مركز المقحفي .. أول مؤسسة أهلية تعنى بالمخطوطات وإحياء التراث
لقاء / محمود دهمس تصوير / سمير الصلوي [c1]* لماذا قرن اسم المركز بمركز المقحفي ؟[/c]- لأن المقحفي المقصود هنا هو احد أعلام اليمن الكبار في القرن الـ12 الهجري وهو أحمد محمد عبدالهادي بن صالح بن قاطن المقحفي ( ت 17 / 5 /1199هـ) صاحب كتاب اتحاف الأحباب في (السير والتراجم) وهو مرجع معول عليه عند المؤرخين المعاصرين وكذا كتاب تحفة الإخوان بسند سيد ولد عدنان في علم الحديث توجد بالمركز نسخة خطية بقلمه رحمة الله وقد وصلت مؤلفاته على حد علمنا إلىثلاثة عشر مؤلفاً وقد ترحم له الكثير من المؤرخين في كتبهم منهم الإمام محمد بن علي الشوكاني رحمه الله الذي قال عنه في كتابه ( البد الطائع) ( له عناية كاملة بعلم السنة ويد قوية في حفظها عامل بالاجتهاد ولا يقلد احداً عن معرفة ودراية كما نظم الشعر وأجاده ) وله ديوان شعر موجود في مكتبة المتحف البريطاني بلندن .يمثل مركز المقحفي للمخطوطات وإحياء التراث واحداً من المراكز التراثية التي تعني بالمخطوطات والتراث ومن أبرز المراكز التي لها إسهامات عديدة في حفظ وتوثيق موروثنا الفكري والتاريخي من المخطوطات وغيرها من المقتنيات التاريخية مثل المخطوطات في شتى العلوم والمعارف منها والعملات التي يرجع تاريخها الى العهدالحميري ومابعده حتى القرن المنصرم ( برونزية -فضية - ونحاسية ) وطوابع بريد بالاضافة إلى العديد من المقتنيات الأخرى كالأحجار الكريمة التي يرجع تاريخها إلى الآف السنين، فحقيقة يتميز هذا المركز بأنه أول مؤسسة مدنية خاصة تعني بالمخطوطات وجمع المقتنيات الأثرية والتاريخية ويحتاج إلى اهتمام من قبل الجهات ذات العلاقة في الوطن سواء من الحكومة أو منظمات المجتمع المدني بغية إبراز دوره وتفعيله لخدمة تاريخ هذا الوطن العريق والحضاري الممتد جذوره في عمق تاريخ البشرية ( اليمن السعيد ) أرض الحضارات .. ونظراً للجهود التي بذلها ويبذلها هذا المركز في إحياء تراثنا التاريخي من المخطوطات وغيرها من المقتنيات رغم حداثة تأسيسه ورغم شحة الامكانيات المالية التي لم تساعده في الاضطلاع بالدور الذي ينبغي أن يضطلع به في إخراج هذه الكنوز واظهارها بالصورة التي تستحقها إلا انه يمتلك من العزيمة والارادة التي سيصل بها إلى تحقيق جملة الأهداف التي أنشئ المركز من أجلها والتي هي أول سؤالنا في هذا اللقاء الذي أحبته الصحيفة مع الأستاذ أحمد محمد المقحفي رئيس المركز والحصيلة في الآتي :- [c1]المساهمة في إحياء تراثنا العلمي * ما هي الأهداف التي أنشئ المركز من أجلها ؟ [/c]في البداية نشكر صحيفة (14 أكتوبر) الغراء التي نلاحظها متتبعة لمختلف الفعاليات والأنشطة الثقافية ، لا سيما التاريخية منها ، وهذا ان دل على شيء إنما يدل على الوعي الكبير الذي تتحلى به قيادة هذه المؤسسة الصحفية العريقة برئاسة الاستاذ أحمد محمد الحبيشي رئيس مجلس الادارة رئيس التحرير الرجل المهني والصحفي المقتدر والكفؤ ، اما بالنسيبة للأهداف التي أنشئ المركز من أجلها تتمثل في الإسهام في تعزيز الثقافة الوطنية في بناء الانسان والمجتمع وبما يعزز عمق الهوية الوطنية بإنتاج محددات ثقافية تتجاوز عوامل الخلافات وأسباب