من الجميل أن يسمع المرء منا من يطالب له بحقوق ومتطلبات كانت مفقودة منه لأي سبب، ومن الأجمل أن تجد من ينادي برفاهيتك ويأمل إسعاد كل الناس، لكن من المؤسف وغير الجميل البتة أن تكتشف أن من يناشد باسم فعل الخير (أكان جهة أو منظمة أو حزباً . ) يعمل ويطلب ما يطلبه بغية تحقيق مآربه الضيقة والأنانية المعيبة عليه ومبعث الاستنكار في ذلك أن أولئك النفر (المصلحيين) يوهمون الرعية بأنهم يسعون من أجل نصرتهم والدفاع عن قضاياهم والأدهى مما سبق أن تلمس وبمرارة أن هؤلاء (المتمصلحين) يستغلون بعض أوجه النقص هنا أو هناك وكذا حاجات وهموم البعض من شرائح المجتمع ويتاجرون بها، بل ويجعلون من بعضها شعاراً لمطالبهم المزعومة وهم من كل هذا وذاك براء وإنما همهم الأول والأخير كيف يجنون المكاسب (المتعددة) على حساب المتاجرة بحقوق ومطالب الآخرين متناسين انتماءهم لهذا الوطن الذي ترعرعوا فيه واستظلوا بسمائه وأكلوا ويأكلون من خيراته وثماره الطيبة.ولعل من البديهي القول إن التشدق بهموم البسطاء ومحاولة المساومة بها باتت قضية يفطن لها الجميع من أبناء هذا البلد ويستحقر مروجوها، صحيح أن هناك حقوقاً كفلها القانون وثمة مزايا واحتياجات قد يفتقر إليها المواطن لمبررات عدة، وأنه يوجد أكفاء يمدون إيديهم للدفع بعجلة التنمية والمساهمة في ذلك والمطالبة بالمشاريع التنموية لمناطقهم وقراهم، لكن هذا لا يمنع أن نميط اللثام عن الطرف الآخر ممن يصنع الشيء نفسه مع فارق الاستغلال واستخدام قضايا العامة ومشاكلهم كدرع وواجهة لاستمالة واستعطاف المواطن الذي أضحى بمنأى وإدراك لكل تلك الأساليب القذرة والرخيصة.والمصيبة الأكبر أن يصبح أحد الأحزاب السياسية أو بعضها أو فئة من الفئات في غي وجاهلية ووهم تام وذلك عندما ينصبون أنفسهم وصاة على الوطن أو جزء منه متجاهلين أن الشعب اليوم أو بالأمس أو في أي وقت لم ولن يقبل بأي وصي عليه حتى ولو كانت هذه الوصاية تحت أي عذر من الأعذار الواهية والكاذبة .. وحتماً أن الأجدر لأولئك (المخريون) الذين ينضوون في إطار شعاراتهم المخادعة تارة تحت شعار الإصلاح وتارة أخرى تحت شعار جمعيات وهمية ومضللة الأجدر لهم ان يفيقوا من تخبطاتهم الهوجاء التي لا تخدم سواهم ولا تنفع غير أعداء الوطن، ولكن أنى لهم ذلك.؟!نعم الأفضل لأولئك المرتزقة أن يعودوا إلى رشدهم وإلى جادة الصواب ليساهموا مع الأيادي الشريفة في بناء وطن الـ 22 من مايو وليدركوا جيداً أن مكائدهم باتت مكشوفة وأن وصايتهم التي يدعونها مرفوضة من الشعب اليمني بأسره.. الشعب الذي اختار النهج الديمقراطي سبيلاً للتعبير عن الحقوق التي يكفلها القانون له والشعب الذي ضحى وقدم الغالي والنفيس لأجل أن ينعم أبناؤه وأجياله القادمة بالأمن والخير فكيف سيرتضي غير ذلك طريقاً؟ وكيف سيتقبل وصياً؟!أخيراً.. ما حملني على قول هذه الكلمات هي أمانة القلم التي توجب علينا جميعاً أن نزجر أولئك الذين يجعلون من أنفسهم أوصياء على الوطن أو بعض أجزائه.. ومن يدري ربما كانت الكلمة زاجراً ورادعاً لأهوائهم وعقولهم المتحجرة!
|
تقارير
الوصاية المرفوضة
أخبار متعلقة