في ندوة بإتحاد الأدباء فرع عدن
متابعة/ عبدالله الضراسيأقام فرع اتحاد أدباء عدن مساء الثلاثاء الماضي في مقر الفرع بخورمكسر فعالية "الندوة التقييمية" لقافلته الثقافية لمحافظتي تعز وإب نهاية شهر يوليو المنصرم، وذلك للوقوف على أداء القافلة الثقافية سلباً وإيجاباً لتفعيل الجوانب الإيجابية وتجاوز ملامح السلبية مستقبلاً حتى يتأتى لمثل هذه القوافل فضاءاتها المرجوة.[c1]من معالم الفعالية[/c]افتتح فعالية "الندوة التقييمية" وأدارها الأستاذ الدكتور/ أبوبكر محسن الحامد استاذ الأدب الإنجليزي والترجمة بجامعة عدن الذي بدوره" نوَّه إلى أهمية انعقاد مثل هذه الندوة للوقوف أمام جوانبها الإيجابية والسلبية حتى يتسنى للقيادة والأمانة العامة للاتحاد من جهة كراعية لمثل هذه القوافل الاستفادة من هذه الوقفة التقييمية ومن جهة أخرى لكي يتسنى لقيادة سكرتارية فرع اتحاد أدباء عدن تجاوز كل عثرات وإخفاقات ما حدث في هذه القافلة الثقافية مستقبلاً ولهذا فقد كانت "أطروحات" الأدباء المشاركين في هذه الندوة "صادقة" وشفافة وراقية رغم اختلاف مداخل وأساليب المعالجات البحثية في الندوة إلاَّ أنَّ استخلاصاتهم كانت متقاربة وكانت رؤى ثرية لأنها أتت من خلال وجهات نظر أدبية متنوعة.[c1]المشاركون[/c]شارك في "ندوة" الفرع التقييمية عدد من الأدباء مثل القاص الكبير محمد عمر بحاح والشاعر الكبير محمد ناصر شراء و أ. د/ قاسم المحبشي أستاذ الفلسفة بجامعة عدن والباحث المعروف في أدب الأطفال أحمد السعيد والأخ محمد مبارك حيدرة رئيس جمعية تنمية الثقافة والأدب بمديرية دارسعد وكذلك الشاعر المعروف محمد نعمان الشرجبي وقام بالتعقيب على مداخلات الندوة الشاعر الكبير مبارك سالمين رئيس فرع اتحاد أدباء عدن.[c1]مداخلات الندوة [/c]استهل أولى مداخلات ندوة التقييم أ. د/ قاسم المحبشي حيث تحدث في مداخلته المكتوبة والمطوَّلة حول أوجه الفرق والاختلاف بين الرحلات الأدبية كتقليد أدبي معروف وبين ظاهرة القوافل الثقافية حيث عدَّد في مداخلته بهذا الصدد منطلقاً من ثلاث نقاط:أولاً تعلق حول "تصنيف" القوافل الثقافية على صعيد العلم الإنساني.وثانياً حول تعددية القافلة الثقافية، والثالثة حول تطبيقات القافلة الثقافية.وراح بعد ذلك في شرح وبلورة أبعاد رؤاه الثلاث للمداخلة حيث تحدث قائلاً بهذا الصدد: إنَّ أهداف القافلة كما هو معروف التعرف والاستماع إلى الجانب "المزار" والتعرف على مشهدهم الثقافي وتكوين صداقات وقيام فعاليات عندهم مع هذا فقد لمس الكاتب أنَّ البعد السياسي هو الذي حضر في تلك الأماكن المزارة وغاب عنها المشهد الثقافي.وتحدث عن طبيعة قافلة عدن الثقافية فقال إن وفد قافلة عدن الثقافية اتسم "بالحداثة" من حيث التنظيم والزي وتعددية المنطلقات الأدبية للأدباء وإصداراتهم وكذلك أشاد بتواجد المرأة في وفد عدن الثقافي بالإضافة إلى كلمة رئيس وفد القافلة الأستاذ الشاعر مبارك سالمين أعطت مكانة ثقافية على عكس وفد قافلة لحج الثقافية التي كانت "نمطية ومتواضعة".[c1]مداخلة الشاعر محمد ناصر شراء[/c]وفي مداخلة الشاعر محمد ناصر شراء تحدث حول الجدوى الثقافية لهذه القافلة ومع هذا فقد تطرق إلى أنَّ من أهم أهداف هذه القافلة التعرف على أجزاء من محافظات الوطن والاطلاع على آثارها التاريخية وهي مسألة ذات فائدة، وكذلك التعرف على الأدباء والزملاء وكان هذا عاملاً مغيباً كما قال الشاعر شراء.