منظمة العفو الدولية تؤكد استمرار تعذيب المعتقلين في العراق
بغداد/ وكالات:تواصلت أعمال العنف في مناطق متفرقة بالعراق أمس أسفرت عن مقتل 10 أشخاص وإصابة أكثر من 20 آخرين.ففي مدينة بعقوبة شمال شرق بغداد خلف انفجار سيارة ملغومة في أحد الأسواق مقتل خمسة أشخاص وإصابة 19 آخرين. وقالت مصادر أمنية إن أغلب الضحايا من الأطفال.كما قتل أربعة أشخاص بينهم أحد شيوخ عشائر العبيد السنية في هجوم بالحويجة (200 كلم شمال بغداد)، بينما قتل مدني وجرح اثنان آخران في هجومين في الإسكندرية جنوب بغداد.من جهة أخرى، قال مصدر في شرطة الحويجة إن "مسلحين مجهولين اقتحموا صباح أمس الحي الصناعي داخل المدينة وقتلوا ثلاثة عمال شيعة من البصرة يعملون في أحد المطاعم الشعبية".وفي تطور آخر افادت الانباء أن ستة أشخاص أصيبوا في انفجار بشارع المغرب شمالي بغداد.من جهة أخرى أعلن الجيش الأميركي أمس عن مقتل أحد جنوده في هجوم شنه مسلحون على دورية أميركية في محافظة الأنبار غربي العراق.على صعيد آخر أكد تلفزيون "العراقية" الرسمي أن الجيش العراقي أحبط اعتداء كان يستهدف أكبر ضريح شيعي في بغداد هو ضريح الكاظمية في شمال العاصمة. وقال إن جنود اللواء الأول في الجيش افشلوا محاولة إرهابية تستهدف ضريح الكاظمية. وردا على سؤال للتلفزيون, قال ضابط إن ثمانية صواريخ بينها اثنان من نوع كاتيوشا, كانت مخبأة في مجاري الصرف الصحي في مكانين ومجهزة لتطلق على الضريح. وأضاف أنه جرى تفكيكها بفضل المعلومات التي قدمها السكان. وعرض التلفزيون مشاهد لترسانة قال إنها كانت ستستخدم في الهجوم. من جهة أخرى, أطلقت قذيفة من نوع كاتيوشا أمس الاول على مسجد سني في الموصل (370 كلم شمال بغداد), كما أعلن إمام المسجد عبد الستار جاسم.. وأضاف الشيخ جاسم أن القذيفة التي سقطت على بعد 3 امتار وراء جدار المسجد لم تنفجر. ويقع المسجد في شمال المدينة. وردا على سؤال, قالت الشرطة إنها تحقق في الحادث. في الشأن السياسي صعد الأكراد والسنة معارضتهم لتولي مرشح الائتلاف الشيعي إبراهيم الجعفري رئاسة الحكومة العراقية الجديدة. وفي أحدث محاولة في هذا الإطار أرسل التحالف الكردستاني القيادي البارز برهم صالح إلى المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني في النجف.وقال صالح للصحفيين إن ترشيح الجعفري لرئاسة الوزراء لا يخدم المرحلة الحالية التي تحتاج إلى شخص يحظى بموافقة جميع الكتل السياسية.وطلب المسؤول الكردي من الائتلاف ضرورة تغيير الجعفري في الحكومة الجديدة للتمكن من تجاوز الأزمة السياسية الحالية.من جهتها جددت جبهة التوافق السنية على لسان القيادي البارز فيها خلف العليان رفضها ترشيح الجعفري، وقالت إنها مستاءة منه لفشله في احتواء العنف الطائفي الذي اجتاح العراق بعد تفجير قبة الإمام علي الهادي بسامراء يوم 22 من الشهر الماضي.وفي المقابل شهدت العاصمة العراقية بغداد وعدد من المدن الشيعية في الجنوب مظاهرات مؤيدة للجعفري. ويهدد استمرار هذه الأزمة بعرقلة تشكيل الحكومة الجديدة والتئام البرلمان رغم إعلان نتائج الانتخابات التشريعية قبل شهر, وإن رجح مصدر في التكتل الكردي صدور مرسوم رئاسي بالتئامه الخميس القادم. استمرار الجدل بشأن ترشيح الجعفري يأتي في وقت استبعد فيه رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال بيتر بيس حدوث حرب أهلية على نطاق واسع في العراق، لكنه أقر بأن أمرا كهذا يمكن حدوثه.تصريحات الجنرال الأميركي تزامنت مع دعوة الأمم المتحدة الحكومة العراقية إلى الكشف عن نتائج التحقيق الذي وعدت به فيما أشيع عن فرق موت سرية يشتبه في ارتباطها بوزارة الداخلية.وقال الممثل الأممي الخاص في العراق أشرف قاضي إن وضع حقوق الإنسان في العراق مثار انشغال للأمم المتحدة, مشيرا إلى أن المنظمة تلقت "الكثير من المعلومات والروايات عن الاستعمال المفرط للقوة، ومراكز اعتقال سرية, واختفاءات".وأشار قاضي إلى أن الأمم المتحدة لا تستطيع التأكد من التقارير عن طريق التحقيق بسبب الوضع الأمني, حاثا الحكومة على "اختتام التحقيقات كي تتخذ الخطوات المناسبة", مشيرا إلى أن الآجال التي حددتها انتهت دون نشر النتائج.على صعيد اخر كشفت منظمة العفو الدولية النقاب عن استمرار تعذيب السجناء بالعراق, رغم التداعيات المستمرة لفضائح إساءة معاملة المعتقلين في سجن أبو غريب. وفي هذا الصدد أصدرت منظمة العفو الدولية تقريرا تضمن شهادات متعددة لسجناء أطلق سراحهم مؤخرا حول تعرضهم لأشكال مختلفة من التعذيب من بينها الصدمات الكهربية, وتوصيل التيار الكهربي بمياه تملأ زنزانات المعتقلين. كما أشار التقرير إلى أن عددا من السجناء اعتقل لأكثر من عامين دون توجيه اتهام له أو تقديمه للمحاكمة, ثم أطلق سراحهم دون أي اعتذار أو توضيح. وطالبت العفو الدولية في تقريرها بمزيد من التحقيقات حول أوضاع السجناء والمعتقلين في السجون العراقية, مشيرة إلى أن هناك عقبات متعددة تحول دون ذلك رغم التعهدات الأميركية التي جاءت على خلفية فضائح التعذيب في سجن أبو غريب. وقال التقرير إنه استقى جانبا من المعلومات من ذوي الضحايا ومحاميهم خلال زيارات لكل من العراق والأردن لاستطلاع الموقف. من جهتها ردت وزارة الدفاع الأميركية على تقرير منظمة العفو الدولية بتأكيد أن جميع السجناء والمعتقلين تجري معاملتهم وفقا للقوانين والمعاهدات الدولية.