أمام ندوة واحدية الثورة اليمنية التي نظمتها جامعة تعز
تعز/ متابعات/ احمد النويهي:أكد الدكتور محمد عبد الله الصوفي رئيس جامعة تعز أن ثورتي سبتمبر وأكتوبر نقلتا الشعب اليمني من حالة الظلام الحالك والتخلف إلى الحياة الكريمة.وقال: هي ثورة كل اليمنيين فقد اختلطت فيها الدماء حتى تحق النصر ودكت مداميك الإمامة و الاستعمار ووحدت الطاقات والجهود والتحم الشعب مع القوى فكانت أن صيغت أهداف واحدة رسمت لليمن خارطة واحدة، مشيراً إلى أن ذلك تمثل في الهدف الخاص بالعمل على تحقيق الوحدة والهدف الأخر التحرر من الاستعمار والاستبداد ومخلفاتهما.وأضاف الصوفي في كلمته أمام ندوة واحدية الثورة اليمنية التي نظمتها جامعة تعز، أن ذكرى أعياد الثورة تأتي وقد شهدت اليمن العديد من الانجازات في مختلف المجالات ولم تصل اليمن إلى هذه المرحلة إلا لوضوح الأهداف التي بلورتها الثورة وضحى من اجلها الأحرار بدمائهم الزكية.وتابع إن هناك جهود مخلصة تبذل من قبل الشرفاء وفي مقدمتهم رئيس الجمهورية في تجسيد الأهداف وابرز ذلك إعادة تحقيق الوحدة اليمنية - ذلك المنجز التاريخي الذي نعتز به ويفاخر به أبناء الشعب اليمني قاطبة بحيث أضحى المحك الحقيقي للقوى السياسية لحماية الثورة ومكتسباتها هو التنافس والعمل بالديمقراطية والوقوف ضد أي مخططات تستهدف الوحدة بعيداعن المكايدات والإثارة.وقال:إن إقامة الندوة مع ذكرى 26 سبتمبر يبرز حدثا مهما في تاريخ التجربة اليمنية وتجسيدا حقيقيا لما وصلت إليه اليمن في الديمقراطية.وأختتم الصوفي كلمته بالقول لغرض النشأة الموحدة والعلاقة الجدلية بين أهداف الثورة ومكتسباتها وإبراز واحدية النضال وحقيقة الثورة وأهمية الوحدة في تحقيق الديمقراطية كان إقامة هذه الندوة.بعد ذلك ترأس الشيخ جابر عبدالله جابررئيس فرع المؤتمر بتعز الجلسة وكانت أولى الأوراق المقدمة من الدكتور / قائد طربوش بعنوان ( نشأة وتطور مراحل الحركة الوطنية اليمنية ) حيث أشار طربوش إلى أن سفر الكثير من اليمنيين إلى الخارج أدى إلى انضمام العديد منهم إلى الأحزاب القومية التي نشاءت آنذاك وانتشرت في النصف الثاني من القرن العشرين لذلك نقل الطلاب العائدون الأفكار التي تعلموها ، فكانت الوحدة التي تحققت في 22 مايو مع التعددية السياسية نقطة الانطلاق نحو مجتمع مدني.ونوه طربوش إلى انه بالعودة إلى التاريخ نجد أن اليمن كان جزء لايتجزا ، فقيام الوحدة على أساس الديمقراطية يقود الاندماج في السوق وتحقيق الانجاز في مختلف المجالات والأساس الصحيح لبناء اليمن، مختتماً ورقته بالتأكيد على أن خيار الوحدة القائمة هي الإطار السليمالذي يكون بموجبه حل الخلافات الناشئة والتقيد بالقوانين النافذة والدستور.- وتحت عنوان واحدية النضال للتخلص من الإمامة والاستعمار قدمت ورقة من القيادي في التنظيم الوحدوي الناصري على الضالعي قال فيها إن ثورة 26 لم تكن ثورة لفرد ولم تكن حكرا لفئة أو حزب بل ثورة شعبية بما تحمله الكلمة من معنى ، مضيفاً لا أجد دليلا واحدا على صحة ما أقول سوى ذلك التواصل والحشد الجماهيري الذي توجه إلى صنعاء لتسوير الثورة وحمايتها ممن أرادوا القضاء عليها، مضيفاً انه لم تتحرك قبائل أي محافظة بل جماهير الشعب من أقصاه إلى أقصاه للدفاع عن الثورة مستدلا بجمرك الراهدة في ذلك الوقت والذي مر عبره 64 ألف شخص بغية الانخراط في الحرس الوطني وكانوا كلهم من أبناء الجنوب ،ناهيك عن الذين مروا عبر نقاط أخرى فكانت تعبيرا عن مجمل القوى السياسية.