رئيس الوزراء في مقابلة مع قناة النيل : العلاقات اليمنية المصرية أزلية وتعززت أكثر في العصر الراهن
صنعاء / سبأ:قال رئيس مجلس الوزراء الأخ عبد القادر باجمال إنّ العلاقات اليمنية - المصرية أزلية وتاريخية، وقال إن هذه العلاقات تعززت أكثر في العصر الراهن وخصوصاً عقب ثورة يوليو التي ساندت بصورة مباشرة الثورة اليمنية في مراحلها الأولى.ولفت رئيس الوزراء في المقابلة التي أجرتها معه قناة النيل الإخبارية المصرية وبثتها مساء أمس الأول إلى أهمية انعقاد الدورة السادسة للجنة اليمنية - المصرية المشتركة بصنعاء بعد خمس سنوات من آخر اجتماع لها بالقاهرة..وأضاف لقد كان هذا الالتئام مطلوبا منذ وقت مبكر حيث تراكمت خلال هذه الفترة الكثير من الاتفاقيات حتى وصلت إلى 23 اتفاقية مطروحة للتوقيع أمام هذه الدورة بالإضافة إلى ما لا يقل عن عشر اتفاقيات أخرى مطروحة للمراجعة النهائية لها أما في هذه الدورة أو في الدورة القادمة، موضحا أن عدم انعقاد اللجنة المشتركة لم يؤثر على تطور العلاقات بين البلدين حيث كان هناك تبادل لزيارات الوفود وتعزيز للعلاقات الثنائية في جميع المجالات الاقتصادية والثقافية والتعليمية والسمكية والنقل وغيرها من المجالات .وفيما إذا كانت اللجنة ستناقش قضايا تتعلق بالمنطقة العربية قال إن التطورات في المنطقة العربية بصورة عامة تطورات آخذة في الديناميكية وكلنا مهتمون بقضايا السلام والأمن والتنمية الشاملة وتعميق الديمقراطية، ولا شك أن هذه كلها موضوعات جديرة بالنقاش وبالاهتمام والحوار حولها وان نقف موقفاً موحداً تجاهها أو يكون لنا على الأقل رؤية موحدة إزائها، مؤكدا أن مصالحنا جميعا سواء في محيط البحر الأحمر أو في المحيط الإقليمي الكلي تقتضي من الجميع تفاهمات واسعة ورؤية عميقة لحركة التاريخ في المرحلة الراهنة وتفعيلا للعمل العربي المشترك تجاه العديد من القضايا الماثلة وفي المقدمة ظاهرة الإرهاب بما تحمله من أخطار على مختلف الشعوب العربية وبقية الشعوب الأخرى كظاهرة دولية .. وقال : إن ظاهرة الإرهاب هي احد ذيول الاحداث الكبرى التي أنتجتها الحرب الباردة وخاصة الصراع الذي حصل في أفغانستان أثناء تلك الفترة والذي أنتج قوى إسلامية دعمت وصممت لكي تكون متطرفة وذلك لمواجهة ما يسمى بالمد الشيوعي .. موضحا أن هذه القوى عندما أريد إخراجها لاحقا من ساحة الصراع بعد تثبيت الوضع في أفغانستان كان قد غرس فيها روح الانتقام والحقد وروح عدم التسامح تجاه الآخر .. مؤكدا أن اليمن ومصر متوافقتان في كثير من المواقف تجاه هذه الظاهرة، وأنهما في هذا الجانب يعملان ضمن منظومة لوجيستية مشتركة لمحاصرة هذه الظاهرة . وقال : إن آفاق التعاون مع مصر في هذا الجانب مطلقة وليست محدودة على الإطلاق باعتبار ذلك موضوعاً استراتيجياً من حيث إعطائه الأولوية في الاهتمام لأنه لا يمكن أن نتصور تنمية أو تطور او وجود جيل سوي في ثقافته وفي فكره وفي تسامحه بدون القضاء على هذه الظاهرة.. داعيا في نفس الوقت إلى