دمشق / متابعات : يقوم المخرج السوري علاء الدين كوكش بتصوير المشاهد الأخيرة من عمله الجديد «أهل الراية» عن نص للكاتب أحمد حامد. ويندرج العمل ضمن سلسلة الدراما الشعبية التي تتناول البيئة الشامية، عبر عدد كبير من حكايات البطولة والمروءة التي يتخذها المخرج أساسا لعمله، معتمدا على الخيال الشعبي للناس في هذه المنطقة.ويرصد العمل الأحداث الكبيرة التي يمر بها «أبو الحسن» أثناء فترة زعامته للحارة، إضافة إلى حكاية ابنته الجميلة «قطر الندى» وغريمتها زوجة أبو الحسن الجديدة «دلال خانم» المسؤولة عن إثارة الأحداث السلبية الرئيسية في العمل، فضلا عن قصة «رضا الحر» الشاب اليتيم الذي ينفض الغبار عن ظلمه، ليثور منتقما لشرفه وعزّته.ورغم أن قصة العمل تتشابه -إلى حد ما- مع الأعمال التي تتناول البيئة الشامية، غير أن كوكش يؤكد أنه يقدم في عمله الجديد شيئا مختلفا يتجاوز فيه الجانب التوثيقي الذي اعتمدته بقية الأعمال، مشيرا إلى أنه ينطلق من أرضية واقعية ليحلّق لاحقا في عالم الحكاية الشعبية التي تأتي مستقلّة عن أي سياق سياسي أو تاريخي.ويضيف « أعتقد أن تكرار المكان في الأعمال السابقة لا يُعدّ مبررا لاعتبارها متشابهة، لأنها تختلف حسب المواضيع التي تتناولها وطريقة معالجتها، كما أن البيئة الشامية غنية بموضوعاتها وتستطيع تقديم عشرات الأعمال عنها».وردا على سؤال حول كثرة الأعمال الدرامية السورية التي تتناول البيئة الشامية يقول كوكش «هذا شيء طبيعي وهو موجود في كل مكان، بمعنى أن نجاح أي عمل، باب الحارة مثلا، يستدعي أن يقوم عدد من المخرجين بتقديم أعمال مشابهة، لكن طالما أن هناك تنوُّعا في القصص وتغيُّرا في الحكايا، يبقى الموضوع جذابا».ويبرر كوكش نجاح هذا النوع من الأعمال إلى أن المشاهد نتيجة خيبة أمله في الواقع، يلجأ إلى الماضي وما يحويه من قيم وعادات وتقاليد جميلة افتقدها الناس منذ زمن بعيد.وحول تغيير اسم العمل لعدة مرات يقول كوكش «أردت في البداية أن أسمي العمل <أيام ساروجة> ثم <سوق ساروجة>، لكني رأيت أخيرا أن <أهل الراية> هو الأنسب، وذلك بهدف إبعاد المتلقي عن المطابقة المكانية، لأنني (..) لا أريد تقديم توثيق لمكان أو بيئة معينة في زمن ما، كل ما هنالك أني أحاول تقديم حكاية شعبية تعبر عن ضمير الناس وغير مرتبطة بمكان أو زمان محدد».