عياش علي محمد على غرار مهرجان بعلبك في لبنان ومهرجان (جرش) في الأردن، اقيم على مسرح بستان الكمسري في الشيخ عثمان (عدن) مهرجان غنائي أحياه الفنان الكبير فيصل علوي وخليفته البكر علوي فيصل علوي ورعاه المهندس عبدالرحمن شكري بمناسبة زواج نجله المهندس كمال عبدالرحمن شكري، وقد حضر هذا المهرجان عدد كبير من الشخصيات السياسية والاجتماعية والأدبية وعشاق الغناء القمنداني.وفي هذا المهرجان الغنائي وعلى بساطه الأخضر ونسائم ازهاره الوارفة واطياره الرمادية تمايلت صبابات الفنان فيصل علوي محلقة في أجواء بديعة من رقة الصوت وعذوبه اللحن وجمالية الكلمات، فقد عرجت الأبيات على صنعاء بقصيدة (لله ما يحويه هذا المقام) ثم دخلت واحة الخضيرة لحج لتسلم على قمندانها الأمير احمد فضل بن علي محسن العبدلي بقصيدة ساعة هني بايقع فيها الهناء والسعادة، يوم اللقاء عيد يا ربي عسى بالعيادة..فتراقصت أغصان الشجر وزغردت الحمائم، وتدفقت على مهرجان الكمسري النسائم الفواحة من الزهور والورود مذكرة الحاضرين بالأيام الخوالي لبستان الحسيني وكأنه رجع الصدى حين يتغنى الكمسري يتجاوب معه بستان الحسيني فيرقص طرباً ولسان حاله يقول لقد عدت مجدداً للحياة.ومهرجان الكمسري الغنائي محاولة جديدة لانبعاث وتجديد الموروث الغنائي اليمني على موقع جمالي وبستان تاريخي يليق باحياء سهراته الغنائية وفعالياته الفنية بعد ان ركدت الأصوات الغنائية في زاوية ضيقة وفي حارات مغلقة، أما بستان الكمسري فهو شيء آخر يضيف نكهة جديدة للنشاط الغنائي والإبداعي.وكانت ليلة جميلة بامتياز يمكن بسهولة تذكرها ولكن لا يمكن بل ومن الصعب نسيانها لانها دشنت لأول مرة فعالية غنائية تماثل تلك الفعاليات التي تقام في عدد من الدول العربية، وربما كانت هذه الفعالية ورؤية من أقامها في هذا الموقع الجميل يريد أن يضع اللبنة الأولى لميلاد نشاط فني بديع على مسارح البساط الأخضر في بساتين الشيخ عثمان، واحتمال انتقال مثل هذه الفعالية إلى بساتين أخرى كاستثمار فني يدخل في عملية التنمية الاقتصادية والثقافية والفنية.ويحسب لهذه الفعالية انها اختارت أن يكون بمعيتها كل من الأستاذ والشاعر الكبير عبدالله هادي سبيت والشاعر الفيلسوف صالح فقيه والشاعر الرومانسي صالح نصيب إلى جانب شاعر الواقعية سالم علي حجيري.. فقد كان هؤلاء الشعراء حاضرين في مهرجان الكمسري بقصائدهم الرائعة، فالشاعر عبدالله هادي سبيت غنى له الفنان فيصل علوي (دمعتك غالية ياللي ضمارك دموعك، عاد في الأرض رحمن).وغنى للشاعر الخالد مهدي حمدون قصيدة (في ذمته والله لاهب عمري) وهي أغنية مناسباتية تزامنت مع موقع الحفل البهيج في بستان الكمسري ومن أبيات هذه القصيدة نختار:[c1]هوه من تبن اصله حل الكمسريتقول مصري في قامته والله تقولمصري[/c]وغنى الفنان علوي فصيل علوي قصيدة الشاعر الفحل صالح فقيه (الدهر كله عمارة متى يكون السكون) وهي من القصائد الوطنية التي اشتهرت في كل زوايا اليمن الأربعة بكلماتها الرنانة والتعبيرية وبلحنها الجميل الذي صاغه الأمير عبده عبدالكريم.وتوالت الأغاني بمختلف الوانها وإيقاعاتها ووجدت صداها وتفاعلها عند الجمهور المشاهد الذي حضر إلى بستان الكمسري لإحياء هذه الليلة الجميلة التي ألهبت المشاعر وهزت إيقاعاتها الراقصة العقول والأحاسيس والوجدان فرقص الجمهور طرباً لعودة الحياة الفنية (تلقائيا) وبدون علم سابق بان هذه الليلة سيكتب لها النجاح والتألق على يراع التاريخ المعاصر.فهنيئاً لكل من غنى ورقص وتفاعل في الليلة الجميلة ولكل من دشن قيام مثل هذه الفعالية وكل من شارك في نجاحها.لهم مني أجمل تحية وسلام
|
رياضة
مهرجان الكمسري الغنائي
أخبار متعلقة