وقد ذكر في مداخلته أنه تم التعرف على أدباء لحج أكثر من التعرف على أدباء تعز وإب "وكأن" القافلة الثقافية لعدن زارت لحج أو قافلة لحج زارت عدن!!!واختتم الشاعر شراء بما أنَّ اتحاد الادباء ولد موحداً قبل الوحدة فقد كانت الفعاليات عنه أكثر تنظيماً في السابق على عكس الفعاليات الآن!!! ومع هذا فقد "أشار" إلى انَّ "منغصات" القافلة كانت كثيرة رغم جهود فرع عدن وأن أغلب الفعاليات كانت ارتجالية ومع هذا كان الشعر أبرز فعالياته حيث "جلد" الشعر جلداً مبرحاً!!! خاصة عندما حصل تفاوت في فعاليات الشعر.ونوه في نهاية مداخلته بضرورة "التنسيق" مع الأمانة العامة والمحافظات التي تزار حتى لايتكرر ما حصل حيث صادف أنَّ شعراء المناطق المزارة كانوا أكثر من شعراء القافلة بالإضافة إلى تدني مستويات شعراء المناطق المزارة.[c1]مداخلة القاص محمد عمر بحاح [/c]ثم ألقى القاص الكبير محمد عمر بحاح مداخلته "المتميزة" حيث قال بهذا الصدد: الفكرة من القافلة الثقافية هدفان ترفيهي وثقافي وقد تحقق الهدف الترفيهي وغاب عنها الهدف الثقافي ومعروف أنَّ هدف القافلة الثقافية صغير لبعد عنواني كبير هو الثقافة ولهذا نلاحظ أنَّ قافلة عدن الثقافية في لكل من تعز وإب "تغلب" البعد السياسي على الثقافي.واقترح القاص بحاح أنه يجب إلاَّ يكون في القافلة وفد ثقافي واحد بل أكثر من وفد حتى يحصل "اندماج".وأكد أن أدباء تعز وإب كانوا غائبين عن المشهد الثقافي للقافلة.واشار القاص البحاح إلى أنه مع الاتجاه لمعرفة الأماكن بعدن مثل صهاريج عدن وزيارة الشواطئ البحرية وكذلك أكد على البعد "الشعبي" للقافلة بحيث نضحت معها فنانين بالإضافة إلى ذلك فقد شدَّد البحاح على ضرورة أن يكون هناك دليل ثقافي يوزع على الأدباء إلى جانب قيام ورش عمل أدبية وحفلات موسيقية.[c1]قصيدة الشرجبي[/c]بعد ذلك القى الشاعر المعروف محمد نعمان الشرجبي قصيدة غنائية من وحي رحلة القافلة إلى إب جاءت بعنوان "وعد الحر دين " يقول فيها:وعد الحر دين [c1] *** [/c] يا ظبي العدينفي خدك حلا [c1] *** [/c] ورد الجتين في صوتك سلا [c1] *** [/c] أنس الحيمتينورد الجنتيياظبي العدين ياصبح الشذى [c1] *** [/c] يا رمح الردينياكاذي سرى [c1] *** [/c] من بدر اللجينيزبش عاشقك [c1] *** [/c] رمس الحاجبينورد الجنتينياظبي العدين فينك يا مليح [c1] *** [/c] في بعدان فينمالك يا ندى [c1] *** [/c] روح الوردتينتسخى تبتعد [c1] *** [/c] عنى ليلتينوعد الحر دينياظبي العدين[c1]مداخلة أحمد السعيد[/c]بعد ذلك ألقى الباحث والأديب أحمد السعيد مداخلة "حيوية" قال فيها إنَّه كان أكثر أدباء قافلة عدن الثقافية "تضرراً" مقارنة بالأدباء الآخرين، لأنَّه كأديب في أدب الطفل لم يلحظ أدباء في المناطق المزارة ينتمون إلى أدب الطفل عكس الآخرين .. وأضاف استفادوا واستمتع بهذه الرحلة من جانبها السياحي بينما غاب عنها البعد الثقافي ومع هذا فقد أشار الأديب أحمد السعيد إلى أنَّ أجمل ميزة لهذه القافلة ـ حسب قوله ـ أنَّها "جمعتنا" لاسبوع مع بعضنا البعض على عكس فترة ما قبل الرحلة لم نكن نلتقي إلا نادراً ولكن هذه القافلة أعادت "روح" الصداقة إلى أغلب أدباء القافلة الثقافية لفرع اتحاد أدباء عدن أكثر مما كان عليه الوضع قبل الرحلة.