أعدها للنشر / محرر الصفحةانخفاض معدلات الخصوبة في بعض الدول العربية جاء نتيجة تنفيذ برامج تنظيم ألأسرة ونسبة استخدام الوسائل الحديثة مازالت دون الطلب الفعلي .تعتبر توقعات الأعمار مؤشراً قوياً للوفيات لكافة فئات الأعمار بما في ذلك المواليد الجدد والأطفال وكبار السن وقد عكست المستويات العالية لمعدل الوفيات منذ بداية الخمسينات مستويات متدنية لتوقعات الحياة في معظم الدول العربية فقد كان متوقعاً للمرأة أن تعيش حوالي أربعين عاماً في الوقت الذي كان متوقعاً للرجال أعمار أدنى من ذلك بعامين إلا أن التحسينات التي طرأت على الخدمات الصحية خاصة والظروف المعيشية ومستواها بشكل عام قد رفعت توقعات الحياة وقد ازدادت هذه التوقعات لكل الدول العربية تقريباً حوالي عشر سنوات أو أكثر مما كان متوقعاً لها خلال الربع الثالث من القرن الماضي مع إضافة إلى عشر سنوات أخرى في الربع الأخير في الوقت الذي تمكنت فيه بعض الدول من معدل الأعمار أكثر من ذلك مثل : العراق ، الأردن ، عمان ، الإمارات العربية المتحدة ، المملكة العربية السعودية ، وقطر, وهذا وقد حققت غالبية الدول العربية مستويات جيدة في خفض معدل الوفيات بإنتهاء هذا القرن من خلال السيطرة على الأمراض المعدية والطفيلية ( المطاعيم والمضادات) مما أدى إلى رفع لتوقعات الحياة إن الجهد المطلوب لمزيد من خفض معدلات الوفيات قد يتطلب كلفة مادية عالية ولكنة سوف يفضي إلى نتائج ومكاسب قد تكون محدودة وتحتاج لوقت من أجل كسب نتائجها وقطف ثمارها فبحلول عام 2025 يتوقع أن ترفع هذه الدول توقعات الحياة خمس إلى سبع سنوات إضافية وفي الربع الثاني من القرن الحالي زيادة تقدر 2-3 سنوات . وبالرغم من التحسينات التي طرأت على الخدمات الصحية في الدول العربية وما نتج عنها من خفض لمعدلات الوفيات للأمهات إلا أن هذه المعدلات لاتزال مرتفعة لقد أنخفض معدل الوفيات الخام من (12.2) لكل ألف شخص عام 1980 إلى (8.9) لكل ألف شخص عام 1988. وقد كانت تجارب بعض الدول أفضل من غيرها وجاءت هذه النتائج بهذه المستويات أستناداً للسنة التي بدأ بها تغير الهيكل السكاني بالاضافة إلى مصادر التمويل والوضع الاقتصادي كانت نسبة وفيات الأطفال الرضع (99) لكل ألف مولود حي عام 1980 وتناقصت لتصل إلى (69) لكل ألف مولود حي عام 1990 وصولاً إلى (51) لكل ألف مولود حي عام 2000 علماً باًن ثماني دول عربية فقط حالياً قد حققت معدلات وفيات اطفال رضع أقل من 30 لكل ألف مولود حي بينما توجد خمس دول عربية بمعدلات وفيات أطفال رضع أعلى من 80 لكل ألف مولود حي .وفيات الأمهات الحوامل مرتفعة أيضاً في الدول العربية، بالإضافة إلى الأنماط المختلفة من التمييز ضد المرأة عبر دورة الحياة بسبب توزيع النوع الاجتماعي، ويرجع معدل الوفيات المرتفع لدى الأمهات والمواليد الجدد إلى الحمل المبكر، الحمل المتأخر، والحمل المتكرر والمتتالي، هذه العوامل تعمل على استنزاف صحة الأمهات وحرمانهن من فرصة استعادة قواهن وتعويض ما فقدتنه من بروتينيات ومعادن،.وتشير معدلات الخصوبة في الدول العربية إلى “6” أطفال عام 1980م، وانخفضت هذه الخصوبة لتصل إلى “2و5” طفل عام 1990م “2و4” طفل عام 2000م وهو ضعف معدل الاحلال في الوقت المقدر بـ “1و2” طفل لكل امرأة.على أية حال، تبقى معدلات الخصوبة الزوجية “عدد المواليد المتزوجة” أكبر بكثير من معدلات الخصوبة الكلية بشكل عام، هذا وفي عام 1990م كان هناك أربع دول عربية فقط بمعدلات خصوبة لاتزيد على 4 مواليد للمرأة، وبلغ عدد هذه الدول “10” بنهاية عام 2000م وهي: الجزائر، البحرين، مصر، الكويت، لبنان، ليبيا، المغرب، تونس، قطر والإمارات العربية المتحدة. ومن ناحية أخرى، فقد كانت معدلات المواليد الخام “40” مولوداً لكل 000و1 نسمة عام 1980، وبقيت هذه المعدلات مرتفعة طوال العقدين التاليين حيث وصلت إلى “30” طفلاً لكل 000و1 نسمة.ولقد جاء تخفيض معدلات الخصوبة نتيجة لبرامج تنظيم الأسرة واستخدام وسائل تنظيم الأسرة في العديد من الدول، بالإضافة إلى العوامل الأخرى مثل رفع سن الزواج الذي ساد في العديد من الدول.إن نسبة استخدام وسائل تنظيم الأسرة الحديثة هو دون الطلب الفعلي “%18” فعشر دول بلغت معدلات استخدام وسائل تنظيم الأسرة بها “30”% أو أكثر، وأربع دول فقط وصلت نسبة استخدامها إلى 50% أو أكثر، ومن أجل أن تصل إلى معدل الإحلال السكاني أي معدل خصوبة كلية “1و2” طفل لكل امرأة يجب زيادة استخدام وسائل تنظيم الأسرة الحديثة إلى “60” %من الأزواج أي إلى “42” مليون زوج وزوجة حالياً في الدول العربية وإلى أكثر من “50” مليون زوج وزوجة عام 2005م، وتحقيق هذا الهدف لايعني أن يتوقف النمو السكاني في الوطن العربي، لأن النمو السكاني سوف يتواصل لقرن كامل حتى لو بلغت بسبب الزخم السكاني للدول العربية معدلات الخصوبة الكلية أقل من 1و2 طفل للمرأة وهو معدل الإحلال السكاني وذلك قبل ان يستقر حجم السكان، هذا وبالسرعة التي تقي الدول العربية بإشباع إحتياجات شعوبها من وسائل تنظيم الأسرة فإنها تسرع بالوصول إلى حجم سكان ثابت.[c1]* المصدر: صندوق الأمم المتحدة للسكان[/c]
الوفيات والمواليد في الوطن العربي
أخبار متعلقة