محمد هادي احمد علي :الموت حقيقة وحكمة إلهيه منذ أن خلق الله تعالى الكون في الأزل البعيد وكل المخلوقات مصيرها إليه لا محالةفي ذلك ، ولكن الموت بحد ذاته يعتبر الميلاد الثاني والأبدي لقلة قليله من بني البشر ومن هؤلاء الخالدين الراحل في عمق أعماق تربة الوطن المبدع /أحمد بن أحمد قاسم الذي صادف هذا من 4 أبريل الذكرى الخامسة عشر لوفاته .فمن منا لا يتذكر ذلك اليوم من عام 93م والذي فارق فيه الفنان أحمد قاسم الحياة أثر حادث مرورى مروع أودى بحياته وهو لا يزال يعشق الدنيا ويحب الناس ، ذلك الحادث الذي هز نفوس وافئدة محبيه ومعجبي فنه الأصيل وإذا عدنا بالذاكرة إلى ذلك اليوم المؤلم (الخميس الفاتح من إبريل 93م) ولنا أن نتصور تلك اللحظات القاسية والأخيرة من حياه ذلك الإنسان الذي ملأ الدنيا صخباً وحركة بطلته البهية وبشخصيته المتفردة كيف كان يتألم ويتوجع من هول الحادث وهو يصارع الموت محاولاً التشبت بالحياة ولو للحظات بسيطة يفصح بها عن ما يجيش في داخله من أمنيات وحب لشعب هذا الوطن الذي سكن في أحشائه ، ولكن القدر كان أسرع ولم يمهله تلك البرهة النادرة وحينها فارقت روحه جسده إلى بارئها وسطر الزمن بحروف من نور ميلاده الأبدي.وبموته القسري هذا لبست مدينة عدن ثوب الحداد على فراقه واكتست جبالها وبحارها بالوشاح الأسود لأن أبن المدينة (عدن أحمد قاسم) ستفتقده شوارعها وناسها لأنه أحبها وجعل منها دائماً أبداً توأماً لروحه.وبالرغم من توالي السنين على وفاته إلا أنه يعيش بيننا ونتنفسه عطراً فواحاً نتلذذه مع كل لحن من الحانة الرائعة تلك الألحان التي تسمو معها النفس وتعلو إلى مراتب الراحة والانسجام بصوته الشجي والقوي الممزوج بالآهات والأنات مترجماً أحاسيس ومشاعر متذوقي أغانيه .وعزاؤنا فيك يا حبيبنا أحمد بأفراد أسرتك الكريمة إننا قد زرعنا جسدك الملفوف بالقماش الأبيض في أفئدتنا وعقولنا وحصدناه كوردة بيضاء نزين بها صدورنا .لن ننساك أبداً وستذكرك الأجيال يا من ملكت وملأت عواطفنا بأروع آيات الحب والشعور النبيل تجاه من نحبهم ولا يزال الحزن يغمر قلوب عشاق ومدمني إبداعاتك ، وأيضاً قيثارتك هي الأخرى حزينة ومشتاقة لحضنك الدافي ولأناملك الذهبية الرقيقة لمداعبة أوتارها وعبر هذه الصحيفة الغراء (14أكتوبر) نكرر الدعوة لجهات الاختصاص للاهتمام بأعماله الفنية لأنها إرثاً مملوكاً للوطن .ونأمل التفكير السليم ممن بيدهم القرار إعطاء الحق والإنصاف لكل مبدعي اليمن لأنهم كالقناديل تضيء دروب الحياة وبأنهم أفضل بني البشر .