الغلو لتكريس مفاهيم الانتماء والولاء الوطني والتمسك بثوابتها ودعم وتشجيع الباحثين والدارسين والمهتمين بالمادة العلمية والمعرفية عبر المكتبة الإلكترونية وغيرها حسب الامكانيات المتاحة والمشاركة في الحفاظ على التراث العلمي والثقافي بالتعاون والتنسيق مع الجهات المختصة للحد من عملية التهريب والتغريب والمساهمة في إقتناء وجمع وتوثيق المخطوطات والتراث العلمي والفكري والعمل على امكانية دراستها وتحقيقها ونشرها وخاصة ذات الصلة بالتاريخ والتراث اليمني والعربي والاسلامي بالتنسيق مع الجهات الحكومية المحتصة بالثقافة ووفقاً لقانون الاثار والمساهمة في نشر التراث العلمي وإحيائه والتعريف به عبر إنشاء مكتبة عامة متنوعة وصحيفة اسبوعية والتعاون والشراكة مع المراكز العلمية والهئات والمؤسسات المماثلة الحكومية والاهلية داخلياً وخارجياً لاحداث تنمية علمية وثقافية .وكذلك المساهمة في دراسة وقراءة التاريخ والتراث الفكري اليمني بمنهج نقدي علمي موضوعي لإبراز إبداعات الإنسان اليمني ودوره التاريخي في بناء الحضارات الانسانية والمشاركة في إقامة معارض للمخطوطات داخل الوطن وخارجه وإقامة معرض دائم متنوع لعرض المخطوطات وغيرها من التراث الحضاري القديم وإصدار دوريات لنشر الدراسات العلمية ونماذج مختارة من المخطوطات المراد تحقيقها وغيره.[c1]فكرة الانشاء .. التراث ذاكرة الأمة * كيف أنشأتم هذا المركز وما هي الدواعي والأسباب ؟[/c]الحقيقة.. إن التراث العلمي يعتبر ذاكرة الأمة والأمة التي تهمل تراثها كالإنسان الذي يفقد ذاكرته فنسي ماضيه ويضل طريقه في الحاضر والمستقبل .. واليمن تمتلك ثروة من ذخائر المخطوطات التي تعد كنوزاً لا تقدر يثمن وفي شتى العلوم والمعارف وتمثل فخراً واعتزازاً لكل من ينتمي إلى هذا الوطن المعطاء وتجاوباً مع معطيات المرحلة بأهمية توثيق تراثنا العلمي وحفظه وصيانته وتيسير وسائل الاطلاع عليه في سبيل تحقيقه ونشره بطرق علمية خدمة لجيلنا الحاضر والاجيال المقبلة وفي تعاظم أهمية دور المؤسسات المجتمع المدني في الحياة العامة ومنها إحياء تراثنا العلمي والثقافي جاءت فكرة تأسيس هذا المركز كأول مؤسسة يمنية من مؤسسات المجتمع المدني تعني بالمخطوطات وقضايا التراث تعمل بترخيص رقم ( 86 / 8 ) وشارك في الإعداد والصياغة لنظامه الاساسي نخبة من كبار المثقفين والمتخصصين يشكلون الهيئة العلمية للمركز سيضم إليهم مجموعة من العلماء والباحثين والمهتمين بالتراث العلمي ، وأنشئ المركز بهدف المساهمة في إحياء تراثنا العلمي الذي لا يزال في بطون كتبنا الخطية وإخراجه إلى حيز الواقع ليستفيد منه الإنسان حاضراً ومستقبلاً وبما يخدم التنمية الثقافية الشاملة .[c1]لدينا الكثير من المقتنيات * ما هي الإمكانيات من المخطوطات والمقتنيات الأخرى التي يمتلكها المركز ؟