صنعاء/ سبأ: أنجز نخبة من خبراء الترميم اليمنيين و العالميين المرحلة الأولى من مشروع ترميم و تحسين الجامع الكبير بصنعاء، الذي يحضى باهتمام ومتابعة من قبل القيادة السياسية ممثلة بفخامة الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية، وتبلغ تكلفته التقديرية سبعة ملايين و873 ألف دولار، يساهم فيها الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي بمبلغ أربعة ملايين و729 ألف دولار. و أكد نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية وزير التخطيط و التعاون الدولي، المدير التنفيذي للصندوق الاجتماعي للتنمية عبد الكريم إسماعيل الأرحبي أن أعمال الترميمات والتحسينات للجامع الكبير بصنعاء تسير وفق السقف الزمني المحدد لإنهاء المشروع و المقدر بخمس سنوات حتى 2011م. و أشار في تصريح لـوكالة الأنباء اليمنية ( سبأ ) انه تم وبشكل نهائي إنجاز ما يزيد على 57 % من أعمال الترميمات و التحسينات للأسقف المزخرفة، وترميم 260 مصندقة خشبية تغطي ما يقارب 450 متراً مربعاً أنجز أعمالها 25 آثارياً ومعماريا يمنيا حديثي التخرج تم اختيارهم من إجمالي 50 آثاريا خضعوا لدورة تدريبية مكثفة في الترميم . و أضاف نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية أنه استكمل ما يزيد على 85 % من الأعمال المتعلقة ببناء مبنى جديد في الجهة الجنوبية للجامع يحتوي على 60 دورة مياه و مواضيىء لأكثر من 120مصليا إلى جانب بناء خزان أرضي و علوي تم إنجازها.. مؤكداً أن أعمال الجصيات والحفريات والتوثيق وغيرها من الأعمال المتعلقة بترميم وتحسين الجامع الكبير بصنعاء تسير بوتيرة عالية . و تشتمل مراحل مشروع ترميم وتحسين الجامع الكبير بصنعاء على ترميم و حفظ و صون العناصر والمميزات المعمارية و الزخرفية التي يتميز بها الجامع و تزويده بدورات مياه ومواضىء جديدة و صيانة البنية التحتية من مياه و صرف صحي لمحيطه و تجهيز مرافق إدارة وحماية مبنى الجامع ومرافقه و كذا استبدال شبكتي الكهرباء و الإضاءة و الصوتيات بنظم حديثة لإبراز الجماليات الفنية لمكونات مبني الجامع من الداخل و الخارج وبما يعكس جماليات الجامع الكبير وتضفي على مداخله و مخارجه و محيطه وبهاءً و رونقاً يناسب رمزيته الإسلامية وتزويده بشبكة إنذار مبكر للحرائق والإطفاء ، إلى جانب إزالة الاستحداثات الإنشائية غير المتجانسة مع النسيج المعماري المميز للجامع. ـ ترميمات منجزه .. وكشف علمي نادر!! و كشف تقرير خاص عن سير انجاز أعمال الترميمات والتحسينات للجامع الكبير بصنعاء أعده المهندسان اليمنيان عبد الحكيم السياغي ومحمد أحمد مصلح أنه تم استكمال %57 من أعمال ترميم السقف الخشبي المزخرف للجامع بمساحة تقدر بـ 293مترا مربعا فيما هناك أعمال قيد التنفيذ بمساحة 163متراً مربعاً أي ما يقدر 32 % كما تم تصحيح ميلان ست دعامات خشبية كانت مستندة في جوار المنارة الشرقية . وأشار التقرير- الذي حصلت وكالة الأنباء اليمني (سبأ ) على نسخة منه إلى أن عمليات الاستخراج للطبقات الأصلية بجدران الجامع الكبير أسفرت عن العثور على 4500 من الرقوق القرآنية العتيقة والنادرة التي تعود إلى الفترة المبكرة من ظهور المصاحف القرآنية التي كتبت بالخط الكوفي و الحجازي و غيرها من الخطوط غير المنقوطة والتي ثبت بعد دراسة محتوياتها أنها تمثل كشفاً علميا غير مسبوق كون هذه الرقوق المكتشفة تبرز ملامح المصاحف المبكرة و النادرة حيث تم إيداعها دار المخطوطات .. كما تم استخراج زخارف المحراب الغربي للجامع ونزع طبقات مادة " الجص " المستحدث في أكثر من موقع فيه . كما أوضح التقرير أنه تم إنشاء ثمان مجسات أرضية في عدة أماكن من الجامع الكبير وفقا لمخطط المشروع بهدف اخذ عينات من مواد البناء واختيار التربة و مكوناتها و معرفة مراحل البناء والتوسع للجامع والمستويات الأصلية لأرضيات الجامع في كل الأروقة و الصوح لغرض إعادة المستويات وتصريف مياه الأمطار من الصوح و إعادة التبليط والفرش ، إلى جانب أربع مجسات أخري للحوائط و الأعمدة في عدة مناطق من الجامع حيث يقوم بإعمال المجسات و الفحص و الاختبار والتحليل فريق عمل يمني بالتعاون مع خبيرين عالميين متخصصين . وفيما يخص إزالة الاستحداثات الإنشائية غير المتجانسة و المشوهة لنسيج الجامع الكبير المعماري أكد التقرير انه تم إخلاء مكتبة وزارة الثقافة الجنوبية و نقل محتوياتها الى دار المخطوطات وترميمها إضافة إلى نقل محتويات مكتبة الأوقاف الكائنة في الجهة الغربية وتفكيك وإزالة مبني المكتبة المستحدث في منتصف ثمانينيات القرن المنصرم وتفكيك وإزالة بقية المباني المستحدثة مثل دورات المياه والخزان الخراساني والبركة الواقعة في الجهة الغربية للجامع . [c1]* خارطة الإنجاز ..الجدول الزمني : [/c]تم الانتهاء من أنجاز المشروع التجريبي لترميم أسقف الجامع في العام المنصرم فيما تم الانتهاء من ترميم 15 من أعمال ترميم المصندقات الخشبية التي يتوقع استكمال ترميمها بشكل نهائي خلال الأربع السنوات القادمة بما يتوافق والسقف الزمني المحدد بـ العام 2011م لإنجاز كافة أعمال الترميمات و التحسينات فيما سيتم خلال الثلاثة الأشهر القادمة إزالة كافة كتل البناء المستحدثة والمشوهة للطابع المعماري المميز للجامع الكبير .. كما سيتم خلال العام 2008م استكمال الأعمال المتعلقة بصيانة المجاري العامة حول محيط الجامع وحدد العام 2009م لتدشين الأعمال المتعلقة تجديد شبكة الإنارة والصوتيات بنظم حديثة ومناسبة واستكمال بقية الأعمال الإنشائية الخاصة بمرافق الجامع قبيل تغطية أرضية المسجد وساحته بفرش لائق برمزيته الإسلامية . ـ الجامع الكبير ..معلم ..وتاريخ !! يعد الجامع الكبير بصنعاء أحد أقدم المساجد الإسلامية حيث تم تشييده بأمر من الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم في العام السادس الهجري الموافق "627م" كما يعد المعلم الأثري الإسلامي الأبرز الذي يؤرخ لتاريخ اليمن وقد شهد الجامع الكبير على امتداد تاريخه منذ إنشائه وحتى اليوم العديد من الإضافات والإصلاحات من أبرزها توسعته إلى جهة الشمال باتجاه ألقبله بأمر الخلفية الأموي الوليد بن عبد الملك وقد استغرقت أعمال التوسعة عشر سنوات ( 715-705م). خلال عامي ( 1228م -1229م) شيد القاضي سراي بن إبراهيم المطاهير" مواضيء الجامع " فيما قام الوالي العثماني " سنان باشا " خلال فترة ولايته الممتدة من (1609-608) ببناء قبة الزيت ورصف الصوح قبل أن يضيف الإمام يحي حميد الدين في العام " 1937م أعمال جديدة على امتداد الرواق الجنوبي جهة القبلة وبنى المكتبة الشرقية . في العام 1973م تم تجديد جزء من الجدار الغربي والشمالي وتبليط أرضيات الجامع بمادة " الموزايكو " فيما قامت وزارة الأوقاف والإرشاد في العام 1982م ببناء المكتبة الغربية على جزء من الجدار الغربي فوق الصوح . في مطلع العام 2006م وبتوجيهات من فخامة الرئيس علي عبد الله صالح شهد الجامع الكبير بصنعاء تدشين أوسع عملية إصلاحات وترميمات وتحسينات في تاريخه تمتد لخمس سنوات حتى العام 2011م .
العثور على " 4500" من الرقوق القرآنية النادرة
أخبار متعلقة