دراسة هذه الظاهرة ليس من زاوية الظرف الراهن ولكن من ناحية العوامل الكثيرة المرتبطة بها في جوانب التربية والتعليم والثقافة والإرشاد الديني والخطاب السياسي والإعلامي، والتي ينبغي النظر إليها بأنها متلازمة مع هذه الظاهرة، مشيرا إلى أن التصدي للإرهاب يتطلب جملة من المواجهات والمتطلبات على المستوى السياسي والفكري والقانوني والتشريعي بما في ذلك الحوار الواسع ليس فقط داخل الزنزانة وإنما في المجتمع أيضاً.. موضحا أن المتطرف إذا خرج ووجد في الخطاب السياسي أو الإعلامي أو الديني خطاباً يغذيه مرة أخرى بروح الانتقام والعداء للآخر، فان ذلك يساهم بعودته إلى التطرف من جديد.وفي رده على سؤال بشأن التعاون اليمني- الأمريكي في مكافحة الإرهاب قال باجمال: التعاون اليمني- الأمريكي وحتى العربي تعاون كبير وخصوصاً بعد تشخيص الظاهرة بأنها ظاهرة دولية، الأمر الذي يحتم أن تكون عناصر التعاون في مواجهتها وملاحقتها أيضا عناصر دولية وفي المقدمة مع الولايات المتحدة التي تعرضت هي نفسها لظاهرة الإرهاب، وبالتالي فان التعاون معها يصبح واحداً من مستلزمات مواجهة هذه الظاهرة على المستويين الوطني والإقليمي ..موضحا أن اليمن هي جزء من التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب، وأنها قد بادرت في التعاون مع الآخرين لكي تحمي نفسها من غلو هذه الظاهرة. وحول علاقات اليمن مع مجلس التعاون الخليجي أوضح رئيس الوزراء أن العلاقات مع المجلس شهدت تطورا كبيرا حيث دخلت اليمن في منظومات التعليم والشباب والرياضة والشؤون الاجتماعية والصحة التابعة للمجلس، كما أنها مقبلة على الدخول في ثلاث منظومات أخرى ..وقال: لقد انحزنا مهمة قبل شهرين مع الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي تمثلت في طرح تقرير متكامل قدمه وزير الخارجية وضحنا فيه حدود التعاون أو مفردات التعاون وكان المنطلق الأساسي هو العمل على زيادة التعاون الثنائي بين اليمن وجيرانه, والأشقاء في الخليج مقتنعين بحكم قدرتهم المالية بعمل صندوق للتنمية اليمنية .. صندوق لتأهيل اليمن يقوم بوضع مخططات كاملة لجميع متطلبات البنى الأساسية في مجالات الطاقة والثروة السمكية والمعدنية والنفط والطرق والموانئ والتعليم الفني والمهني وتأهيل الموارد البشرية .وأضاف: كما إننا وبالتعاون مع الأشقاء في المجلس سنعقد في نوفمبر القادم مؤتمرا للمانحين حول اليمن سيضم بالإضافة إلى المانحين من الإخوة في الجزيرة العربية مانحين دوليين آخرين لكي يساهموا في التنمية اليمنية إلى جانب مؤتمر استكشاف فرص الاستثمار في اليمن الذي سينعقد في فبراير المقبل.. مؤكدا أن المؤتمرين يفتحان مجالا واسعا لدخول اليمن إلى منظومة مجلس التعاون الخليجي. وفي معرض رده على سؤال القناة بشان البرنامج النووي الإيراني وتأثيره على امن المنطقة، قال باجمال: علينا أن لا نخلط بين تهديد يصنف أمريكيا وأوروبيا بطريقة معينة وتهديد دائم ومهدد بطريقة أخرى، فالتهديد الحقيقي هو وجود القوة النووية لدي إسرائيل والتي تقع في قلب الوطن العربي دون أن يقال إن هذه الدولة تهدد احد ..