[/c]يمتلك المركز ما لا يقل عن ثلاثمائة مخطوط اصلية تم توصيف 222 (مائتين واثنين وعشرين) مخطوطاًَ تشتمل على ما يقارب 1000 ألف عنوان، من العلوم والمعارف وبما لا يقل عن 33 ثلاثة وثلاثين علم من العلوم المختلفة لعلماء ومؤلفين من مختلف المذاهب والأقطار معظمها لمؤلفين ونساخ يمنيين وحالياً يتم إعداد اكتشاف لتلك المخطوطات وما تحويه على شكل كتاب سيتم استكماله وطباعته خلال الفترة المقبله القريبة ، أقدم مخطوط نسخ في القرن الخامس ويالخط الكوفي يليه مخطوط المنظومة نونية نسخت في القرن السابع تحتوي على عدد 10303 (عشرة آلاف وثلاثمائة وثلاثة) أبيات شعرية كل سطر منها ينتهي بحرف النون ، يليها ما نسخ في القرن الثامن والتاسع الى القرن الثالث عشر * يمتلك المركز ما يقارب 500 (خمسمائة) مخطوط أصلية للقرآن الكريم مصاحف واجزاء.* يمتلك المركز ما يزيد عن 5000 (خمسة آلاف) مخطوط منسوخة بسيديهات تم تصويرها من أماكن مختلفة بواسطة كاميرات دجتل .* يمتلك المركز ما يقارب 3000 (ثلاثة آلاف) قطعة من العملات ابتداء من العهد الحميري وما بعده وحتى القرن الماضي ، برونزية - فضية - ونحاسية. * يمتلك المركز وثائق ومستندات وكراريس ومسودات وسجلات حصر وتوثيق لممتلكات الأوقاف وأملاك الدولة وغيرها من الوثائق العثمانية والتي عليها طوابع بريدية عثمانية وغيرها .* يمتلك المركز من المخطوطات المصورة مسندياً وكتب طباعية طبعت قديماً عربي وعثماني وأجنبي لا يقل عن 400 (أربعمائه) نسخة يمتلك المركز عدداً كبيراً من المتحجرات والاحافير باحجام وأنواع واشكال مختلفة لها ملايين السنين حسب المراجع المختلفة التي اطلعنا عليها.* يمتلك المركز عدداً كبيراً من الأحجار والعقيق النادرة جداً والقديمة جداً غير المعروفة في عصرنا الحالي وغيرها من الخرز والخواتم والعزايم الفضية والذي قد يصل عمر البعض منها إلى أكثر من 1000 عام *يمتلك المركز قطعاً متنوعة ومختلفة منها ( أ حجار مكتوبة بالخط المسند ، ومحابر ، وأقلام ( أدوات الكتابة قديماً ) ولوحات زيتية ، وقطع زجاجية وفخارية قديمة واسطوانات حجرية غنائية وغيرها .[c1]هذه هي احتياجاتنا * ماذا تطلبون من الاحتياجات لتفعيل نشاط المركز ؟[/c]تكليف مختصين لترميم وصيانة وحباكة بعض المخطوطات .- تكليف عدد من المختصين للقيام بتوصيف المخطوطات - توفير عدد ثلاث كاميرات دجتل مخصصة لتصوير المخطوطات مع توابعها إ حداها تعمل في المركز واثنتان تعملان ميدانياً في المحافظات مع ذاكرة وبطارية احتياطية لكل واحدة منها .- توفير خمسة كمبيوترات مع توابعها اثنين من النوع المحمول للمركز والصحيفة التابعة للمركز .- توفير ثلاثة ارشيفات للمخطوطات الأصلية والمخوطات المصورة مستدياً والمخطوطات المنسوخة في سيديهات ، وكذا ارشيف للصحيفة تجهيز صالة للمطالعة متكاملة.- تجهيز مكتبة مصغرة لحفظ وارشفة سيديهات المخطوطات. - تجهيز موقع الكتروني باسم المركز يحتوي على جميع ما يمتلكه المركز من مخطوطات وغيرها الأجهزة والمعدات والأدوات والبرامج الخاصة بانشاء الصحيفة مع تجهيز تكاليف طباعة الأربعة الأعداد الأولى على تقدير أن الصحيفة ستعتمد على نفسها بعد ذلك.- توفير 30 فترينة زجاجية للمعرض الدائم بعرض 1 * 1.50 طول منها 20 فترينة للمخطوطات و 10 فترينات للطوابع البريدية والوثائق والمستندات التي عليها طوابع بريدية وكذا العملات البرنزية والفضية والنحاسية - توفيرالأجهزة والألات للقيام باستعراض ما تحتويه الاسطوانات الغنائية الحجرية وتسجيلها وحفظها بسيديهات ليسهل على الغير الاستفادة منها .