إسلام أباد/14 أكتوبر/ روبرت بيرسيل: قالت إحدى الصحف الباكستانية أمس الاثنين انه من المتوقع ان تستأنف المحكمة الباكستانية العليا هذا الأسبوع النظر في الطعون المقدمة ضد إعادة انتخاب الرئيس الباكستاني برويز مشرف لفترة جديدة على ان تصل إلى قرار في مطلع الأسبوع القادم. وعزل مشرف منذ أن علق العمل بالدستور وأعلن حالة الطوارئ في الثالث من نوفمبر معظم كبار القضاة واحتجز محامين واعتقل معظم المعارضين السياسيين والناشطين في مجال حقوق الإنسان. وعلل اتخاذ هذه الخطوات بوجود سلطات قضائية مناوئة تعرقل المعركة ضد المتشددين وتتدخل في إدارة البلاد. ويقول دبلوماسيون إن هدف مشرف الرئيسي من فرض حالة الطوارئ كان استباق إصدار المحكمة العليا لحكم بعدم شرعية إعادة انتخابه في السادس من أكتوبر لأنه لم يكن يحق له خوض الانتخابات بينما لا يزال قائدا للجيش. وقدم منافسون للرئيس الباكستاني طعونا للمحكمة العليا على أساس انه لم يكن يحق له خوض الانتخابات أصلا وهو قائد للجيش. وأعلن مشرف الأحد إن الانتخابات العامة ستجرى في التاسع من يناير القادم لكن في ظل حالة الطوارئ التي فرضها قبل تسعة أيام.، وأضاف مشرف الذي يتعرض لضغوط من منافسيه وحلفائه الغربيين لإعادة باكستان إلى مسار الديمقراطية إنه سيتم حل الجمعية الوطنية الباكستانية والمجالس الإقليمية خلال الأيام القادمة مع اكتمال مدد ولاياتها. ولم يكشف مشرف عن موعد العودة للعمل بالدستور أو إنهاء حالة الطوارئ. وقال إن قراره بفرض حالة الطوارئ كان أصعب قرار اتخذه إلى الآن لكنه قال إنه عزز المعركة ضد المتشددين وضمن إجراء انتخابات نزيهة. وقال مشرف في مؤتمر صحفي إنه سيتخلى عن منصبه كقائد للجيش وسيؤدي اليمين كرئيس مدني بمجرد أن تبت المحكمة العليا في شرعية إعادة انتخابه في السادس من أكتوبر رئيسا للبلاد. وقال إنه يأمل في حدوث ذلك في أقرب وقت ممكن. وعين مشرف بعد ان عزل قضاة مناوئين له في المحكمة العليا قضاة ينظر إليهم على أنهم من المقربين للحكومة. ونقلت صحيفة ديلي تايمز عن مالك عبد القيوم المدعي العام قوله ان المحكمة العليا ستستأنف جلساتها على الأرجح يوم الأربعاء وأعرب عن أمله في ان تتوصل إلى قرار بشأن الطعون في شرعية انتخاب مشرف وهو في منصب قائد الجيش في مطلع الأسبوع. وقالت زعيمة المعارضة الباكستانية بينظير بوتو التي تطالب بإنهاء حالة الطوارئ وتدعو إلى إجراء انتخابات بسرعة إن الإعلان عن موعد الانتخابات علامة إيجابية. لكن بوتو قالت ان هناك حاجة لمزيد من العمل وإنها تعتزم قيادة مسيرة راكبة من لاهور إلى إسلام أباد اليوم الثلاثاء إلا إذا تخلى مشرف عن منصبه كقائد للجيش ورفع حالة الطوارئ وأعاد العمل بالدستور. وطالبت بوتو بإعادة القضاة المعزولين لكن مشرف استبعد ذلك. كما رحبت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس بالإعلان عن موعد الانتخابات لكنها دعت إلى إنهاء حال الطوارئ. وتدنت شعبية مشرف منذ محاولته الأولى لإقصاء افتخار تشودري كبير قضاة المحكمة العليا في مارس لكن محللين يقولون انه يحظى بتأييد الجيش. وارتفعت أسعار أسواق المال التي تضررت من إعلان حالة الطوارئ في معاملات اليوم الاثنين بعد الإعلان عن موعد الانتخابات. وتخشى الولايات المتحدة أن تعرقل الاضطرابات جهود باكستان حليفتها في الحرب على الإرهاب ضد مقاتلي القاعدة وطالبان. وتخوض القوات الباكستانية قتالا ضد متشددين إسلاميين على الحدود الأفغانية حيث يعتقد أن أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة يختبئ. وقالت الولايات المتحدة التي تقدر مشرف كحليف في القتال ضد القاعدة وطالبان إنها تتوقع من مشرف الذي جاء للسلطة في إنقلاب سلمي عام 1999 أن يتخلى عن منصبه في الجيش ويصبح زعيما مدنيا ويجري انتخابات. وقالت رايس لمحطة (إيه.بي.سي) التلفزيونية الأمريكية إن الخطوات التي وعد بها مشرف "ضرورية لإعادة باكستان إلى مسار الديمقراطية" لكنها أضافت "نشجع أيضا على ضرورة رفع حالة الطوارئ ورفعها في أسرع وقت ممكن." وأعلن مشرف إن الانتخابات يجب أن تجرى قبل التاسع من يناير قبل بدء فترة حداد سنوية للشيعة حيث يتصاعد في معظم الأحيان العنف الطائفي. وكان من المتوقع أن تجرى الانتخابات بحلول منتصف يناير قبل حالة الطوارئ التي أعلنها مشرف في الثالث من نوفمبر والتي أثارت عاصفة من الانتقادات.، وأضاف مشرف أنه يتوقع الإفراج عن جميع الذين اعتقلوا الأسبوع الماضي للمشاركة في الانتخابات. وتقول الحكومة إن 2500 شخص اعتقلوا أثناء حالة الطوارئ ولكن حزب الشعب الباكستاني الذي تتزعمه بوتو يقول إن أكثر من خمسة آلاف من ناشطيه اعتقلوا. وقالت بوتو للصحفيين في لاهور التي وصلت إليها الأحد لتقود مسيرة الغد تعليقا على الإعلان عن موعد الانتخابات "إنها خطوة ايجابية لنزع فتيل الموقف لكنها لن تساعد في حل كل المشاكل." وأضافت بوتو التي أجرت محادثات مع مشرف حول تقاسم السلطة في إشارة إلى المسيرة الراكبة التي تعتزم تنظيمها "نحن لسنا راضين تماما.. المسيرة الطويلة ستمضي قدما." واشتبك مؤيدون لبوتو ونشطاء آخرون مع الشرطة في مناطق مختلفة من البلاد لكن لم تقع أحداث عنف كبيرة.