هيئة الفساد أعلنت الأسبوع الماضي عن الجرائم المرتكبة في حق كل مواطن في هذه البلد والبالغة خلال السنوات الثلاث الماضية ما يزيد على ( 8700) قضية فساد غير أنها تناست أو تجاهلت أن تكشف عن وجه مرتكبي هذه الجرائم ومن هم ؟ وكم عددهم؟ وعن حصيلة المبالغ والخسائر الناجمة عم ذلك الكم المهول من القضايا وحتى يعرف المواطن أين تذهب الموازنات والإعتمادات والقروض..؟! أعتقد أن هذا أهم من مجرد الإعلان عن عدد القضايا إذا ما أشرنا إلى الشفافية والوضوح ومعايير النزاهة التي تعتمد عليها الجهات الرسمية المحاربة للفساد..وبأي حال فإن مثل هكذا إجراء تتبعه الهيئة العليا لمكافحة الفساد مهم مجيد على ألأقل لتبصير المواطن بحقيقة الإجراءات الحكومية والإرادة السياسية من خلفها المتخذة للتصدي لهذه الآفة الآخذة في انتهاك وإهلاك مقدرات الوطن والإمكانيات .. وتغيير الصورة السيئة المرسخة في أذهان أبنائه نتيجة التعبئة الخاطئة التي يتلقاها بين الحين والآخر من دعاة التغيير واللقاء المشترك ووسائل تضليله وتدليسه الحزبي .. غير أن الأهم وبجمع الناس لموقف واحد ورأي عام هم نتيجة وحصيلة ماذا بع هذا الإعلان؟كل فردفي المجتمع يجب أن يعلم أن اجتثاث الفساد ليس مهمة رسمية أو تأصيلاً حكومياً بقدر ما هو مهمة ودور جماعي ومجتمعي لجميع القوى السياسية والفعاليات الوطنية والمدنية .. الفساد موجود ولا يمكن إنكاره غير أن مهمة الحد من مظاهره لا تكون بعصا سحرية أو بتشكيل هيئة أو تشريعات ونظم وإجراءات .. فتلك لن تكون فاعلة إلا بتعاون وطني وتكاثف جماعي .. فاليد الواحدة لا تصفق.. أو كما يقال .. وللحديث بقية.
|
اتجاهات
الفساد.. واليد المبتورة
أخبار متعلقة