وقال الضالعي: مما يؤكد بان شعبنا كان في حركته شعب واحد عندما كانت تضيق الأمور على الأحرار في صنعاء كانت عدن هي الملاذ وهي المدينة التي نشأت فيها حركة الأحرار، منوهاً إلى أن الحركة السياسية بدأت تكوينها في عدن ولم تتشكل الحركةالشعبية تحت مسمى جهوي أو قبلي سوى حركتين فقط هما الجبهة العدنية ورابطة الجنوب العربي واللتان كانت تتحدثان بعيدا عن وحدة الشعب اليمني أما الحركات الأخرى كانت تضم الشعب اليمني بغض النظر عن منطقة فلان أو قبيلته ومعظم المعارك التي شهدتها محافظات حجة وصعدة وصرواح كان يتواجد فيها أبناء المناطق الجنوبية والشمالية جنبا إلى جنب، مستطرداً إذا دعت الحاجة للاستشهاد بأشخاص يكفي أن مفجر ثورة 14 أكتوبر راجح لبوزة كان ممن قاتلوا في جبال حجة وكذلك ناصر السقاف على عنتر على هادي صالح مصلح قحطان الشعبي ويكفي أنه في إحدى اللحظات كان فارس سالم الشريف وهو من أبين كان قائدا للقوات الجوية وكذلك سيف الحارثي المتوفى عام 94 كان قائدا للمنطقة الشرقية وهو من شبوة.وأضاف الضالعي انه لم يكن هناك حزب أو تنظيم أو قوى واحدة تحرك الشعب بل ماكان يقام جسد واحدية الثورة وان الكثير من الفرق الفدائية لثورة 14 أكتوبر لم تكن من الشطر الجنوبي بل كان الجميع من اليمن من أقصاه إلى أقصاه.وكان بعد الاستقلال كثير من أبناء الجنوب وزراء ومسئولون في الشمال وكذلك في الجنوب فمحمد سالم الزجر كان قائد فرق في الحيمتين وكان على عبدالله صالح رئيس الجمهورية منضويا تحت إمارته، مضيفاً أن ثورتي سبتمبروأكتوبرماكان لهما النجاح لولا دعم الثورة العربية بقيادة الزعيم حمال عبد الناصر، معتبراً أن ذلك دور حضاري يجب أن لا ننساه أبداً.وقال: بان المقاومة الشعبية كان فيها رجل غني انه عبد الغني مطهر عضو مجلس قيادة الثورة ورسول اليمنيين إلى جما عبد الناصر ليعلمه بساعة قيام الثورة وتأتي ذكراه بعد عدة أيام ولأحد يتكلم عنه وكان أغنى من بيت هائل انفق أمواله من اجل ترسيخ الثورة ودفع رشوة مقدارها 80 ألف ريال للمجلس الجمهوري من اجل السماح له بالخروج والذهاب إلى تعز لتجنيد الشبابوإرسالهم إلى صنعاء وللأسف لا يوجد حتى شارع باسمه، مؤكداً أن طلاب اليمن سبقوا اتحاد الأدباء في توحيد اليمن وكل القوى ناضلت من اجل الوحدة التي قال الضالعي إن علينا أن نتصدى للمؤامرات التي تستهدف الوحدة والتي بدأت ترفع شعارات ضد الوحدة .وفي ورقة قدمها الدكتور محمد الدرة بعنوان ( واحدية الثورة اليمنية وضرورة الانتماء إلى العصر ) قال:" إن الشعوب التي يلعب بتاريخها هي شعوب مجني عليها والتعرض إلى ثورة الشعب هو بمثابة سرقة للحقيقة والثوابت، معتبراً أن عدم الاستقرار عائد إلى أن اليمن ورثت مخلفات حكم لا يتناسب مع العصر ولو أن الإمامة انفتحوا على العصر بدلا من الكسب من جباية الناس لان الجهل يولد العنف والدسائس في الظلام.وأضاف :" في 26 سبتمبر تتجلى المسيرة الظافرة للوحدة ولا ننسى أن اليمن وبفعل الأتراك والإنجليز تقسم اليمن إلى شطرين ولم يتوحد بعد رحيل الانجليز نظرا لهيمنة الأيدلوجيات السياسية والحكم العالمي القائم رغم أن أفئدة اليمنيين كانت تذهب لتوحيد البلاد ، والشعب كان رافضا واقع التشطير وكان تواقا لتحقيق حلمه وانتقل حلمه إلى الواقع المنشود وانتصر لإرادته عام 90 وها نحن الأبناء نعيش ما كان يحلم به الأباء،مشيراً إلى أن عبدالله السلال اصدر قرار بتعيين قحطان الشعبي مستشار لشئون الجنوب وقد أثبتت الأيام أن واحدية الثورة حقيقة تاريخية وان الثورتين ما قامتا إلا لتحقيق الوحدة.