محامون يطالبون بتحقيق دولي في إعدام برزان والبندر
بغداد / وكالات :قتل نحو 30 شخصا على الأقل بينهم عناصر من الشرطة ومدنيون، في هجمات استهدفت مدينتي الصدر وكركوك ومناطق متفرقة من العراق أمس الاربعاء.أعنف هذه الهجمات استهدفت مدينة الصدر شرقي بغداد، وأعلنت مصادر طبية بوزارة الداخلية مقتل أكثر من 15 شخصا وإصابة 33 آخرين بانفجار وقع قرب سوق شعبية.واستهدف الانفجار الآخر مركزا للشرطة في مدينة كركوك (290 كلم) شمالي العراق، وقتل في الهجوم 10 أشخاص على الأقل بينهم عدد من منتسبي الشرطة، كما أصيب نحو 42 شخصا بعضهم إصابته خطرة.وقال قائد شرطة المدينة اللواء تورهان يوسف إن شاحنة مفخخة كانت متوقفة قرب الجدار الخارجي لمركز شرطة القورية وسط كركوك، وقد دمر بالكامل.وأكد أن شدة الانفجار دمرت الشارع بشكل كامل حيث لحقت أضرار بأكثر من 20 منزلا فضلا عن تدمير عدد كبير من السيارات.وقالت مصادر أمنية عراقية إن ستة أشخاص قتلوا، بينهم أربعة من حرس مسؤول محلي، وأصيب 12 آخرون بجروح في أعمال عنف متفرقة في بغداد وجنوبها.وفي الإسكندرية (60 كم جنوب بغداد)، قتلت امرأة وأصيب 10 أشخاص بجروح بسقوط ست قذائف هاون على حي الخضر في البلدة.تأتي هذا المواجهات بعد يوم دام قتل فيه أكثر من 115 شخصا غالبيتهم من الطلاب، عبر سلسلة تفجيرات بعضها انتحاري استهدفت الجامعة المستنصرية شمالي العاصمة وسوقا شعبية ببغداد، فضلا عن حوادث متفرقة في مناطق أخرى، كما أصيب أكثر من 169 شخصا. وأدى الهجوم الانتحاري إلى دمار هائل كما تحطمت سيارات عدة، ويعد هذا الهجوم هو الأسوأ حتى الآن في هذا العام. وتأتي هذه الأحداث بينما تتأهب الحكومة العراقية لتدشين حملة أمنية كبيرة في العاصمة، قال عنها قائد القوات متعددة الجنسيات بالعراق الجنرال الأميركي جورج كيسي، إنه "لا توجد ضمانات" لنجاحها.وقد وصلت إلى العراق الطلائع الأولى من الجنود الإضافيين الـ21 ألفا الذين قرر الرئيس الأميركي جورج بوش إرسالهم إلى بغداد، قادمة عبر الحدود مع الكويت. وفي الإطار نفسه ذكر العميد أنور دولاني آمر لواء السليمانية الكردي الذي تشارك وحداته بالخطة الأمنية أن 1000 جندي من اللواء غادروا باتجاه العاصمة.في تطور آخر اتهم مسؤولون بريطانيون وأميركيون إيران بالوقوف وراء الهجمات على القوات البريطانية جنوب العراق. ونقلت صحيفة ديلي تلغراف البريطانية عن المسؤولين قولهم إن طهران توفر الدعم والأسلحة والمتفجرات والتكنولوجيا "لزعزعة الاستقرار في هذا القسم من البلاد".وكانت الأمم المتحدة قد نشرت إحصائيات عن القتلى المدنيين العراقيين عام 2006، وقالت إنهم تجاوزوا 34 ألفا. وأضافت أن أكثر من 36 ألفا آخرين جرحوا نتيجة العنف الطائفي والاضطرابات التي تمزق العراق في العام الفائت. على صعيد اخر طالب أربعة من محامي هيئة الدفاع عن الرئيس العراقي السابق صدام حسين وعدد من معاونيه بتحقيق تنجزه لجنة دولية في إعدام برزان التكريتي الأخ غير الشقيق لصدام، وعواد البندر رئيس محكمة الثورة في عهد النظام السابق.وقال المحامون في بيان إنهم يريدون أن تقرر هذه اللجنة وقائع الأحداث بدءا من طريقة تسليم المعدومين من الجانب الأميركي للعراقيين، إلى حصول عملية الدفن لمعرفة الحقائق ونشرها على الملأ ومتابعة المسؤولين عن العملية ومحاكمتهم وفق ما ينتهي إليه التحقيق.وناشد البيان الأمين العام للأمم المتحدة وجميع المنظمات الدولية ذات الصلة التحرك الفوري لتشكيل لجنة التحقيق وتمكينها من معرفة الحقيقة تمهيدا لمحاكمة هؤلاء المسؤولين.وعبر المحامون عن التنديد الشديد بعملية قتل كل من برزان والبندر المشابهة لسيناريو إعدام صدام، معتبرين أنها جريمة بشعة ارتكبت تحت غطاء وحماية السلطات العراقية وبمشاركة أميركية.ووقع البيان المحامون الأردني عصام الغزاوي والعراقي ودود فوزي شمس الدين والتونسي أحمد الصديق والمصري محمد منيب الجنيدي.وقد واصل المئات من سكان مدينة تكريت كبرى مدن محافظة صلاح الدين توجههم إلى بلدة العوجة لتقديم التعازي في برزان والبندر اللذين أعدما فجر الاثنين شنقا بعد إدانتهما بمقتل 148 عراقيا من قرية الدجيل حيث تعرض صدام لمحاولة فاشلة لاغتياله مطلع ثمانينيات القرن الماضي.وفي إطار متصل قال الرئيس الأميركي جورج بوش إن الحكومة العراقية "لم تحسن التعامل" مع عملية تنفيذ حكم الإعدام بحق الرئيس السابق صدام حسين, وجعلتها تبدو وكأنها "عملية قتل من أجل الانتقام"، مشيرا إلى أن حكومة نوري المالكي ما تزال تفتقر لبعض النضج السياسي.وأعرب بوش في مقابلة تلفزيونية مع جيم ليرر بمحطة PBS, عن خيبة أمله في طريقة تنفيذ حكم الإعدام بحق صدام, وسوء تعامل الحكومة العراقية مع دلالات الحدث الرمزية, في إشارة إلى التسجيل المصور الذي نشر عقب تنفيذ الحكم. لكنه قال إن صدام حوكم محاكمة عادلة على عكس ما تلقاه ضحاياه في الدجيل.وأضاف الرئيس الأميركي أن طريقة إعدام صدام وأخيه غير الشقيق برزان إبراهيم الحسن الذي انفصل رأسه عن جسده أثناء تنفيذ الحكم عزز الشكوك في أداء حكومة المالكي, وصعبت عليه إقناع الشعب الأميركي بتقديم دعمه لإدارته للاستمرار بتنفيذ المخططات الأميركية في العراق.وذكر بوش أنه أعرب للمالكي عن خيبة أمله في حكومته, وقال له إن الطريقة التي أعدم بها الرئيس السابق تبعث برسالة مربكة للعالم مفادها أن صدام منح محاكمة عادلة لكنه أعدم بأسلوب انتقامي, مشيرا إلى أن حكومة المالكي تفتقر للنضج السياسي.