في ختام أعمال الندوة الدولية “اليمن في العهد العثماني” أمس في صنعاء
إختتام أعمال الندوة الدولية “اليمن في العهد العثماني” أمس في صنعاء
صنعاء/ سبأ: طالب المشاركون في الندوة الدولية حول “ اليمن في العهد العثماني” بإعادة النظر في مناهج التاريخ للمراحل الدراسية في اليمن وتركيا، لتنقيتها من الشوائب والمنحى العدائي في النظر إلى فترة العهد العثماني في اليمن.وشددوا في ختام أعمال الندوة أمس بصنعاء على ضرورة اعتماد الموضوعية في مضمون المناهج بما يسهم في تعزيز العلاقات بين الشعبين الشقيقين.وأكدوا أهمية ترجمة الوثائق العثمانية حول اليمن في العهد العثماني إلى اللغة العربية، وإصدارها في مجلدات ليسهل العودة إليها من قبل الباحثين والدارسين.ودعا المشاركون في الندوة التي نظمها المركز الوطني للوثائق بالتعاون مع مركز “ارسيكا” التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي على مدى يومين إلى تشكيل لجنة علمية من الباحثين في البلدين تعهد إليها مهمة نشر الكتب والوثائق ذات المضامين النوعية، المتصلة بجهود الإصلاح السياسي والإداري التي نفذت في اليمن، خلال العهد العثماني باللغتين العربية والتركية.وشددوا على ضرورة تفعيل بروتوكولات التعاون الموقعة بين البلدين في مجال الأرشيف والوثائق، خصوصاً ما يتعلق بتبادل المنح الدراسية، للدارسين في جامعات اليمن وتركيا وتبني مشروع، مشترك، لترجمة وطبع ونشر التقارير الرسمية ومؤلفات العلماء، والأدباء اليمنيين، ومؤلفات أدب الرحلات الموجودة لدى الأرشيف العثماني.وأشار المشاركون إلى أهمية إنشاء جمعية للمؤرخين المتخصصين بالتاريخ العثماني، تُعنى بترجمة ودراسة ونشر الوثائق العثمانية، والاهتمام بالبحث والاستقصاء عن الوثائق الموجودة في اليمن، في حوزة الأفراد بغرض حفظها وتوثيقها.
جانب من الحضور
وتطرقت التوصيات إلى أهمية توثيق التاريخ الشفوي لدى المعمرين من اليمنيين والأتراك، عن اليمن في العهد العثماني، وأهمية تشجيع المختصين في العمارة وتاريخ الفنون على البحث في الآثار المعمارية التي تعود إلى العهد العثماني.ونوه المشاركون بالشراكة المثمرة القائمة بين المركز الوطني للوثائق، ومركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية(إرسيكا) باسطنبول، وأوصوا بتعزيز وتطوير هذا التعاون لما فيه خدمة ثقافة ومصالح البلدين.وأكدوا الأهمية الكبيرة لهذه الندوة، في تأسيس وعي جديد بالتاريخ المشترك للبلدين، مطالبين بعقدها كل سنتين، بالتناوب في كل من اليمن وتركيا.وكان المشاركون في الندوة الدولية “ اليمن في العهد العثماني” المنعقدة بصنعاء قد ناقشوا في يومها الثاني،15ورقة عمل وبحثا علميا سلطت الضوء على مختلف مظاهر الحياة في اليمن خلال تلك الفترة.وفي الجلسة الأولى برئاسة المستشار الثقافي لفخامة رئيس الجمهورية لشئون الآثار والمخطوطات يوسف محمد عبدالله استعرض المشاركون ثلاث اوراق عمل، الأولى للدكتور اسماعيل اراونصال من جامعة مرمرة بتركيا بعنوان” صورة اليمن في الأدب التركي”.وأشارت الورقة إلى صورة اليمن في مفردات الأدب العثماني بخصائص مميزة ظهرت في اتجاهات الادب التركي الثلاثة، المتمثلة في أدب الديوان السلطاني، والادب الصوفي، والادب الشعبي..مبينة أن صورة اليمن في الأدب السلطاني لم تظهر من خلال المعرفة الشخصية باليمن ولكن من خلال استخدام الافكار المدونة في المراجع المكتوبة.وتناول الدكتور حسين العمري من جامعة صنعاء في ورقته بعنوان “ تأملات في شؤون الإدارة والإصلاحات العثمانية في ولاية اليمن” العلاقات اليمنية ـ العثمانية في فترة ما قبل الحرب العالمية الأولى حتى نهايتها وما اجرته الادارة العثمانية من اصلاحات وتنظيمات تعليمية وعسكرية ومالية وربط مراكز الولاية بالطرقات وخطوط البرق.وتفردت ورقة الدكتور محمد مسعود أرجين من جامعة دجلة بالحديث عن “ الشعراء اليمنيون في العصر العثماني”..مقدمة تفاصيل ومختارات لنماذج من أبرز الشعراء اليمنيين في تلك الحقبة الزمنية في مقدمتهم الأمير الصنعاني، محمد بن عبد الله الكوكباني،وعبد الهادي السودي وغيرهم.