الجيش الإسلامي يعلن استعداده للتفاوض مع الأميركيين
بغداد / وكالات:وصلت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس أمس إلى بغداد في زيارة لم يعلن عنها، وقال متحدث باسم السفارة الأميركية في بغداد إن رايس التقت رئيس الوزراء نوري المالكي، مضيفا أنها ستلتقي مسؤولين عراقيين وأميركيين خلال الزيارة.وقبل وصولها لبغداد حثت رايس المسؤولين العراقيين على وقف العنف، مؤكدة أن "لا وقت لديهم لنقاشات لا تنتهي حول هذه المسألة".وقالت رايس للصحافيين الذين يرافقونها على متن الطائرة إن الوضع الأمني لا يمكن تحمله، والخروج منه لا يكون عبر الجمود السياسي. وتأتي زيارة رايس في وقت استمرت فيه أعمال العنف بالعراق موقعة العديد من القتلى والجرحى، ففي منطقة الحرية شمالي بغداد قتل عراقيان وأصيب آخران في تفجير سيارة مفخخة في منطقة الحرية. كما أصيب نحو 20 مواطنا بجروح في انفجار عبوة ناسفة وضعت قرب تجمع للعمال بساحة الطيران المكتظه عادة وسط العاصمة. وقتل أربعة أشخاص وأصيب ستة في اشتباكات بين مسلحين والقوات الأميركية في مدينة الرمادي غربي بغداد، وفي بعقوبة شمالي العاصمة قتل مسلحون ضابط شرطة بإطلاق نار على سيارته.من ناحية أخرى تبنت جماعة جيش المجاهدين في العراق في تسجيل مصور بث على شبكة الإنترنت ما قالت إنه تدمير آلية عسكرية أميركية من نوع (هامفي) بانفجار عبوة ناسفة زرعت على جانب الطريق غرب بغداد، ويظهر الشريط لحظة تفجير الآلية، ولم يتسن التأكد من صدقية التسجيل من مصدر مستقل.في السياق قالت الشرطة إنها عثرت على 30 جثة مجهولة الهوية خلال الـ24 ساعة الماضية (أمس) في بغداد. وأضاف مصدر أمني أنه عثر على 20 جثة مساء أول من أمس وعلى 10 صباح أمس تبدو عليها جميعها آثار تعذيب. من جانبه أعلن الجيش الأميركي مقتل أربعة من جنوده مساء الأربعاء الماضي عندما هاجم مسلحون دوريتهم بأسلحة نارية في شمال غرب بغداد. كما نفى ناطق باسم القوات الأميركية في العراق تقارير أفادت بأن زعيم تنظيم القاعدة في العراق أبو أيوب المصري المعروف باسم أبو حمزة المهاجر قتل على يد الجيش الأميركي في هجوم بري وجوي كاسح على معقله في مدينة حديثة الواقعة في محافظة الأنبار غربي العراق أول من أمس الأربعاء. وقال الناطق باسم القوات الأميركية العميد باري جونسون إن الجيش الأميركي قام بالفعل بعملية عسكرية واسعة في المنطقة, "وكنا نعتقد أن أبو حمزة المهاجر كان من بين القتلى, ونحن ما نزال نجري فحوص الـ (DNA) ولا نعتقد أن القوات الأميركية قتلت المصري". من جهته نفى الناطق باسم وزارة الدفاع العراقية محمد العسكري خبر مقتل المهاجر, قائلا إن هذا النبأ غير مؤكد حتى الآن "لأننا ما نزال نجري فحوص الـ (DNA) على بعض الجثث المشكوك في أمرها". ويفند هذا التصريح ما أفاد به مسؤول عراقي رفض التعريف عن نفسه من أن القوات الأميركية قتلت المهاجر وثلاثة من معاونيه في هجوم بري وجوي واسع شنته القوات الأميركية على مكان وجود المهاجر وأعوانه, اعتمادا على معلومات إستخباراتية تم التوصل إليها من خلال شريط يظهر الزعيم الجديد للتنظيم يدرب بعض المقاتلين على صنع القنابل.على صعيد آخر شن الناطق الرسمي للجيش الإسلامي في العراق هجوما على القيادات العربية السنية المشاركة في العملية السياسية قائلا إنهم لم يفعلوا شيئا سوى تدفئة كراسيهم. وأكد إبراهيم الشمري في تسجيل على الإنترنت استعداد الجيش الإسلامي في العراق للتفاوض مع الأميركيين بشروط سرا وعلانية.في السياق قال الهاشمي نائب رئيس الجمهورية إن على المقاومة العراقية أن تجلس للحوار للبحث في مسائل الاستحقاقات السياسية قبل فوات الأوان "لأن القوات الأميركية ستنسحب عاجلا أم آجلا.". واعتبر الهاشمي أن مشروع المصالحة في العراق كان ضروريا لوقف العنف والقتل غير المبرر بين الطوائف المختلفة. مضيفاً إلى أن وثيقة العهد جاءت لسد فراغ كبير في مشروع المصالحة لوقف نزوح العراقيين من بلادهم خوفا من القتل.