[c1]مداخلة محمد مبارك حيدرة[/c]وكانت آخر مداخلة في الندوة للأخ المهندس محمد مبارك حيدرة رئيس جمعية تنمية الثقافة والأدب بمديرية دارسعد حيث تحدث في مداخلته قائلاً: إن لفرع اتحاد أدباء عدن خبرة طويلة في مجال "ملف" القوافل الثقافية ولهذا فقد حاول الفرع استثمار مثل هذه الفرصة الأدبية لكنه لم "يوفق" أمام أرضية المشهد الثقافي المحبط، رغم أنَّه خطط لأن يكون عام 2007م عام القوافل الثقافية لكن لم تتم "مساندة" و "مساعدة" فرع اتحاد أدباء عدن لتفعيل خبراته بهذا الصدد رغم أنَّ قافلة عدن ضمت ثلاثين أديباً لم تتم مساعدتهم لإنجاح قافلتهم فكيف إذاً سيتم تفعيل قافلة فرع اتحاد الأدباء بتعز التي تضم "150" عضواً وتسير قافلتهم إلى ست محافظات!!!تساؤل بحاجة إلى إجابة صادقة؟![c1]خلاصة الندوة[/c]وبعد الانتهاء من تقديم مداخلات الأدباء الذين حضروا الندوة قام أ. د/ أبوبكر محسن الحامد استاذ الأدب الانجليزي والمترجمة بتقديم خلاصة استخلاصاته لمضامين الندوة حيث اعطى صورة موجزة لأبرز أفكار مداخلات الندوة.[c1]كلمة صالح حنش[/c]وقد قام الكاتب الصحفي صالح حنش بتقديم كلمة تعقيبية في ضوء ما طرحه أدباء الندوة ,ابرز ما جاء في كلمته:إنّه يتفق مع كل ما طرحه أدباء الندوة.وقد اتاحت هذه القافلة عودة كثير من الأسماء الأدبية المهمة بينما غابت الإرادة الجادة للاستفادة من إبداعات هذه القافلة كما طرح تساؤلاً: كيف سيتم التخطيط لاستقبال القوافل الأدبية القادمة من المحافظات الشمالية والوسطى خلال زيارتها الشتوية لعدن.[c1]حديث رئيس الفرع[/c]وفي الختام تحدث الشاعر الكبير الاستاذ/ مبارك رئيس فرع اتحاد الادباء بعدن بصدد تعقيب قيادة سكرتارية الفرع على مداخلات الندوة التي شكل وعياً ثقافياً إبداعياً يضاف إلى "مخرجات" فرع اتحاد الأدباء بعدن المتميزة في سياق منظومته الثقافية حيث جاء في تعقيب الشاعر مبارك سالمين من أنَّ هذه الندوة الثقافية النوعية المتميزة لاتحاد الأدباء فرع عدن إنما تؤكد قدرته على "مخرجات" إبداعية من "جلباب" منظومة نشاطاته، لهذا أردنا فتح مواضيع فإذا بواقع الحال يفتح لنا مواضيع ثقافية أخرى وهذا بيت الإبداع وقد كشفت لنا هذه القافلة بأننا نمتلك من ثقافة لكن لانمتلك منشآت ثقافية لفعل استقبال الحدث الثقافي لهذا لم نتمكن من زيارة مقرات فرعي اتحادي تعز وإب لأنه لاتوجد منشآت ثقافية لاستقبال وبلورة الحدث الثقافي .. ورغم الوجوه المتخصصة والقصصية العملاقة التي حضرت رحلة قافلة أدباء عدن ومع هذا لم يحضر أقرانهم من قصاصي تعز وإب وكذلك نشير إلى دلالة مكنية وهي ربما لم تحضر عدن وذلك بسبب "الاستعجال" وهذا الاستعجال"صادر" كثيراً من "مخرجات" اتحاد الأدباء فرع عدن الإبداعية المعروفة عنه "كفرع الفروع" بشهادة الأديب القاص محمد الغربي عمران ولكن نعود ونقول عملية الاستعجال صادرت الكثير والكثير مما كان في "جعبة" عدن الثقافية وهذا "لن ولن" يلغى حقيقة أن اتحاد الأدباء فرع عدن رقم ثقافي صعب وإشكاليات القافلة الثقافية إشكاليات تخصنا ونعرف كيف "نذللها" وسط منجزات فرع الفروع "اتحاد أدباء عدن" ولايسعني في الأخير إلاَّ شكر من حضر وساهم في هذه الفعالية النوعية لفرعنا "فرع الفروع" وساهم بورقته بكل صدق وإخلاص نؤكد أن صدى صلابة الكتيبة الأدبية الثقافية المرابطة داخل فرع الفروع هي في إطار تفعيل الحضور الإبداعي.