صباح الخير
كثيراً ما نتحدث عن الوقائع والأحداث التاريخية بل ونتغنى بالتأريخ العريق لنا كأمة حضارية بل نحن الذين من علم الشعوب منذ القدم.. وقدمنا صحائف من ضياء لبقية شعوب وأمم الأرض بشهادتهم ولكن السؤال متى نستفيد حقاً ونترجم ذلك على أرض الواقع ـ على أسس من الالتزام بالثوابت التي تمسك بها الآباء والأجداد الذين شيدوا تلك الحضارات العريقة.والتحديث الذي لا يزال يعصف بهذه الأمة وشعوبها ودولها في الوطن العربي والإسلامي الكبير اليوم يمثل البوابة التي يتسلل من خلالها أعداؤها عبر مراحل التأريخ وخاصة في الوقت الحاضر وستظل هذه البوابة مفتوحة على مصراعيها ما لم تستفق وتستيقظ الأمة ويقبل ولاة الأمر ليس كحكام وحكومات بل كقوى وقيادات شعبية اجتماعية وسياسية وثقافية ودينية الخ.لتوجيه الجماهير صوب توجيه الجهود من قبل الجميع لسد هذه البوابة التي ينفذ من خلالها أعداء الأمة العربية والإسلامية لتمزيق وحدة الصف الداخلي وخلق مختلف أنواع الصدام وسفك الدماء من أجل السلطة والإنفراد والاستحواذ عليها وكل طرف يعتقد أنه لن تصلح أمور هذه الأمة في هذا البلد أو ذاك إلا إذا وصل إلى السلطة وهذه مشكلة كبرى فلم تستقر الأوضاع في أي بلد ويتم التوصل إلى مواجهة كل التحديات التي تواجه كل بلد عربي وإسلامي على حدة إلا بتحقيق الاستقرار الراسخ لنظام الحكم على أسس ثابتة وراسخة يحتكم إليها الجميع.المشكلة في تقديري ليست في من يحكم ولكن كيف وعلى أي أسس يجب آن نتوصل إليها لكي نحقق الاستقرار لمن يحكم ونهيئ كل السبل الممكنة التي تمكنه من تطبيق مبدأ العدل والإنصاف والمساواة بين الجميع في الحقوق والواجبات وأما أن نظل أسرى لقضية كيف نصل إلى الحكم أو كيف نبقى مستحوذين على الحكم والسلطة في هذا البلد أو ذاك وبالتالي يظل الاستقرار الحقيقي والراسخ والثابت الذي يؤدي إلى تهيئة كل الأسباب والسبل التي تمكن من تحقيق عملية التنمية الشاملة والنهوض الحضاري الحقيقي في بلداننا كلا على حدة وبما يمكن من خلق إمكانيات الوحدة الكبرى في شتى ميادين الحياة لجيل المستقبل كأمة حضارية تتطلع إلى إعادة مجدها التليد ومكانتها وقوتها بين الأمم.وفي تقديري إننا في اليمن قد خطونا خطوة عظيمة في الميدان الوحدوي بإعادة الوحدة اليمنية والتي ظلت عبر مراحل التاريخ اللبنة الأولى للوحدة العربية الشاملة وبالتالي علينا الاستفادة من تجارب الماضي القريب والبعيد للوصول إلى كيفية التوصل إلى تحقيق الاستقرار للحكم وذلك لن يكون الا بتحقيق التطور لكل مؤسسات الحكم ولنحتكم إلى القانون في كل مطالبنا وليس التحكم بالقانون.والتاريخ العريق لليمن بحضارته العريقة على مدار العصور يقدم لنا النموذج الأمثل الذي من خلاله يمكن أن نتوصل إلى حل المشاكل والتحديات التي نواجهها اليوم والتي تجرنا في دوامة لا نهاية لها من الصراع والتنافس على السلطة بين متطلع إلى الوصول إليها والاستحواذ بها وبين متطلع إلى الاستثناء بها على حساب استقرار سيادة القانون واستقرار مرتكزات وعوامل إحداث وإقامة تحقيق التنمية الشاملة والنهوض الحضاري مستقبلا.إننا بحاجة ماسة إلى إعادة قراءة التاريخ وقراءة التركيبة الاجتماعية والجغرافية لليمن أرضا وشعبا وقراءة المقومات الذاتية لهذا الوطن والشعب التي يمتلكها في ذاته وظل دوما ينطلق منها في بناء الحضارات العريقة في مراحل التاريخ العريق بحضارته فالأرض هي الأرض والموارد هي الموارد. ولكن المشكلة تكمن في الإنسان الذي يقف في طريق تحقيق الاستقرار الثابت لهذه المقومات الحضارية.وتوجيهها في الاتجاه الصحيح لإحداث التنمية الشاملة والسبب الرئيسي إننا لم نتوصل بعد إلى تحقيق الاستقرار لمؤسسات الحكم لكي نخضع جميعا لسيادة القانون وفق مبدأ العدل والإنصاف والمساواة في الحقوق والواجبات بين الجميع ولنكن جميعا موظفين في مؤسسات هذا الوطن يحكمنا جميعا قانون يحفظ للجميع كل الحقوق ولتصبح السلطة والمسؤولية مجرد وظيفة في قمة الهرم أو في أسفله ولتكون الثوابت الوطنية والوحدة والديمقراطية والمصالح العليا للوطن والشعب خطوطا حمراء لا يمكن تجاوزها وإخضاعها للبيع والشراء ولنشر الثغرات والبوابات التي يتسلل من خلالها أعداء اليمن ووحدته واستقراره وتطوره بغية في إعادة عجله الحياة إلى الوراء ولان حاضر ومستقبل الشعوب ليس مرتبطا بأفراد وجماعات أو حكومات معينة والزمن لا يتوافق لاحد فالأفراد زائلون والبقاء للشعوب.وإما أن نصبح نحن اكبر عقبة تقف في طريق الاستقرار للوطن والدولة والنظام فهذا غير مقبول وان نقف في طريق التنمية ونجعل من الحاكم أو الحكومة في حالة استنفار للدفاع عن كل منجز تحقق وتوجه الإمكانيات للدفاع عن ما تحقق حتى الآن على حساب التنمية الشاملة والتي تتطلبها كل مرحلة على حدة فنحن بذلك نتحول إلى أداة يستخدمها أعداء اليمن ليظل في حالة الاستنزاف لموارده الاقتصادية، وبدون تلاحم الشعب مع قيادته لن تكون هناك تنمية شاملة وحقيقية ويكون وضع الحاكم أو القيادة السياسية الحكيمة ودولة الوحدة والديمقراطية أشبه ما يكون بوضع عبر عنه الشاعر العربي بقوله “متى يبلغ البنيان يوم تمامه[c1] *** [/c]إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم