رغم مرور السنين وتتابع الأحداث..
القاهرة/ 14 أكتوبر/ وكالة الصحافة العربية: تمر الأيام بما فيها من أفراح وأحزان وتتحول إلي ماض وبالتالي يصبح هذا مجرد مخزن للذكريات، التي تظل عالقة في ذهن الإنسان وتشكل بنيان ذاكرته الحية وبمرور الوقت يكتظ هذا المخزن بأسراره، ويجد الإنسان نفسه مرغماً على النسيان، ولكن هذا النسيان لا يسري علي كل ما بداخل هذا المخزن من الذكريات، لأن هناك مواقف وأحداثاً تكون محفورة بعمق وقوة في الذاكرة لأنه لا يمكن أبدا أن تزول بمرور السنين، فإنها من شدة قوتها وتأثيرها في الأعماق والوجدان تكون كأنها لم تحدث إلا منذ لحظات ولم يمر عليها إلا ثواني.وفي ذاكرة الفنانين مثل هذه الأحداث والتي عندما نستدعيها فإنها تلقي الضوء علي وجدان ومشاعر وعواطف الفنانين تجاه الحياة والمجتمع والفن.. ليس من خلال ما يقولونه من آراء وأفكار يكون قد أعدوا لها من قبل، ولكن من خلال ما تشي به هذه الأشياء التي مازالت في ذاكرتهم من إعلاء للحب والزواج أو للنجاح والفوز أو القيمة والتفوق.فالنجم الأسمر الراحل أحمد زكي عندما سئل عن أكثر المواقف التي تعرض لها وبقيت في ذاكرته، أجاب: من المواقف التي تعرضت لها ولن أنساها ذلك اليوم من عام 1992يوم أن حصلت .علىجائزة أحسن ممثل عن فيلم (ضد الحكومة)..ذلك الفيلم الذي حصلت عنه .علىوسام الدولة في تونس، كما حصلت عن هذا الفيلم أيضا .علىجائزة أحسن ممثل لعام 1992 في استفتاء أجرته هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) عن الأفلام السينمائية ونجومها لذلك ا لعام على المستوي العربي.. كذلك لا يمكن أن أنسى ذلك اليوم الذي وضعت فيه قدمي .علىأول طريق النجومية الفنية، عندما شاركت في تقديم رواية (القاهرة في ألف عام)، ذلك الدور الصغير الذي رشحني له صدفة جميلة وهي رفض الفنان عزت العلايلي للقيام بهذا الدور .علىأثر خلاف بينه وبين المخرج الألماني ألبير أرسيل، ومن ثم وقع اختيار المخرج .علىلأقوم ببطولة المسرحية، وبعد هذا الدور جاءتني أدوار صغيرة لكنها ذات قيمة رسمت طريقي الفني مثل دوري في مسرحية (هاللو شلبي) ثم (مدرسة المشاغبين).الممثلة المتألقة بوسي تقول: إنني لا أنسى يوم 22 أبريل من عام 1996م وهو يوم أن تعرفت .علىنور الشريف في مسلسل )القاهرة والناس وكان عمري وقتها 41 عاماً وبعد أن اتفقنا .علىالخطبة وحددنا موعداً لزيارة أهلي.. ولكن قبل يومين من الميعاد حدث شجار بيننا، وفي موعد الزيارة تخلف عن الحضور وأصبح موقفي محرجاً للغاية، لأنه في نفس الوقت كان ثرياً سودانياً قد حضر في نفس اليوم لطلب يدي، وكانت والدتي مصرة .علىقبولي العريس السوداني، ولكنني صممت .علىموقفي ورفضت العريس السوداني من أجل عيون نور الشريف.وتتذكر بوسي يوما آخر محفوراً في ذاكرتها لا يمكن أن تنساه وهو يوم عرض فيلم (حبيبي دائما) فتقول: بعد أن انتهي العرض في الصالة الصغيرة الملحقة بمدينة السينما في الهرم، وأضيئت الأنوار كان الصمت يخيم .