منصور نور :* أطلق على الطماطم - البندورة - تفاحة الفقراء ،عندما أنتقلت زراعتها إلى أوربا ،وتهافت الفقراء عليها ،لأهمية فوائدها الغذائية ،وخاصة عصير الطماطم في تنقية الدم وإحتوائها على الفيتامينات ،وما زالت بعض المدن في إيطاليا وأسبانيا تقيم المهرجانات الشعبية ،كموروث شعبي يعبر عن فرحة الناس بهذه الثمرة وقيمتها الغذائية الكبيرة (أنظر كتاب :الغذاء قبل الدواء /للدكتور صبري قباني).الطماطم غدت اليوم تلتف ثمرتها بحرير ،لأنها لم تعد (تفاحة الفقراء )التي كنا نحرص على تقديمها مع طبق السلطة ،لارتفاع سعر الكيلو منها ،والذي بلغ حوالي 500ريال يمني ،أي الجرام الواحد بقيمة ريالين في هذا الموسم ،وبلغت نسبة زيادة السعر 416،6% ،مقارنة بسعر الطماطم في الموسم الماضي حيث كانت قيمة سلة الطماطم (17 كيلوجراماً) حوالي 500ريال وبواقع 29،41 ريالا قيمة الكيلو الطماطم .الأرتفاع الجنوني للطماطم في هذا الموسم ،جعلها أغلى من البرتقال والتفاح المستورد ،والسبب الأول إن الموسم الماضي تكدست فيه الطماطم في الأسواق الشعبية ،وتعرض المزارعون لخسائر كبيرة ،ولم يسمع أحد صوتهم لنجدتهم وتقديم المساعدة لهم ، وفي الموسم الزراعي الحالي عزف الكثير من المزارعين عن زراعة الطماطم ،خوفاً من الوقوع في نكبة جديدة أخرى تلحق الخسائر بهم .ولكن فقراء بلادي من رقيق الأرض ،هم الأن من يعانون من هذه المشكلة ،والتي كشفت بوضوح ضعف وغياب دور التخطيط والإرشاد الزراعي وكذلك التعاونيات الزراعية التي فقدت الكثير من المصداقية في نهج وسيلة آمنه تحقق الأهداف التي من أجلها تأسست ومنها تشجيع المزارعين ودعمهم للحفاظ على المنتوج الزراعي المحلي والتخطيط السليم في تسويق منتجوهم وحمايتهم من مخاطر السوق. والمعضلة أو المشكلة الكبرى أن البعض أعتبر منصبه الوظيفي أو التعاوني تشريف لا مسؤولية إنسانية ووظيفية وطنية ! أمام حزمة من الأسئلة التي تتداعى اليوم ،بسبب إرتفاع سعر الطماطم كمنتوج محلي ومن هذه الأسئلة ، أين التنسيق و التكامل بين المزارع والتعاونيات ومكاتب فروع وزارة الزراعة في محافظات الجمهورية ؟وأين دورهم في تحقيق استراتيجية التنمية الشاملة في بلادنا ؟ وماذا عن دور بنك التسليف التعاوني الزراعي في الإهتمام بوضع الدراسات وإمكانية النهوض بقطاع الزراعة ،ومواجهة الحقيقة التي نواجهها اليوم ؟ فهل من رؤية وطنية تأمن القوت للفقراء وتحمي تفاحتهم ؟ كي لا نصل إلى نقاط حرجة ،تفرض علينا استيراد الطماطم الطازجة من وراء البحار ،مثل البسباس الأحمر والبصل.