بان كي مون : امن العراق أفضل لكن المتشددين يشكلون تهديدا
رجال شرطة عراقيون اثناء تدريبات في اكاديمية الشرطة ببغداد
بغداد/14 أكتوبر/اسيل كامي: في مكتب جديد للطب الشرعي على مستوى راق ببغداد يقطر متدربون يرتدون سترات المعمل البيضاء الدم في أنابيب اختبار بحثا عن أدلة وراثية.ومعمل تحليل الحمض النووي الذي أنشيئ منذ سبعة اشهر جزء مهم من الجهود التي يبذلها العراق لتعزيز قواته الامنية حيث يسلم الجيش الامريكي المسؤولية للعراقيين قبل انسحاب القوات الامريكية المقاتلة من المراكز الحضرية هذا الشهر.وذكر شافان خالد وهو طالب من اربيل باقليم كردستان بشمال العراق الذي يتمتع بشبه حكم ذاتي «هذه أول خطوة لتحليل الحامض النووي في العراق».وكان على الشرطة العراقية أن تبدأ من الصفر بعد أن سرحت السلطات الامريكية قوات الامن الخاصة بالرئيس العراقي السابق صدام حسين بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003 بفترة قصيرة.والان لدى العراق نحو نصف مليون ضابط شرطة يجري اعدادهم لتولي زمام الشؤون الامنية مع انسحاب القوات الامريكية المقاتلة تدريجيا من العراق. في الغرفة المجاورة تقوم الوحدة المختصة بتدريب الكلاب على اكتشاف المتفجرات وهي مسألة ضرورية في الدولة التي أودت فيها تفجيرات السيارات الملغومة والتفجيرات الانتحارية بالاف الارواح.ويقف خمسة من رجال الشرطة بينما يقود احد المتدربين كلبا من نوعية الراعي البلجيكي ليمر من امامهم وقد امسك به من سلسلة حول رقبته. وحين يصل الى الرجل الذي يخفي العبوة الناسفة المزيفة يجلس لتنبيه مدربه.وفي العراق الان 63 كلبا مدربا على رصد المتفجرات تم استيرادها من جنوب افريقيا والولايات المتحدة منها 33 في العاصمة بغداد. كما يوجد 11 مدربا عراقيا يعلمهم معلمون امريكيون.ويقول العميد محمد مصحب رئيس الوحدة «الان التدريب يعتمد 100 في المئة على كوادرنا العراقية» مضيفا أن 30 عراقيا يشاركون في الدورة التي تستغرق ثمانية أسابيع.وأضاف في ممر وضعت به أقفاص الكلاب «الان حتى لو أراد الامريكان أن يخرجوا ليس أمرا مهما عندنا.»ومن المقرر أن تنسحب القوات الامريكية المقاتلة من العراق بحلول اغسطس اب 2010 غير أن 50 الف جندي أمريكي سيمكثون لتدريب العراقيين وتقديم المشورة لهم الى أن يحل الموعد النهائي في عام 2011.وحيث تلوح هذه التواريخ في الافق يصعد العراق من استعداداته لملء الفراغ في الاجهزة الامنية.ويقول مسؤولون ان منشآت عادية مثل معامل تحليل الحمض النووي سوف تتيح امكانية اجراء تحقيقات جنائية احترافية قائمة على الادلة المادية بدلا من الاساليب الحالية التي تنطوي عادة على القاء القبض على المشتبه بهم واحتجازهم لفترات طويلة دون توجيه اتهامات لهم.وفي ادارة أخرى من هيئة التدريب التابعة لوزارة الداخلية تتلقى نحو 50 امرأة دروسا في الحاسب الالي. ويأملن في التخرج في نوفمبر تشرين الثاني ليصبحن اول شرطيات عراقيات يصلن الى رتبة ضابط.على ارض العرض خارجا يمارس متدربون من الذكور حراسة مسؤول بارز في سيناريو يقذف فيه مسلحان قنبلة يدوية على المسؤول اثناء خروجه من سيارته.ويطلق المتدربون النيران على الرجلين اللذين يلعبان دور المهاجمين ثم يسحبون المسؤول الى داخل سيارته سريعا لينقلوه الى مكان آمن.وقال الكولونيل لاري سوندرز المستشار البارز للواء جاسم حسن رئيس هيئة التدريب والتأهيل ان الاولوية الاولى هي تشكيل قوة شرطة كبيرة بما فيه الكفاية لديها القدرة على تأمين البلاد.وأضاف «الخطوة التالية هي ما نحن فيه الان وهي منحهم تدريبا مقبولا دوليا» مشيرا الى أن معلمين عراقيين يقدمون التدريب.