علىالمشاهدين فوقف نور ليقول للمتفرجين إن الفيلم ا نتهي وإنه يأمل أن يكون قد صادف قبولاً عندهم.. وبالفعل فقد توقعت أن يصدم الجمهور صدمة كبيرة بسبب كمية الشجن الكبيرة الموجودة بالفيلم ولكن الرومانسية التي عالج بها المخرج حسين كمال المواقف القاسية في نهاية الفيلم تلاعبت بأوتار قلوب المتفرجين .. فنال الفيلم نجاحاً ساحقاً مازلت أشعر به حتي الآن.[c1](العمل مع الزعيم)[/c]وتروي إلهام شاهين أحداث يوم لا تنساه وهو اليوم الذي قررت فيه الالتحاق بمعهد الفنون المسرحية .. فتقول: لقد كان هدفي الأول ليس الوقوف أمام الكاميرا وإنما خلفها ولكن زكريا سليمان الذي كان أستاذاً بالمعهد بلغني أن اطلبي مرفوض، ولكي يقبل لابد أن تضيف كلمة ممثلة بجانب مخرجة.. وبالفعل لم أكن أعرف التمثيل، ولا كنت أرغب في أن أكون ممثلة ولكن زكريا سليمان قد وضح لي إنه لابد من معرفة قواعد التمثيل حتي أتمكن من إصدار توجيهاتي وتعليماتي للممثل وبالفعل اقتنعت. وتضيف: وفي يوم الامتحان طلبوا مني أداء مشهد تمثيلي.. ولم أكن أفضل أي أدوار سينمائية أو مسرحية وقلت لهم إنني لا أريد أن أكون ممثلة، وإنما جئت لأتعلم الإخراج، وكان من ضمن لجنة الامتحان الفنان الكبير عبد الرحيم الزرقاني الذي قام باعطائي المسرحية الشعرية (كيلوباترا) لأمير الشعراء أحمد شوقي، وطلب مني قراءة مشهد منها.. وخرجت من الامتحان وأنا أعلم مقدماً أنني لم أنجح ولكنني فوجئت بعد ظهور الامتحان بنجاحي وبالفعل التحقت بالسنة الأولي من المعهد وكان يوماً في حياتي لا أستطيع نسيانه.وتؤكد أنه من المواقف الطريفة التي تعرضت لها ولا يمكن نسيانها، ما حدث لها في ذلك اليوم الذي تلقت فيه المكالمة الهاتفية من النجم عادل إمام، ليعرض عليها العمل معه في فيلم (أمهات في المنفي)، وكانت تظن أن شخصا ما يعاكسها هاتفياً، فأغلقت السماع بعصبية شديدة، ولكنه اتصل مرة أخرى وقال لها: (لا تغلقي الخط يا مجنونة، أنا عادل إمام)، وكانت هذه بداية اشتراكي معه في هذا الفيلم، ثم شاركت معه في فيلم )الهلفوت( عام 1985م الذي نلت عنه جائزة خاصة.[c1](نقد لاذع)[/c]ومن جهته يتذكر باشا ليالي الحلمية النجم يحيي الفخراني أحد الذكريات التي لا ينساها فيقول: لا يمكن أن أنسي اليوم الذي حصلت فيه .علىجائزة أحسن ممثل في مهرجان قرطاج السينمائي الدولي عام 1985م عن دوري في فيلم (خرج ولم يعد ) وقد كانت هذه أول مرة أحصل فيها .علىجائزة دولية. ويضيف الفخراني: إنني لا أنسى لأن ترشيحي للجائزة كان الفنان نور الشريف أحد أعضاء لجنة التحكيم وعندما رشح اسمي امتنع نور عن التصويت وذلك إلى أن اقتنع الأعضاء الست .علىمنحي الجائزة ثم رفع نور أصبعه حتي يكون هو الصوت السابع المؤيد لترشيحي للجائزة وذلك حرصا منه .علىعدم إشاعة أنه وراء ترشيحي لجائزة أحسن مممثل في المهرجان.أما محمود الجندي فلا ينسي اليوم الذي تعرض فيه لأحب وأقسى نقد واجهه في حياته وذلك عندما نقده ابنه الصغير لمشاركته في عمل قد وافق عليه مجاملة لأحد أصدقائه وعندما شاهد ابنه العمل قا ل له (بابا هذا العمل متواضع المستوي لماذا شاركت فيه)؟.. ومنذ ذلك اليوم أقسم .على ألا يجامل أحداً .علىحساب فنه.