلطة ما أمكنه ذلك، أو جعله ضميمة إلى جماعة العنف أو الجهاد إذا لم تسو أموره.* على أنه من حق أولئك أن ننصفهم ونعترف لهم بأن ما يبذلونه لإشاعة ثقافة الكراهية تؤتى ثماره عندما يقع خطابهم على بعض البسطاء خاصة المتعبين في معاشهم اليومي، ويخطئ من يقول: إن أولئك يقصرون فعالية الكراهية على ثنائية (الشمال - الجنوب)، فهم يبثون هذه الكراهية بين أبناء الجنوب أنفسهم .. فمحافظ أبين الميسري مثلاً هو عميل للشماليين، وعبدربه منصور هادي “نائب رئيس نظام الاحتلال” وكل الجنوبيين في الدولة اليمنية خونة، والحزب الاشتراكي أفسده أعضاؤه الشماليون، وحزب رابطة أبناء اليمن تخلى عن الجنوبية.. ومن أطرف ما قرأت في هذا الأسبوع بياناتهم التي أصدروها عقب ادعاء أحدهم أن جنوبيين في سيارة عليها لوحة أجنبية اختطفوه من أحد أحياء عدن لمدة أربع ساعات ثم أعادوه إلى مكانه وأروه صورة زوجته .. فصدرت البيانات تقول مرة إن هؤلاء الجنوبيين لا يمكن إلا أن يكونوا عملاء للاحتلال الشمالي، وتقول مرة: لا .. لا .. هؤلاء أصلاً شماليون يتكلمون بلهجة عدن لأن أسرهم “اليمنية” قد قدمت عدن وسكنتها منذ خمسين أو مائة سنة .. ويكتب “دكتور” مقالاً يحذر فيه من “اختراق يمني” لمجلس الحراك الجنوبي في أبين، ويتمثل الاختراق “اليمني” في أن عضو المجلس “الجنوبي” ترجع جذوره إلى “اليمن” حيث قدم جده إلى زنجبار من تهامة قبل سبعين سنة!!