مواطنون : (حلم) الدولة الفلسطينية ابتعد نحو ألف عام آخر
غزة / 14 أكتوبر / نضال المغربيبعد توقف دوي الأسلحة في قطاع غزة يخشى كثير من الفلسطينيين من سكان القطاع أن يتخلى عنهم الرئيس محمود عباس وحركة فتح بعدما عقدا العزم على معاقبة منافسيهم الإسلاميين.وأدى أسبوع من الاقتتال بين الفصيلين الفلسطينيين وما أعقبه من إقالة عباس للحكومة التي تقودها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لانفصال بين الأراضي الفلسطينية، فتدير حماس غزة الفقيرة بينما تهيمن فتح على الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل.ويقول بسام إسماعيل عن هزيمة القوات الموالية لعباس على أيدي حماس بعد ستة أيام من الاقتتال "كان أسبوعا سيئا للغاية للشعب الفلسطيني. لم تشهد القضية الفلسطينية مثل هذه الأزمة."وأعقب الاقتتال حرب كلمات بين فتح وحماس ويتهم كل جانب الآخر بالخيانة. ولا يزال كثير من سكان غزة البالغ تعدادهم 1.5 مليون نسمة يشعرون بالحاجة لنفوذ عباس الذي يدعمه الغرب ويخشون أن انفصال حماس عن السلطة الفلسطينية سيتركهم في عزلة محاصرين بين الحدود الإسرائيلية شديدة التحصين والبحر المتوسط.وشددت إسرائيل بالفعل العقوبات على قطاع غزة وتمنع جميع الاتصالات مع حماس التي ترفض الاعتراف بالدولة اليهودية. وأغلقت إسرائيل معظم المعابر خلال الأسبوع الماضي وراقبت عن كثب شحنات المعونة الدولية التي تصل للمنطقة الساحلية.وحذر سايمون بلوس من برنامج الغذاء العالمي في جنيف أمس الأول «الجمعة» من أزمة إنسانية محتملة في غزة حيث تقول جماعات الإغاثة إن مخزون الغذاء سينفذ خلال أسبوعين.وقال إمام مسجد كبير في غزة في خطبة الجمعة "هناك عائلات تموت جوعا وهناك مرضى يحتضرون. ندعو الرئيس محمود عباس للعمل من أجل المصلحة العامة."وبدأ بعض الفلسطينيين يخشون ضياع حلمهم بإقامة دولة في غزة والضفة الغربية نتيجة الاقتتال الداخلي.ويقول حسام وهو صحفي "اليوم ابتعد (حلم) الدولة الفلسطينية نحو ألف عام آخر."ويقول عباس انه لا يريد تجويع المواطنين في غزة ولكنه استبعد الحوار مع حماس التي اتهمها بالقيام بانقلاب ومحاولة اغتياله.كما يحرص زعماء حماس على عدم إظهار أي رغبة لعزل غزة عن 2.5 مليون فلسطيني يقيمون في الضفة الغربية ذات المساحة الأكبر.وقال خليل اليحيى المسؤول البارز في حماس في مؤتمر صحفي أمس الأول الجمعة إن حماس لا تريد أقامة دول إسلامية في غزة وتابع أن غزة والضفة الغربية والقدس وحدة واحدة وان الحركة لن تقبل بفصل أي منهم.ورغم مخاوفهم يشعر كثيرون في غزة بأمان مما كانوا يشعرون به خلال أشهر من المناوشات وذلك بعد تولي جهة واحدة المسؤولية. ويشعر الرجال والنساء والأطفال بحرية أكبر في نزول الشوارع.ويقول عابد الخليلي (55 عاما) وهو يغادر المسجد عقب صلاة الجمعة "اليوم نحن نشعر بالأمن ولا نهاب أحدا."ويقول المهندس الملتحي أسامة إسماعيل انه سعيد بنتيجة الاقتتال " كانت حربا بين الخير والشر!! واستطاعت حماس الانتصار وبسط سيطرتها."وتابع "ساد الأمن لأن من يسيطرون على المنطقة جند الله!! وهم يخشون الله وليسوا قتلة أو مجرمين."ورغم الهدوء غادر عشرات من الفلسطينيين مزدوجي الجنسية القطاع خشية الحرمان الاقتصادي وعدم إحساس غزة المعزولة باثار رفع الحظر الاقتصادي الغربي عن حكومة الطواريء التي شكلها عباس.وغادر أكثر من مئة مواطن يحملون الجنسية الروسية والأمريكية والبريطانية غزة مع عائلاتهم في الأيام الثلاثة الماضية مما اضطر كثيرين منهم لإغلاق أعمالهم المزدهرة.وقال مازن علي وهو يعبر هو وأسرته الممر المؤدي لمعبر اريز الذي تسيطر عليه إسرائيل "تركت إعمالي واهرب من اجل صالحي ومصلحة عائلتي."ويقول المحلل السياسي هاني حبيب إن مثل هذه الهجرة تبعث برسالة قاتمة لسكان غزة عن مستقبل القطاع.ويضيف "يزيد القلق والخوف تجاه مستقبل هذه المنطقة بإعطاء انطباع بان غزة تواجه عزلة سياسية واقتصادية."