الطالباني يرفض تسليم أي كردي مهما كان ويقول ان هذا حلم لن يتحقق
الرئيس العراقي مع زعيم الاكراد البرزاني
أكتوبر / رويترز: قال الأكراد إنهم قتلوا ما لا يقل عن 16 جنديا تركيا واحتجزوا "عددا" آخر رهائن في اشتباكات قرب الحدود العراقية مساء السبت. وقال مصدر كبير في حزب العمال الكردستاني "وقعت اشتباكات مع القوات التركية في وقت متأخر الليلة (قبل) الماضية قتلنا خلالها 16 جنديا على الأقل وأصبنا 20. كما أسرنا عددا منهم." وأضاف "لا يمكننا ذكر تفاصيل عن عدد من احتجزناهم.. كل ما يمكنني قوله هو أنهم ليسوا في العراق. إنهم في تركيا." وقالت مصادر أمن تركية في وقت سابق إن متمردين أكرادا قتلوا 13 جنديا تركيا على الأقل في كمين قرب الحدود العراقية أمس الأحد. وقصف الجيش التركي مناطق في شمال العراق صباح أمس. وتصاعد التوتر على امتداد الحدود العراقية التركية منذ يوم الأربعاء عندما سمح البرلمان التركي للقوات بشن عمليات عبر الحدود في شمال العراق لملاحقة متمردي حزب العمال الكردستاني. إلى ذلك قال مسؤول عسكري كردي إن الجيش التركي أطلق قذائف مدفعية على المنطقة الحدودية بشمال العراق في وقت مبكر من صباح أمس الأحد.، وتابع "صباح أمس الساعة السادسة صباحا (0300 بتوقيت جرينتش) قصف (الجيش التركي) حوالي 11 منطقة على طول الحدود. لم يسقط قتلى أو جرحى."
افراد من حزب العمال الكردستاني
وقالت مصادر أمنية تركية في وقت سابق إن المتمردين الأكراد قتلوا 12 جنديا تركيا على الأقل وأصابوا 11 آخرين في كمين نصبوه قرب الحدود العراقية أمس الأحد. ولم يتضح على الفور إن كان القصف متصلا بالهجوم. من جانبها قالت هيئة الأركان العامة للجيش التركي أمس الأحد ان 32 متمردا قتلوا في اشتباكات ما زالت مستمرة بين مقاتلي حزب العمال الكردستاني وقوات الجيش قرب الحدود العراقية. وبالرغم من أن القصف التركي للمنطقة الحدودية ليس غير معتاد إلا أن التوتر يتزايد منذ أن صرح البرلمان التركي للقوات بعبور الحدود إلى شمال العراق لمطاردة متمردين يستخدمون المنطقة كقاعدة. وقال الزعيم الكردي ورئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني أمس الأحد ان القوات الكردية لن تكون طرفا في الصراع الدائر الآن بين تركيا وحزب العمال الكردستاني لكنه أكد ان الصراع "إذا مس إقليم كردستان بشكل مباشر" فان الأكراد سيدافعون عن أنفسهم. وقال البرزاني في مؤتمر صحفي عقده مع الرئيس العراقي جلال الطالباني وهو كردي أيضا في منتجع صلاح الدين الذي يقع في محافظة اربيل حيث مقر الحكومة الكردية "لن نكون طرفا في الصراع الدائر بين تركيا وحزب العمال الكردستاني... لكن إذا مسنا الصراع بشكل مباشر وإذا مس إقليم كردستان فسندافع عن أنفسنا." ودعا البرزاني خلال المؤتمر تركيا إلى اعتماد لغة الحوار لحل المشاكل العالقة بين الطرفين وعبر البرزاني عن استعداد القيادة الكردية في حكومة الإقليم الشمالي للعراق لتقديم كل التسهيلات لإنجاح لغة الحوار. وقال "ان لغة الحوار هي الطريق الأمثل والانجح لحل هذه المشكلة والمشاكل الأخرى بين الطرفين." وأضاف "أؤكد إذا اعتمدت تركيا حلا سلميا فسوف نقدم كل الإمكانيات للتوصل مع تركيا إلى حل سلمي وعندها سنساعد بكل ما نملك من اجل إيجاد حل معقول لعناصر حزب العمال الكردستاني في أجواء هادئة." وفي سؤال إذا كانت القيادة الكردية العراقية على استعداد لاعتبار حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية قال البرزاني "إذا اعتمدت تركيا حلا سلميا ورفضه حزب العمال (عندئذ) سنصفها منظمة إرهابية... أما الآن فلا." وكشف الرئيس العراقي الطالباني في المؤتمر انه سيستقبل يوم غد الثلاثاء وزير الخارجية التركي وقال انه سيبحث معه "موضوع التهدئة على الحدود العراقية التركية." وقال الطالباني "نحن نقول لا نريد الحرب مع تركيا ولا نتمنى الحرب... هذا هو موقفنا." ووصف الطالباني الأحداث التي تجري الآن على الحدود المشتركة بين الطرفين بأنها "مجرد تصعيد لا مبرر له." ورفض الطالباني المطالب التركية الداعية إلى تسليم قيادات من حزب العمال الكردستاني وأخرى كردية وقال ان قيادات حزب العمال في الجبال "لا يمكننا من الوصول إليهم أما ما يتعلق بالقيادات الكردية فلن نقوم بتسليم أي رجل كردي مهما كان... هذا حلم لن يتحقق." وأصاب القرار التركي واشنطن بالقلق التي تخشى من أن أي توغل سيجلب الفوضى للمنطقة ويهدد بالتأثير سلبا على إمدادات النفط ويضر بالجهود الأمريكية لتهدئة العنف في أماكن أخرى من العراق. وقال نائب محافظ محافظة دهوك الكردية العراقية جوركيس سليمان إن القصف التركي استهدف مناطق قريبة من بلدتي زاخو والعمادية ما أسفر عن تدمير جسر يربط قريتين بالقرب من العمادية. وسرد سكان زاخو رواية مشابهة للأحداث. وقال رجل في الخمسينات من عمره في زاخو "اليوم (أمس) في الفجر بدأ قصف المدفعية التركية في القرى المجاورة لزاخو. كنا نائمين وقفزنا جميعا من أسرتنا. ظننا أن الحرب بدأت... بدأ أطفالي في الصراخ." ، وأضاف الرجل الذي رفض ذكر اسمه "اتصلت بأقارب في القرى المجاورة وقالوا لنا أن قصفا تركيا كثيفا ينفذ. أحرقت بساتين ودمر جسر." ودعا العراق بشكل متكرر تركيا لتجنب أي توغل عسكري وشدد على ان سبيل حل المشكلة مع الانفصاليين الأكراد الموجودين في شمال العراق هو المزيد من الحوار. وقال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري الأسبوع الماضي إنه يريد مغادرة أعضاء حزب العمال الكردستاني الذين يحاربون لإقامة وطن كردي مستقل لشمال العراق في أسرع وقت ممكن.