السنيورة يدعو للحوار مع الذكرى الأولى للعدوان الإسرائيلي
بيروت / وكالات :واكبت أمس الخميس الذكرى الأولى للعدوان الإسرائيلي على لبنان عقب شن مقاتلي حزب الله هجوما على القوات الإسرائيلية أسفر عن مقتل ثمانية جنود وأسر اثنين, متزامنة مع دعوة رئيس الوزراء فؤاد السنيورة إلى الحوار لحل الأزمة السياسية بالبلاد.وخلّف العدوان الإسرائيلي الذي استمر 34 يوما نحو 1200 قتيل لبناني غالبتيهم من المدنيين فضلا عن الخسائر المادية, فيما قتل 158 إسرائيليا غالبيتهم من الجنود.كما أدت حرب يوليو إلى تدمير كبير في المناطق اللبنانية خاصة مواقع عناصر حزب الله بالضاحية الجنوبية من بيروت والمناطق الحدودية مع إسرائيل.أما مقاتلو حزب الله، فأوقعوا خسائر فادحة بدبابة الميركافا والبوارج والمروحيات الإسرائيلية, كما طالت صواريخ الحزب لأول مرة مدينة حيفا.وبمناسبة حلول الذكرى الأولى للعدوان على لبنان، دعا رئيس الوزراء فؤاد السنيورة المعارضة التي يقودها حزب الله إلى فتح صفحة جديدة من أجل إعادة الوحدة وتأمين انتخاب رئيس جديد للجمهورية.وقال السنيورة في كلمة ألقاها عبر التليفزيون "لنحرص على انتخابات رئاسية في موعدها الدستوري ولنتوافق على حكومة موسعة أو حكومة وحدة وطنية أو أية تسمية شئتم, المطلوب أن نكون معا وأن تستمر الشراكة التي بنيناها وأن تستقر".
وأضاف أن أخطر ما يواجهه اللبنانيون ليس الخلاف في وجهات النظر, وإنما "استمرار القطيعة وانتظار الأشقاء والأصدقاء ليدلونا على كيفية اللقاء والاجتماع بينما المسافات بيننا أقصر بكثير من تلك التي نقصدها أو ندعى إليها".كما أكد رئيس الحكومة أن الوحدة ضرورية للتغلب على التحديات الصعبة المقبلة خاصة إعادة تعمير ما خلفته الحرب، ومد سلطة الدولة على أنحاء لبنان.من جانبه شدد الرئيس اللبناني على أهمية وجود المقاومة العسكرية التي يمثلها حزب الله.وقال إميل لحود بمناسبة ذكرى حرب يوليو إن "انتصار لبنان في حرب العام المضي لم يكن ليتحقق لولا سياسة الممانعة التي انتهجناها".وأضاف أن سياسة الممانعة "جعلت من المقاومة الوطنية رأس الحربة في الوقوف في وجه عدوانية إسرائيل, ورغبتها بالانتقام من لبنان للإذلال الذي ألحقها بها نتيجة انسحابها المخزي من معظم أراضيه في العام 2000".كما حمّل الرئيس اللبناني الأكثرية النيابية مسؤولية "عدم ترجمة ثمار الانتصار" في العمل السياسي.أما على صعيد تطورات أزمة مخيم "نهر البارد" قتل جنديان أمس الخميس بينما قام الجيش اللبناني بقصف عنيف لمخيم نهر البارد. وأفاد مصدر طبي أن الجنديين سقطا في كمين نصبه مسلحون من فتح الإسلام .وقال ضابط بالجيش إن قصف اليوم هو "خطوة أولى في المعركة النهائية ضد المجموعات الإرهابية التي يرفض عناصرها الاستسلام للجيش من 20 مايو الماضي".وقصفت مدفعية الجيش مواقع عناصر فتح الإسلام في الجزء الجنوبي من المخيم, فيما ارتفعت سحب الدخان من المخيم.كما يترافق القصف العنيف مع اشتباكات بالأسلحة الخفيفة بين الجنود والمسلحين جنوب وشرق نهر البارد.ويأتي هذا التصعيد بعد إجلاء نحو 160 بينهم 20 امرأة من عناصر الفصائل الفلسطينية من المخيم. ولا يعرف عدد المدنيين المتبقين بالداخل والذي كان يقدر ببضع مئات بينهم نحو 80 مسلحا وعائلاتهم.وذكرت الأنباء من بيروت عن مصادر حكومية أن الأسلحة التي طلبها الجيش لحسم معركة مخيم نهر البارد قد اكتملت مع وصول شحنة الأسلحة الأخيرة من مصر.واعتبر مصدر فلسطيني أن خروج آخر المدنيين يفسح المجال أمام الجيش اللبناني للقيام بعملياته العسكرية دون أن يعرض المدنيين للأذى.تأتي هذه التطورات فيما واصل الجيش أمس الأول تعزيز مواقعه على تخوم المخيم القديم -الذي بنته وكالة غوث وتشغيل اللاجئين التابعة للأمم المتحدة (أونروا) عام 1949- حيث يتحصن من تبقى من عناصر فتح الإسلام داخل جيب صغير في الجزء الجنوبي من المخيم الذي بات مدمرا بنسبة %80.وكان جندي لبناني قتل برصاص قناصة من فتح الإسلام المتحصنين بالمخيم، لترتفع بذلك خسائر الجيش منذ اندلاع الأزمة إلى 88 قتيلا. فيما قتل 68 مسلحا وفق إحصاءات غير دقيقة لعددهم إذ لا تزال جثث العديد منهم داخل المخيم، في حين لقي ما لا يقل عن 20 مدنيا مصرعهم منذ بدء المواجهات.