فترة توتر شديد في علاقة المسلمين بغيرهمتحت هذا العنوان قالت صحيفة غارديان في افتتاحيتها إنه لا أحد يستطيع أن ينكر أن علاقات المسلمين بغيرهم تمر الآن بفترة توتر شديد في ظل تداعيات الرسوم المسيئة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم.ورحبت الصحيفة في هذا الإطار بالحكم الذي صدر على أبو حمزة المصري بالسجن سبع سنوات بتهمة "خلق جو أصبح فيه البعض ينظر إلى القتل بوصفه سبيلا شرعيا بل واجبا دينيا يبحث من خلاله المرء عن العدالة كما تبدو له".وحذرت الصحيفة من أن العلاقات بين المجتمعات المختلفة في بلد متعدد الديانات تحتاج إلى رعاية حذرة, معتبرة إسكات مثل صوت أبو حمزة المنادي بالكراهية خبرا سارا.وتحت عنوان "مكافأة الكراهية" قالت صحيفة تايمز في افتتاحيتها إن الحكم الذي صدر أمس الاول بحق المصري لم يكن بسبب وصفه لبريطانيا بأنها " مرحاض" ولا بسبب اعتباره أن المجتمعات الغربية فاسدة ولا أخلاق لها, ولكن بسبب نجاح المقاضاة في إثبات تجنيه الفاضح على القانون عن طريق تأكيده أن قتل غير المسلمين حتى ولو لم يكن هناك مبرر لذلك، أمر جائز.وأضافت الصحيفة أن هذا الحكم يثبت أن بريطانيا -على عكس ما هو مشهور عنها- لديها وسائل ردع تمكنها من مواجهة دعاة الكراهية والإرهاب.وفي تقرير آخر قالت تايمز إن السلطات الأمنية البريطانية ظلت تعتبر لمدة طويلة أن المصري غير ضار من الناحية الأمنية، لكنها اكتشفت لاحقا أنه دأب على إرسال موجة من المتشددين في مهمات قتالية, وذلك عن طريق تجنيده لهم بينما كان إماما لمسجد فينسبيري بارك بلندن.أما صحيفة ديلي تلغراف فذكرت أن الشرطة لم تكن تستطيع الكشف -قبل المرافعات القضائية التي انتهت بالحكم على المصري- عن عثورها على مستودع للأسلحة في مسجده عندما اقتحموه عام 2003.انسحاب تدريجي من العراقنسبت صحيفة ديلي أكسبريس إلى وزير الدفاع البريطاني جون ريد قوله أن عدد الجنود البريطانيين الموجودين في العراق سيكون أقل بكثير مما هو عليه الآن بحلول السنة القادمة.وذكرت الصحيفة أن ريد أصر على أن بريطانيا لن "تهرب" من العراق, بل ستنتظر حتى تتهيأ الظروف المواتية لانسحابها, مشيرا إلى أن الوقت الذي ستمكن فيه القوات الأجنبية من الانسحاب من العراق أصبح قريبا.وعن نفس الموضوع كتب سامي رمضاني الأستاذ المحاضر بجامعة لندن واللاجئ السابق في عهد صدام حسين مقالا في غارديان، قال فيه إن الخداع الذي صاحب غزو العراق بدأ الآن شيئا فشيئا يحدد ملامح التغطيات الإعلامية لما يحصل في ذلك البلد.وأضاف رمضاني أنه بعد ثلاث سنوات من الاحتلال لايزال الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء البريطاني يغوصان في مستنقع الخداع والتضليل الذي شنا على أساسه الحرب, فتارة يهتفان بتقدم لا أساس له وتارة يتظاهران برضا زائف عن الانتخابات الطائفية, وتارة أخرى يستمسكان بسراب الانسحاب العاجل من العراق.لكن الحقيقة هي أن خطة الاحتلال القائمة على سياسة "فرق تسد" فرخت فرق القتل والتعذيب والاختطاف والهجمات الكيميائية وتلويث المياه وتخضيب اليرانيوم وقصف المدنيين, الذين قتل منهم حتى الآن ما يناهز 100 ألف مع تدهور الحياة اليومية للكثيرين منهم. بداية سوء تفاهم طويل بين الغرب والمسلمين قالت صحيفة واشنطن بوست إن الغضب الذي خلفه نشر الرسوم المسيئة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم يمثل تحديا للولايات المتحدة، في الوقت الذي تستثمر فيه إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش مزيدا من الموارد للتقرب من المسلمين.