صنعاء / سباء:اعتبر عدد من مثقفي وأدباء اليمن رحيل الأستاذ أحمد جابر عفيف خسارة كبيرة في زمن نحن أحوج فيه إلى رجال التنوير والتحديث أمثال العفيف الذي كرس حياته لكل ما من شأنه نهضة اليمن وتطوير تجربته في التعليم والثقافة والإبداع.و أكدوا أن مآثره ستظل شواهد على عظمه تجربته ودرباً مضيئا إلى غد يمني مشرق بالثقافة.. منوهين بالدور الكبير الذي تؤديه مؤسسته الثقافية، معولين على استمرار هذا الدور في خدمة ثقافة النور في اليمن.. يمن الثورة و الجمهورية والوحدة .و قالوا في أحاديث لهم إن رحيل رجل الفكر والتنوير أحمد جابر عفيف قد ترك فراغاً كبيراً في الساحة الثقافية اليمنية التي أثراها بالعديد من الشواهد و المآثر و ترك فيها بصمات واضحة في التأسيس لفكر مستنير و دور تربوي ثقافي معرفي وطني رائد .[c1]إسهامات مبكرة[/c]رئيس الهيئة العامة للكتاب الدكتور فارس السقاف عدّ تجربة الراحل الكبير أحمد جابر عفيف علامة فارقة في مجال التربية والثقافة في تاريخ اليمن المعاصر.. منوها بعطائه المبكر منذ قيام الثورة اليمنية سبتمبر في العملفي مجال التربية والتعليم حتى تقلد منصب وزير التربية لفترة طويلة أسهم فيها بعطاءات كبيرة .وقال إن أن احمد جابر عفيف ترك وراءه بصمات واضحة في تأسيس الصرح التعليمي والتربوي في اليمن ثم واصل عطاءاته حتى أنه لم يعرف التقاعد في حياته فقد عمل إلى يوم مماته بعد أن أسس مؤسسة العفيف الثقافية التي تقوم بدور ريادي مؤثر وبارز في الساحة الثقافية اليمنية.وأضاف: كانت مؤسسته الثقافية أسبق في التأثير وتبنى الكثير من الإبداعات والأعمال البحثية حيث أصدرها في كتب خاصة للمبدعين واصدر لهم كتباً وقدم ولكن ترك وراءه هذه المؤسسة هذه وإن شاء الله يستمر عطاؤها حتى بعد رحيله رحمه الله.[c1]مناصر العلم نصير التربية[/c]فيما قال الكاتب والأديب عبدالرحمن بجاش مدير تحرير صحيفة الثورة : إن خسارتنا كبيرة اليوم بفقدان علم من أعلام التربية والتعليم والثقافة والتنوير الأستاذ أحمد جابر عفيف الذي عرفناه وتربينا على يديه مناصراً للعلم ونصيراً للتربية ومنادياً بالتنوير ومتعصبا للمستقبل.وأضاف:إن الفقيد الراحل الذي قرن الحياة بالقلم وبالكلمة السامية المحترمة لعقل الإنسان يعد رجلاً متفرداً من يوم عرفته هذه البلاد ،عمل بكل ما يستطيع لنشر العلم من تهامة إلى صنعاء إلى جامعة صنعاء إلى كليتي التربية والشريعة والقانون ليختم حياته أحسن خاتمة بتأسيس مؤسسة العفيف الثقافية التي تنشر الثقافة وتحتضن المثقفين وتقدم الأدباء وتؤسس لمستقبل أكثر إشراقاً و استطرد بجاش والحزن يحاصر كلماته : رحمه الله لقد أسس للعلم بيتاً واوجد للثقافة أرضاً خصبة و نتمنى أن يواصل رعاية الزرع فيها مجلس أمناء المؤسسةوبنفس التوازي تلاميذه في كل مرفق وفي كل جامعة و أولاده و نحن.وعبر عبد الرحمن بجاش عن الأمل في أن لا يُنسى أحمد جابر عفيف ويكون حاضراً في جامعة صنعاء بالتحديد في مكتباتها وقاعاتها وعقول طلابها وأفئدة مدرسيها و أن يقترن اسمه باسم الجامعة التي أسسها. [c1]رجل عصامي[/c]فيما اعتبر رئيس اتحاد الأدباء و الكتاب اليمنيين فرع صنعاء محمد القعود أن العفيف كان علما رائداً في مجالات التربية والثقافة والعلوم، ومربيا جليلاً و رجلا عصامياً حمل على كاهله الكثير من الهموم في سبيل خدمة العلم والثقافة والوطن.كما أعتبره الشاعر القعود أحد الشواهد الحاضرة والمعايشة لكل ما شهدته اليمن طوال عقود مستشهداً بما تركه وراءه من أثر في خدمة العمل الثقافي في مقدمتها كتابه الشهير «شاهد على اليمن» الذي وثق فيه مرحلة هامة من مر احل اليمن في تاريخه الحديث.. مؤكداً أن رحيل العفيف خسارة كبيرة للوطن وللعمل الثقافي و الإنساني و التربوي.و قال القعود:إن مؤسسة العفيف باتت من أبرز مناهل ومحركات العمل الثقافي داخل الساحة اليمنية حيث شكلت حضورا مميزا خلال أكثر من 15 سنة واستقطبت المبدعين بشتى مستوياتهم واتجاهاتهم وكان لها أثراكبير في تطوير العمل الثقافي في الساحة وكذا اليد الطولى فيما شهدته اليمن من حراك متميز في المجال الثقافي خلال العقدين الأخيرين وعبر عن أمله في أن تبقى المؤسسة بهذا الألق و أن تواصل المشوار الذي بدأه أحمد جابر عفيف و بذل فيه الكثير من سني عمره وجهده.