- تغطية تكاليف طباعة الكتاب والذي يمثل كشافاً بما يمتلكه المركز من المخطوطات التي سبق توصيفها للاطلاع عليها واختيار ما يمكن تحقيقه وطباعته ونشره.- تغطية تكاليف البروشورات واللافتات والدعوات وبقية التجهيزات اللازمة لاقامة الندوة التي سيصاحبها اقامة معرض لممتلكات المركز بهدف اشهاره والإعلان عن بدء نشاطه.- وأخيراً ايجاد جهة تقوم باعتماد وتكاليف ايجار مقر المركز بواقع 100 ألف ريال شهرياً أي (1.200.000) مليون ومائتا ألف ريال سنوياً بما في ذلك مستحقات المياه والكهرباء والتلفون .وعند توفر ذلك سيتمكن المركز من ممارسة نشاطة على أكمل وجه وبالتالي يمكن للمركز أن يبدأ في الاعتماد على نفسه من خلال دخله المحدود المبين في النظام الأساسي، شاكرين ومقدرين كل من ساهم ويسهم في تحقيق وتوفير ما أمكن من تلك الاحتياجات والتي لا شك ستساعد المركز في إبراز وجهه المشرق لليمن الحضاري ولما من شأنه نشر حضارتنا والحفاظ على موروثنا العلمي والثقافي والحضاري .[c1]لدينا عدد من المهام * ما هي الخطط المستقبلية للمركز ؟[/c]- ترميم بعض المخطوطات.- توصيف المخطوطات الأصلية الغير موصفة وتوثيقها تصوير ونسخ المخطوطات الأصلية وحفظها بسيديهات.- تصوير المخطوطات الموجودة في المحافظات والقرى والعزل والتي نعلم أماكن وجودها على شكل مكتبات خاصة للعلماء وآخرين ممن يملكون مخطوطات موروثة ، والذي قد يصل عددها إلى 10.000 آلاف مخطوطة تم تصوير منها عدد 2000 (الفي) مخطوطة والمتبقي 8000 آلاف مخطوط والذي يكلف تصوير المخطوط الواحد منها ثلاثة آلاف ريال.- توصيف المخطوطات التي سبق تصويرها ما لايقل عن 5000 آلاف مخطوط وتوثيقها في سجلات المركز.- توثيق وفهرسة المخطوطات.- أرشفة المخطوطات ( ثلاثة أنواع من الأرشفة.- إعداد مكتبة وصالة للمطالعة.إعداد مكتبة الكترونية وإعداد موقع الكتروني باسم المركز وما يملكه انشاء صحيفة اسبوعية باسم المركز لنشر وتغطية الجوانب المتعلقة بالتراث العلمي والثقافي والحضاري وكذا البحوث والدراسات المتعلقة بذلك - انشاء معرض دائم وانشاء صالتين لعرض مقتنيات المركز.[c1]استمرار اقتناء المخطوطات [/c]قام المركز بعمل ندوة وعرض لمقتنياته بهدف اشهاره والاعلان عن بدء نشاطه ، وبهذه المناسبة ادعو كل الهيئات والمؤسسات المهتمة والقادرة على الرعاية أن تبذل ما في وسعها حتى يستطيع المركز أن يفتح ابوابه أمام الباحثين والهيئات العلمية والبحثية لإحياء تراثنا الفكري المدون في بطون المخطوطات واخراجه إلى النور لتستند عليه وتنهل الأجيال من معلوماته الثرة.وقبل أن أختم هذا اللقاء احب أن اؤكد أن تكوين هذه المؤسسة وإخراجها إلى حيز الوجود كان ثمرة ناضجة لجهود مشتركة من كثيرين رجال الثقافة والمهتمين بتراثنا الفكري من مختلف الأوساط الثقافية والادبية ورجال الصحافة والأدب والقانون واساتذة الجامعات والهيئات والمنظمات المتخصصة الذين كان لهم الفضل الأكبر في وضع النظام الأساسي وساهموا بكل طاقاتهم ومعارفهم حتى أصبحت هذه المؤسسة حقيقة واقعة في الوسط العلمي والثقافي تفتح أبوابها امام كل الباحثين والمراكز البحثية والتاريخية وللجميع مني أسمى آيات التقدير لكل جهدهم الذي بذلوه ولا زالوا يبذلونه .. وأنوه أن المؤسسة هي بهم ولهم حاضراً ومستقبلاً .