وذكرت الصحيفة أن الميزانية التي اقترحها بوش يوم الاثنين الماضي ستعزز بشكل ملحوظ التبادل الثقافي بين أميركا والعالم الإسلامي، على حساب تمويلات كانت مخصصة لإذاعة برامج باللغة الإنجليزية إلى بقية العالم.واعتبرت الصحيفة أن الجدل الحالي قد تكون له تداعيات على السياسة الخارجية, مشيرة إلى أنه قد يؤدي إلى إضعاف التصميم الأوروبي تجاه حكومة ترأسها حركة حماس في فلسطين, باعتبار ذلك وسيلة للتخفيف من حدة ضجر الأقليات الإسلامية.ولاحظت أنه في الوقت الذي أحجمت فيه جل الصحف الأميركية عن نشر تلك الرسوم, فإن بعض المتظاهرين عمدوا إلى حرق العلمين الأميركي والدانماركي دون تمييز.ونقلت في هذا الإطار عن مسؤول أميركي يراقب هذه الأحداث عن كثب، قوله إن الاحتجاجات الحالية ربما تكون بداية لسوء تفاهم طويل المدى بين الغرب والمسلمين.أما صحيفة كريستيان ساينس مونيتور فذكرت أن هذه الرسوم أظهرت مدى اختلاف قواعد حرية التعبير في أوروبا نفسها, مشيرة إلى أن كثيرا من المسلمين يرى أن القوانين المتعلقة بالخطابات التحريضية تتبع فيها معايير مزدوجة.وأضافت أن المسلمين يستغربون كيف أن دولا كثيرة لا تقبل نشر أي شيء قد يفسر بأنه معاداة للسامية، في الوقت الذي تتسامح فيه مع نشر رسوم يعتبرها كثير من المسلمين مهينة لهم بشكل كبير.تفهم الغضبتحت هذا العنوان كتبت سهيلة الجدة تعليقا في صحيفة يو أس أي توداي، قالت فيه إن موجة الغضب التي اجتاحت العالم الإسلامي بسبب الرسوم المسيئة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، يجب ألا ينظر إليها من زاوية حرية التعبير فحسب, بل كذلك من زاوية احترام قيم ديانات وثقافات الآخر.واعتبرت الكاتبة أن الصحف الغربية والمحتجين الإسلاميين كلاهما أظهر قدرا كبيرا من غياب احترام الآخر, مما سيؤدي إلى توسيع فوهة عدم التفاهم بين الغرب والشرق.وأضافت أن على الغربيين إذا كانوا يريدون أن يدركوا الاعتبار الذي يوليه المسلمون لرسولهم أن يعلموا أنهم يذكرونه في صلواتهم اليومية 38 مرة, كما أنهم يقولون إنهم يحبونه أكثر مما يحبون أنفسهم.وقالت الجدة إن قدسية حرية التعبير في الغرب لا تعني أنها ضوء أخضر لقول كل شيء, لأن الشخص وهو يتكلم لا بد أن يستحضر مسؤولياته.وفي السياق ذاته كتبت كاثلين باركر مقالا في صحيفة يو أس أي توداي بعنوان "التهدئة المخزية"، قالت فيه إن الأيام القليلة الماضية أظهرت للعالم أجمع ما يواجه الغرب بسبب القواعد الراديكالية لتعاليم العقيدة الإسلامية.وأضافت أنها بينت أن الغرب والشرق ليسا مختلفي الثقافات فحسب, بل إنهما يعيشان في عصور مختلفة, معتبرة أن بعض العناصر في العالم الإسلامي تحاول جر العالم إلى العصور الظلامية.الديمقراطيون والفرص الضائعةنقلت صحيفة نيويورك تايمز عن بعض زعماء الحزب الديمقراطي الأميركي، قولهم إن حزبهم يواجه موقفا أضعف من الموقف الذي كانوا يصبون إليه مع اقتراب الانتخابات القادمة.وذكرت أنهم يعتقدون أنهم قصروا في استغلال ما يرون أنه نقاط ضعف كثيرة عند منافسهم الحزب الجمهوري.ونقلت عنهم قولهم إنهم متفائلون بتحقيق مكاسب كثيرة في تلك الانتخابات, في ظل أفضل مناخ انتخابي بالنسبة لهم منذ أن تقلد بوش زمام الأمور.ولخص السيناتور الديمقراطي باراك أوبما المشكلة التي يواجهها حزبه بالقول "إننا أثبتنا في الفترة الأخيرة أننا جيدون في قول "لا"، لكننا أقل جودة في قول " نعم".
عالم الصحافة
أخبار متعلقة