مشيرا إلى حق الشعوب في امتلاك العلم والمعرفة النووية لاستخدامها استخداماً سلمياً بما في ذلك الشعب الإيراني، ذلك انه ليس لأحد الحق أن يحتكر العلم والمعرفة لأمة وشعب بذاته .. موضحا أن الادعاءات بشأن امتلاك إيران السلاح النووي تتطلب برهاناً لاسيما وان الادعاءات المشابهة بشأن العراق اتضح فيما بعد أنها غير صحيحة ولا أساس لها.. وقال أنا مع رأي السيد كوفي عنان أن على الأمريكان والأوروبيين أن يدخلوا في مفاوضات مباشرة مع إيران لا يوجد ما يمنع الحوار خاصة وان منطق هذا العصر هو الحوار والديمقراطية وحقوق الإنسان والى كل ما هو شفاف وواضح.وفيما يتعلق بتطورات الأوضاع في العراق الشقيق وصف رئيس الوزراء الوضع في العراق بالمؤسف والمحزن..وقال: لا احد كان يتصور أن يؤول الحال في العراق إلى نزاعات وخصومات عرقية وطائفية ومذهبية، ذلك أن الشعب العراقي شعب عظيم ويمتلك خمسة آلاف سنة من الحضارة الإنسانية، ولم يشهد في تاريخه الطويل هذا الغبار الذي يلبد أجواءه ويسمم حياة أبنائه.. مؤكدا أن معالجة الأوضاع في العراق بيد العراقيين أنفسهم وأنهم وحدهم فقط قادرون أن يصنعوا حياة طبيعية لشعبهم .. مشيرا إلى أن العراق هو بلورة كاملة لكل جماع الأمم والشعوب الموجودة في المنطقة، كما وانه يشكل محور أمتنا العربية ..موضحا أن محاولة فرض أي خيار فرعي على الشعب العراقي لن يكون خياراً مقبولاً وان الخيار التاريخي هو الوطن الموحد.وقال: حركة التاريخ سوف تفرض على الرؤوس بعد زوال سخونتها أن تقرأ حياتها الحالية والمستقبلية بصورة حقيقية ذلك أن الرؤوس الساخنة لا يصدر عنها إلا كل ما هو مجنون وغير عاقل ومتشنج.وفي الشأن الفلسطيني أكد باجمال إدانة اليمن ورفضها المطلق معاقبة الشعب الفلسطيني على اختياره للحكومة.. مبرزا حاجة الفلسطينيين في المرحلة الراهنة إلى مؤازرة جميع الدول العربية بغض النظر عن التصنيف فتح أو حماس أو الجهاد أو الشعبية أو الديمقراطية ..ودعا باجمال إلى المواءمة بين الفكر الفلسطيني والفكر العربي السائد في الجامعة العربية وفي مؤسسة القمة العربية لتجاوز الأوضاع السائدة.وقال: لابد من حوار عربي فلسطيني يسبقه حوار فلسطيني - فلسطيني حتى تكون كلمة الفلسطينيين والعرب ورؤيتهم المنقولة للعالم واحده..مؤكداً أن هذا التوحد سيفرض على الآخرين احترامنا والتجاوب مع مطالبنا المشروعة والعادلة.وأضاف: هذه وجهة نظرنا واضحة شفافة لا نريد أن نفرض على أحد موقفاً لكننا نقدم مواقفنا بكل وضوح في الأروقة المفتوحة كما في الغرف المغلقة، وسبق أن قلت انه خير لي أن أكون بنصف لسان ونصف وجه من أن أكون بوجهين ولسانين .. وفي رده على سؤال بشان الانتخابات الرئاسية المقبلة أعاد عبد القادر باجمال ما قاله في مقابلة سابقة: إنني كأمين عام للمؤتمر الشعبي أقول: إن الرئيس علي عبدالله صالح هو مرشح المؤتمر للانتخابات المقبلة أراد أم لم يرد.