ومضى يقول «نحن لا نقوم بالمهمة هم الذين يقومون بها.»وكانت الحكومة العراقية تأمل في زيادة حجم القوة اكثر من هذا لكن نقص التمويل نتيجة لانخفاض أسعار النفط الذي يوفر نحو 95 في المئة من عائدات البلاد أعاقها.وعلى الرغم من استهداف المتشددين المتكرر لقوات الشرطة فان العراقيين يقبلون بشدة على الحصول على وظيفة بها لان الراتب يبلغ نحو 600 دولار امريكي في الشهر وهو مبلغ لا بأس به في البلاد التي تعاني من انتشار البطالة على نطاق واسع.وقال اللواء حسن رئيس هيئة التدريب والتأهيل ان عدد 500 الف ضابط شرطة كاف لكن من الضروري تدريبهم على مهارات متنوعة.وأضاف «العدد قد يكون عنصرا ولكن ليس العنصر الوحيد في استتباب الحالة الامنية. العدد الموجود يتراوح بخمسمئة الف رجل شرطة. يبقى كيف نستطيع استثمار هذا العدد.»ومضى يقول «اذا استطعنا أن نحسن استخدام هذا العدد فبالتأكيد سيكون لدينا جهاز شرطة قوي وفعال في الساحة.»على صعيد أخر قال الأمين العام للامم المتحدة بان جي مون في تقرير نشر أمس الأول ان الامن في العراق تحسن بشكل كبير خلال العام الماضي ولكن التهديد الذي تمثله الجماعات المتشددة الحريصة على اثارة عنف طائفي مازال خطيرا.وفي احدث تقرير لمجلس الامن الدولي قال بان ان الحكومة العراقية اشارت الى استعداها لتولى السيطرة من القوات التي تقودها امريكا والتي تعتزم مغادرة البلاد بحلول نهاية العام المقبل.واضاف بان» ولكن جماعات المعارضة المسلحة القاعدة والعناصر المتطرفة الاخرى مازالت تظهر النية والقدرة على شن هجمات كبيرة ضد المسؤولين الحكوميين وقوات الامن والسكان المحليين.«على الرغم من حدوث انخفاض واضح في نشاط المتمردين في شتى انحاء البلاد خلال الاثني عشر شهرا المنصرمة فما زالت توجد جماعات مسلحة مصممة على التحريض على اعمال عنف طائفية وتقويض الثقة العامة في قدرة الحكومة على توفير الامن الفعال.»ومن المتوقع ان يناقش مجلس الامن تقرير بان في وقت لاحق من الشهر الجاري.وقال بان ايضا ان تمويل الاحتياجات الانسانية للعراق مازال يمثل تحديا.واردف قائلا انه تم الحصول من المانحين على مايزيد قليلا على 40 في المئة من طلب انساني لتقديم 355 مليون دولار للاجئين العراقيين في الخارج و192 مليون دولار للعراقيين المعرضين للخطر بشكل اكبر والذين مازالوا موجودين في البلاد.وقال التقرير ايضا ان»العنف ضد النساء مازال احدى المشكلات الرئيسية التي لم تعالج في شتى انحاء العراق.«مازال يتم تسجيل الجرائم المتعلقة بالشرف واشكال العنف الاخرى ضد النساء على انها حوادث.»وكانت منطقة كردستان التي تتمتع بشبه حكم ذاتي مستقرة بوجه عام على الرغم من قول بان»انه توجد هجمات مستمرة على مستوى منخفض من جانب جماعات محلية مسلحة ضد القوات العسكرية العراقية/والامريكية/ في مدينة كركوك المتنازع عليها والمناطق المحيطة بها.»واضاف بان ان هناك حاجة لاستمرار التقدم على الجبهات السياسية والاجتماعية والامنية لضمان امكان الحفاظ على المكاسب التي تم تحقيقها حتى الان.واردف قائلا ان»المصالحة الوطنية مازالت الاولوية الاساسية في العراق.»وقال ان من بين القضايا الاساسية التي يتعين حلها»النظام الاتحادي واقتسام الموارد الطبيعية والحدود الداخلية المتنازع عليها.«لن يكون من الممكن تحقيق مزيد من التقدم بشأن تلك القضايا المعقدة الا اذا تجمع الزعماء العراقيون معا بروح الوحدة الوطنية وتبنوا الاجراءات الدستورية والتشريعية المطلوبة بشدة في المجالات السياسية والانتخابية والاقتصادية والاجتماعية.»واضاف ان«تقديم الخدمات الاساسية» امر مهم ايضا لتحسين حياة الشعب العراقي.