فيما استعرضت الجلسة الثانية برئاسة الدكتور حسين عبد الله العمري أربع أوراق عمل بدأت بورقة الدكتور أحمد محمد بن بريك من جامعة حضرموت للعلوم والتكنولوجيا بعنوان “ علاقة الإمام يحيى حميد الدين بالعثمانيين 1911 - 1918م فترة التأسيس للمملكة اليمانية”.وركزت الورقة الحديث عن العلاقة في نقاط أساسية من خلال تناول: صلح (دعان) الموقع بين الدولة العثمانية والإمام يحيى, وتحالف الإمام يحيى مع الادريسي في عسير، واتفاقية تحديد الحدود بين منطقتي النفوذ العثماني والبريطاني في اليمن.وركزت ورقة الدكتور فؤاد عبد الوهاب الشامي من المركز الوطني للوثائق على “ نواب اليمن في مجلس المبعوثين 1908 - 1918م” موضحة دور نواب اليمن في هذا المجلس من خلال متابعة النجاحات والصعوبات التي واجهتهم أثناء عملهم ودورهم في معالجة قضايا ومشاكل ولاية اليمن عندما كانت تعرض على المجلس والتأثير في قراراته بهذا الشأن.وتناولت ورقة الدكتور خلوصي ياوز من جامعة مرمرة “ اليمن أثناء حكم عبد الحميد الثاني” وما شهدته مناطق اليمن من أحداث خلال تلك الفترة، فيما تطرق الدكتور عزمي أوزجان في ورقته “ اليمن في السياسة الخارجية العثمانية” إلى ما مثلته اليمن من أهمية في أولويات السياسة الخارجية العثمانية عن مثيلاتها من الولايات الأخرى.وفي الجلسة الثالثة برئاسة الدكتور سيد مصطفى سالم من جامعة صنعاء ناقش المشاركون أربع أوراق عمل في مقدمتها ورقة الدكتور إحسان ثريا سرما من جامعة أتاتورك بعنوان “ المساهمات العثمانية في البحوث الجغرافية خلال القرن الـ19 في اليمن..ابراهيم عبد السلام مثالا”.فيما عرضت ورقة الدكتور زكريا قورشون من جامعة مرمرة التركية “مشاهدات قائم مقام قعطبة مصطفى بن مصطفى عن اليمن” التي أورد فيها قائم قعطبة معايشته لبعض الاحداث في مناطق يمنية متفرقة وما تتميز به تلك الفترة في بعض الجوانب.وأظهرت ورقة الدكتور عبد الكريم علي صالح العزيز من أكاديمية الشرطة بصنعاء”الإصلاحات الإدارية العثمانية في اليمن أثناء ولاية المشير أحمد مختار باشا 1872 - 1874م” من خلال ثمانية محاور تناولت الأوضاع الإدارية والسياسية في ذلك التاريخ وموقف دعاة الإمامة من الإصلاحات اثناء ولاية المشير احمد، وايجابيات وسلبيات اصلاح وتنظيم ولاية اليمن أثناء ولايته.وعرضت الدكتورة أمة الملك الثور من جامعة صنعاء “ شكاوى من مشايخ لواء تعز للسلطان عبد الحميد الثاني سنة 1307هـ دراسة وتحقيق “ حيث تضمن البحث تحقيق وعرض ثلاث وثائق من الأرشيف العثماني تضمنت شكاوى المشايخ في تلك الفترة.وفي الجلسة الأخيرة برئاسة الدكتور محمد ابشيرلي من جامعة فاتح بتركيا استعرض المشاركون أربع أوراق تضمنت ورقة الدكتور عارف الرعوي من جامعة إب حول “ الأوضاع العامة لمدينة إب في بداية القرن العشرين .. دراسة وثائقية”. وركزت الورقة على الأوضاع الصحية والسياسية للمدينة من خلال وثيقة كتبها محمد بن محمد المفتي توثق لحادثتين مهمتين تعرضت لهما إب في الفترة 1903 - 1905م وهما ظاهرة الوفيات الجماعية، وتعرض المدينة للحصار من أبناء القبائل في المناطق المجاورة .فيما تناول الدكتور جواد أكيجي من مديرية الأرشيف العثماني بتركيا في ورقته “ تشييد خطوط ومراكز التلغراف في اليمن” وهدفت الورقة إلى التعامل مع عمليات التلغراف في اليمن في ضوء وثائق الارشيف العثمانية.فيما طرقت ورقة قرأها ويس كيرلوت من تركيا موضوع من التراث المعماري .. المشربيات اليمنية تراث وإبداع في العهد العثماني، تناولت الخصوصية الإبداعية في صناعة المشربيات وسمات الفن العثماني الذي برز فيها.والورقة الأخيرة كانت للدكتور سعيد سلام قاسم من جامعة عدن حول الإدارة العثمانية لليمن 1849 - 1918م خصوصية وفرادة” تناولت الخصائص الإدارية التي تميز بها حكم العثمانيين وكيف تنازلت الدولة عن بعض حقوقها لليمنيين تماشيا مع الأوضاع التي تطلبت تلك الإجراءات.وأثريت الجلسات بمناقشات ومداخلات عن موضوع الندوة ومضامين أوراق العمل والأبحاث ركزت بعضها على تصويب كثير من المصطلحات التي تستخدم في توصيف فترة العهد العثماني على مستوى الوطن الإسلامي والعربي.