وتوصل الدرة في ورقته إلى انه لا خوف على الوحدة من دعاة الانفصال لأنها كانت دعوة كل اليمنيين.وقال إن الطريق السليم لإصلاح أي مشكلة في اليمن يتمثل في التمسك بالشريعة الإسلامية لأنها تتصف لدى الناس بالتسامح.وفي ورقة قدمها عبدالله سلطان قال:" انه من الطبيعي والاجتماعي لليمن أنه واحد الانتماء وكان واحدا في كل مراحل اليمن ولم يشعر اليمن بالتمزق فالدولة اليمنية القديمة عرفت دولة واحدة الحاكم اليمني كان يصل حكمه إلى مكة المكرمة ودليل على ذلك تبع اليمني.وقال هذه الحقيقة التاريخية دليل على أن اليمن موحدا على مر العصور رغم الانقسامات والاختلافات بين القوى التي كانت موجودة على الساحة لكن الشعب اليمني كان لا يتمزق ويظل موحدا ا-لانتماء للأرض ولم تفصله عن بعضه أي فواصل.ونوه سلطان إلى أن هذه الحقائق أو الانتماء الوطني للشعب هو الذي فرض الأهداف للثورة ولم تكن مخصصة لفئة ولكن ثورة لليمن بدليل أن الهدف الأول تمثل بالتحرر من الاستبداد والاستعمار فالهدفين الأول والخامس مرتبطين ، فالتحرر من الاستبداد في الشمال والاستعمار في الجنوب وكذلك مخلفاتهما التخلف والتمزق والتشطير ولذلك جاء الهدف الخامس أن اليمن طبيعيا واجتماعيا لأنه قال العمل على إعادة تحقيق الوحدة اليمنية ولم تكن هدفا بذاتها ولكنها هدفا لانتماء اليمن للأمة العربية وهذا دليلا على قومية الثورة اليمنية وارتباطها بأمتها العربية.وأضاف :" هذه الواحدية لها أبعادها الوطنية والاجتماعية ولذلك كانت الثورة اليمنية لتنير الأرض اليمنية كلها بدأ من صنعاء إلى عدن لإعلان الحرب على البريطانيين وذلك بانقلاب مجموعة المناضلين والذين شاركوا في الدفاع عن صنعاء.وفي تعقيب لمحافظ تعز صادق أمين أبو راس قال: هناك مدن رئيسة كان لها الدور الكبير في إعداد التخطيط للثورة اليمنية ومنهلا ( صنعاء – عدن – تعز – إب ) و التي بدأت تتشكل فيها الجمعيات ، وقال إن اليمنيون بأجمعهم خططوا للثورة ولا يوجد بيت إلا وفيه شهيد.وقال:" نعترف بذلك وإرهاصات الثورة قد بدأت بالهدف الأول لها وها نحن بعد 45 عام من قيامها ولو رجعنا إلى الخلف لعرفنا كيف كان يعاني آباءنا ، كنا في تعز لا نجرؤ على الخروج بعد العصر خوفا من طاهش الحوبان، منوهاً إلى أن أجزاء اليمن كانت متقطعة فلذلك الثورة قامت نتيجة معاناة واستبداد وظلم وتم تفجيرها ، ومن المؤرخين من يقول أن الإعداد لها كان في تعز وان تقوم فيها لكن الإمام عندما انتقل إلى السخنة انتقل الإعداد وأقيمت الثورة على يد ضباط أو فئات يمنية مختلفة وبعدها أتت المرحلة الأصعب وهي مرحلة الدفاع عنها وتكالبت كل القوى عليها وكانت الجمهورية العربية المتحدة بزعامة جمال عبد الناصر هي الداعمة لها ولابد أن نعترف بهذا، مذكراً بخوض اليمنيين لنضالات في مختلف المناطق حتى أن قادة الثورة تركوا كراسيهم وانطلقوا لقيادة الجبهات بمساعدة الشعب في الشمال والجنوب وقيام ثورة 26 أدت إلى تفاعل ثورة 14 أكتوبر رغم التكتل والمشاكل التي واجهتها وبعدها أتت مرحلة حرب الـ 70 بعد خروج القوات المصرية وكانوا أن أرادوا استغلالها لكن اليمنيون شمروا ودافعوا عن عاصمتهم وكان هناك مواقف لفرق وضباط عظيمة.وقال المحافظ: هنا يجب أن نقول كلمة صريحة وأقولها كرأي شخصي هو أن " حسن العمري" الموجود مع القادة الآخرين ساهم معه اليمنيون في تثبيت الثورة.