صباح الخير
جامعة عدن.. هذا الصرح العلمي الأكاديمي الذي غدا اليوم إحدى علامات النهوض بالوطن بشكل لا فت بدأت تباشير عالميتها تتجلى وتتضح من خلال رؤى جريئة وفاعلة تؤسس لمكانة متفردة تعيد للعلوم مكانتها ، وتحفظ للغة العربية عالميتها ورسوخها بين لغات الأمم لترفع من سمعة ومكانة العرب الذين ينطقون العربية بدولهم المختلفة ولتصد بكل بسالة وشجاعة علمية أولئك الداعمين لإلغائها ( اللغة العربية) من مرتبتها العالمية بين اللغات المستخدمة في المنظمات الدولية، بل ولتمكنها من تبوؤ مكانة هامة في مجالات العلوم بعد السياسة والتجارة والاقتصاد .. الخ وهو رد فعلي وعملي تقدم عليه مؤسسة علمية أكاديمية معنية بالتنوير والتثوير للعلوم وتعريبها لقطع خط النكوص والنكران لدى بعض الدول التي تناست أو تتناسى تاريخ وإرث العرب منذ أكثر من أربعة عشر قرناً هي مسيرة علم ودين وعطاء لم تتوان عن تسخير كل شيء في سبيل العلوم بشكل عام حتى ظهرت أوروبا في قرون متأخرة لتتداول علوم وتراث العرب ولتترجمه إلى لغتها مستغلة صراعات العرب . خاصة في الأندلس وإذكاء الخلافات التي أفضت إلى سيطرة كاملة على تراث تليد وراسخ، برز عبر علماء عرب ومن خلال ترجمات وأعمال كبيرة لتراث اليونان والإغريق التي صادرها الغرب إبان سقوط الأندلس عام 1492م وهو العام لذي اكتشفت فيه قارة أمريكا من قبل المستكشف (كولمبس) وتعامل الغرب ببشاعة ضد المسلمين وتراثهم حتى أنه لم ينسب ما سيطروا عليه من علوم هي اليوم أساس نهضة أوروبا بشهادة مؤرخين وبحاثة وسياسيين ومستشرقين أغلبهم من الغرب الذين أكدوا أن نهضة أوروبا تعود إلى تراث العرب في الأندلس بالذات ومن هؤلاء مستشرق ومؤرخ أسباني لا يحضرني اسمه لكنه معلوم لمن يريد رؤية حقيقة علمية تاريخية تؤكد صحة ما ذهبنا إليه .. ولعل الرئيس الأمريكي السابق - بيل كلنتون .. قد أشار إلى ذلك صراحة في ندوة عقدت في دولة قطر قبل بروز - بوش إلى سدة البيت الأبيض الذي حوله إلى ( أسود) بكل ما تعنيه الكلمة من معنى .. إن هذا التنكر والإلغاء يجد له اليوم مكانة لدى دول أو منظمات تدعو إلى محاصرة العرب والمسلمين باعتبارهم إرهابيين متناسين ما الذي يجري اليوم في العالم من احتلال ودمار ومسخ للهوية سواء في العراق أو فلسطين أو أفغانستان أما في إفريقيا التي أفقروها وهي سلة غذاء العالم ومنجم الثروات التي تصنع بها أروبا والغرب نهضتهم وتطورهم ..الخ... اليوم ونحن نقف بإجلال وإعزاز وإكبار .. أمام قرار رئاسة جامعة عدن القاضي بتعريب العلوم والحذو حذو سوريا الشقيقة التي نجحت بذلك ، هي لذلك تتعرض اليوم لحصار ظالم ومواقف تريد تحميلها تبعة الفشل العربي في الوطن العربي الذي دحر الاحتلال في فترا ت منية ونال استقلاله بالقوة ، وها هو اليوم يتعرض من جديد لسلبه استقلاله وحريته ومصادرة لغته التي يتحدث بها أكثر من مليار ونصف مليار عربي ومعتمدة لدى منظمة الأمم المتحدة وهيئاتها ولدى كل الدول المحبة للسلام والأمن والتطور العلمي المتنامي والذي لا يعرف وطناً بعينه .إن خطوة كهذه تحسب للرجل المفكر والقائد العبقري د . عبد العزيز بن حبتور رئيس الجامعة الذي أتى في وقته المناسب ليظهر أن اليمانيين قادرون ومن عدن بالذات قادرون على صنع مأثرة لم يسبقهم إليها أحد ! وهو ما يجعلنا نقف بشدة داعمين ومؤيدين ومباركين .فمبارك من أهداك للجامعة لتكون النبراس الذي ينير لنا الطريق يا بن حبتور.