[c1]سباق ومغاير[/c]فيما أكد الأديب والصحفي عبد الناصر مجلي رئيس تحرير شبكة الأمة برس أن اليمن اليوم خسرت أحد أبناءها الشرفاء الذين كرسوا حياتهم في تنوير وخدمة العلم والأدب والثقافة من خلال مشاركته في إعداد الموسوعة اليمنية وإنشاء مؤسسة ثقافية رائدة باليمن تعنى بخدمة العلم والأدباء والمثقفين ورأى فيها بصيرته وحلمه.كما أكد مجلي أن الراحل كان يعتبر الوطن في المقام الأول في تعضيد وتجذير الثقافة في بلادنا عبر بناء صرح ثقافي سباق ومغاير والالتفات إلى أهمية مسألة الثقافة في بناء الأوطان والارتقاء بذائقة الشعوب وتطورها وتحضرها وتنميتها وقال:« إن العفيف الراحل لم يغادرنا إلا وقد أطمأن إلى مؤسسته التي صارت اليوم مدماكاً أساسياً في أساس الثقافة اليمنية المعاصرة.. مضيفاً أن اللسان ليعجز أن يفي هذا الرجل حقه من الثناء كمناضل وتربوي ورجل ثقافة و احد مناضلي الثورة اليمنية الذين لم يتوقف دورهم بعد انتصار الثورة بل واصل عطاءاته ومشواره لتعميق و إرساء قواعدها،مدركاً حاجة الثورة إلى روافد قوية وأهمية الحفاظ عليها والدفاع عنها.و أشار إلى أن العفيف لم يرحل ولم يغب عن أعين الناس وذلك لما تركه من بصمات ثقافية وأدبية وتربوية ستظل حاضرة وستخلدها الأجيال.[c1]أكبر مشروع[/c]الكاتب والأديب محمد الغربي عمران عدّ أحمد جابر عفيف صاحب أكبر مشروع وطني معتبرا رحيله خسارة ليس على الوسط الثقافي والأدبي فحسب وإنما على الشعب اليمني بأكمله كونه أحد الرجال القلائل في هذا الوطن الذي كرس جهده وحياته وأمواله وبيته الكبير في سبيل خدمة العلم والتعليم والأدب والثقافة لكافة شرائح المجتمع، وخاصة الشرائح ذات الدخل المحدود.وأكد أن الراحل كان احد منابر العلم والإشعاع الأدبي والثقافي الذي ركز و راهن على الشباب في تنمية المجتمع من خلال بناء قدراتهم والتأثير فيهم وفتح أمامهم المجال للإبداع في مختلف المجالات من خلال مؤسسة العفيف الثقافية.وقال عمران:« إن المرأة اليوم فقدت أحد القامات والهامات الكبيرة التي ناصرتها وركزت على تحريرها من الانكسار والخذلان على اعتبار أنها نصف المجتمع و زرعت أمامها غداً مشرقاً.وأضاف: كان العفيف لايفارق الشباب وكان يشجعهم على الطموح والإبداع والنضال من خلال إعطائهم جرعات تشجيع من سيرته الذاتية وماضيه التعيس وطفولته البائسة ليرفع من معنوياتهم ويزرع الأمل فيهم لتحقيق طموحهم وأمنياتهم في بناء وطن مشرق بالجديد.و أكد أن اليمن فقدت صرحا من صروح الإنسانية و عمودا من الأعمدة الوطنية، إلا أن أعماله ستخلده ، منوها بان هذا الرجل رهن كل مايملك لدعم مقدرات الشباب وخيرات الوطن في الوقت الذي راهن غيره على تفتيت و إضعاف الوطن.[c1]أب روحي[/c]فيما عبرت القاصة هدى العطاس عن عميق حزنها بوفاة الأستاذ أحمد جابر عفيف وقالت العطاس:« أعتبره كأب روحي وراع للثقافة والإبداع.. فقد كان صاحب مشروع و لديه الكثير من الرؤى والطموحات ، و هو بالفعل رجل غرد خارج السرب».و أضافت « لقد أخذ العفيف على عاتقه هم الثقافة في اليمن و أخذ بيد الثقافة و الإبداع إلى آفاق ومصافات عالية وجديدة، وكان رجلاً يتطلع إلى التحديث والتنمية ، وكان وطنيا حتى النخاع ومحبا لوطنه وثقافة بلده حتى النخاع أيضا».و تابعت « إنني أحمل وفاء كبيراً لمؤسس مؤسسة العفيف الثقافية التي مُنحت منها أول جائزة إبداعية، و لا أنسى أن الأستاذ أحمد جابر عفيف كان ممن لهم الفضل في دعمي و رعايتي، وتعمقت علاقتي به بوشائج علاقات أسرية فكان مثل الأب». اختتمت العطاس شهادتها قائلة :»يترك رحيل هذه الرجل القامة فراغاً كبيراً في الساحة الثقافية،ولكننا نعول بأن تبقى مؤسسة العفيف الثقافية أثراً تعبر عن طموحاته و رؤيته للمشروع الثقافي اليمني ».
أخبار متعلقة