د.زينب حزامنعيش اليوم عصراً فريداً،يكفي فيه أن ننعم بوحدة الأرض اليمنية،ونعبر عن آمالنا ومنجزاتنا بالأفراح والتعبيرات الموسيقية التي تزرع السعادة في النفوس،وتحث الإنسان على العمل والنشاط من أجل بناء الوطن وتشييد المباني والمصانع للاستثمار والأيادي العاملة من أجل بناء وطن الخير والأمل والغد المشرق.إن الفنون الشعبية اليمنية تفتح أمامنا عالماً يساعدنا في التغلب على ضغوط الحياة اليومية،حيث تلعب الموسيقى الغنائية دوراً هاماً في رفع مستوى التذوق الجمالي للمستمع.لذا كان من الطبيعي أن يلجأ الدارسون للتراث الموسيقي في المعاهد الموسيقية إلى الأسطوانات المسجلة لكبار العازفين والمغنيين من الحقب الأولى للقرن الحاضر،حيث موسيقى التراث مزدهرة وبعيدة عن المؤثرات الخارجية،وأصبحت الفنون الشعبية تعمل على تعريف الشعب بالحقائق،وشيوع المعلومات الصحيحة،والثقافة السليمة،وحق التعبير البناء،وإعلاء قيمة العقل والفكر على قيمة الغرائز والشهوات. وذوبان الشعب من مجتمع موحد قوي البنيان.[c1]الفنون الشعبية اليمنية ودورها في تطوير المجتمع الحديث[/c]يعد الرقص الشعبي اليمني من الفنون الشعبية،والتي تلعب دوراً هاماً في تطوير المجتمع،حيث شاركت رقصة البرع في مهرجان الفنون في مصر العام الماضي بالقرية الفرعونية ونالت إعجاب الحاضرين ورقصة البرع المشهورة في اليمن،هي من أكثر الرقصات الشعبية اليمنية التي تتميز بالحركة والرشاقة تصحبها الآلات الموسيقية مثل الطبول والمزمار والدف وغيرها من الآلات التي ترتديها تصحب هذه الرقصة الشعبية إضافة إلى الملابس الشعبية التي تؤديها الراقصات تضيف إلى الرقصة قيمة فنية وتاريخية تلفت أنظار المشاهير،فالملابس اليمنية لها قيمة فنية تظهر جمال الراقصة الشعبية التي تضع على رأسها الطرحة المزخرفة بالألوان والخيوط الحريرية والمزينة بالفصوص والقطع الذهبية.وتعد رقصة البرع من الفنون الشعبية التي تعرض في الاحتفالات الشعبية والمناسبات الوطنية وهي من الرقصات الراقية في الفن اليمني.[c1]رقصة الرزحة[/c]هي من الرقصات الشعبية التي يقوم بأدائها فريق من الفنانين والفنانات،وهي تعرض في مناسبات جني المحاصيل الزراعية في موسم جني القطن والحبوب،منتشرة في لحج وأبين وهي عبارة عن صفين متقابلين في إيقاع منتظم يدق الرجل اليمني بالأرض ويسير الصف بنفس الإيقاع حتى يصل إلى الصف المقابل له مقترباً منه ويعود إلى الخلف حتى وصوله إلى موقعه السابق بنفس الحركة ثم يقوم الصف الآخر بنفس الطريقة بينما أصحاب الإيقاع والطبول يتجولون في وسط الحلقة وتؤدي فيها بعض من الأغاني المشهورة.[c1]رقصة الشرح[/c]وهي من الرقصات الشعبية المشهورة في عدن ويرقصها الرجال والنساء في الأفراح والمناسبات الوطنية وتعتمد هذه الرقصة على إيقاع الطبول والمراويس والخطوات السريعة على الإيقاع السريع،ولرقصة الشرح ألوان مختلفة،وألحان متنوعة الأوزان الشعرية ومن الأغاني المشهورة والتي تقال في رقصة الشرح أغنية:[c1]وأعلى أمحنا..وأعلى محناسعد يا مسعود فاح عرف العودأسقنى الصهباء دمعة العنقودتجلي الكربة وتشفي المارودجلّها يا الله يا كريم الجودبالمبرح قاتنا والمثناسعد يا مسعود فاح عرف الندفي السمر لاقانا أصيل الجدذا كحيل العينين وردي الخديا سمرنا به طيب واتجددكلما طاب أحبابنا طبناوأعلى أمحنا..وأعلى أمحنا [/c]ومن الأغاني الشعبية التي تقال في الرقصات الشعبية أغنية يا بوي يا بوي يا بوي شعر ولحن عبدالله هادي سبيت:[c1]يا بوي يا بوي يا بوييا بوي من حسنه يا بوي يا بوي أن منه يا بوييا بوي من حسنه عقلي ارتبشيا بوي أنا منه كله ورشيا بوي يا بوي يا بوي يا بويمن سكتته يا بوي- قلبي سكت سكته- من هرجتهيا بوي- ذي قال لحنتهخلي الرباب والعود* يبكو على مفقود- فيسعرجع موجود- شافه وقال يا بوي يا بوييا بوي يا بوي يا بوي يا بوييا بوي من لطفه يا بو ي من ظرفه يا بوي [/c]ويمثل التراث الفني الموسيقى من رقص وموسيقى شعبية وأزياء وطنية نوعاً من التراث الشعبي في معظم المدن اليمنية،خاصة الريف اليمني الذي لم يتعرض للغزو الأجنبي.والشيء اللافت للنظر أن سفر الفرق الوطنية الشعبية قد قل غير أننا نسعى باستمرار إلى المشاركة الدولية من أجل تعريف العالم بالحضارة والتاريخ اليمني العريق،أن الفنون الشعبية هي نتاج المجتمع.والمجتمع امتداد لغيره، فالماضي الإنساني متواجد دائماً في حاضر الإنسان،فالتقاليد والعادات والقوانين والعلاقات الإنسانية المرتبطة بالاقتصاد الوطني،والحالة الاجتماعية للشعوب مثل الملابس والعادات والتقاليد من الأدوات والمأكل والمشرب واللهجات وخصائص الفكر الإنساني نفسه ليست وليدة الحاضر ولكنها حصيلة التجارب والخبرات تمثل تراثاً يمكن تتبع أصوله من الماضي القريب أو البعيد ومن خلال هذا التراث تتشكل شخصية الجماعة الإنسانية وتتحدد درجة وعيها الحضاري.أما انقطاع الجذور وانتقاء الصلات بالنسبة للفن بل للثقافة عموماً فأقل ما يعينه هذا هو انتفاء الأصالة والسيادة والتسطح وافتقار الفن وتغليب الترقيع من هنا وهناك حتى يصبح الفن مشوهاً بلا هوية أو مضمون لا يسر شكلاً ولا مضموناً ولا نعني بتأكيدنا على شرعية الصلات والتأثيرات في المجال الفني أو غيره لا تعني التبعية وفقدان الهوية والتميز الفني والثقافي وإنما التحويل منوط بملكة الإبداع عبر نسيج الكلمات والنغمة الموسيقية فالذي يوصى به التأثير والتأثر من خارج المحيط البيئي المحلي قد يفجر ينابيع بل أنهاراً متدفقة من الفنون الحية من البيئة الداخلية بطريقة المحاكاة ثم الإبداع وهذا ما وجدته في رقصة البرع التي نالت إعجاب الحاضرين من القرية الفرعونية بمصر.
أخبار متعلقة