الطيب فضل عقلانليلة جميلة كان لـ (14 أكتوبر) حضور فيها.. تناغمت الليلة بروحانية رمضان ومحراب الشعر والإبداع في سماء عدن أرض الحب والمحبة في ديوان العشق الأزلي (منتدى باهيصمي) كان الحضور طائراً في سماء ذلك الإبداع الجميل الذي يتجدد مع مرور الزمن في حضرة مايسترو هذه الليلة الشاعر الدكتور جنيد محمد جنيد.. دكتوراه في الرياضيات (بلغاريا) وأستاذ مشارك في جامعة عدن، نائب رئيس اتحاد الأدباء والكتاب فرع عدن امتطى جواد الشعر لـ35 عاماً ومازال في الميدان فارساً له العديد من الأعمال تحمل من الروعة والجمال مقاييس تفوق المحلية ويعبق شذاها على مستوى الوطن العربي الكبير .. (جنيد) خجول بطبعه كإنسان ولكنه في الشعر جريء..هو تجربة شعرية نابضة من القلب.. احتفلنا به جميعاً وكنا بالأصل نحتفل بأنفسنا.. تحية حب لهذا الشاعر الذي بدأ في السبعينات من القرن الماضي وشكل مع مجموعة من الشعراء/ الراحل محمد حسين هيثم/ نجيب مقبل/ عبد الرحمن إبراهيم/ مبارك سالمين/ عبد الرحمن السقاف وآخرين البذرة التكوينية لإثراء الشعر بوعي وثقافة نحو التجديد والتألق.بدأت الأمسية بكلمة ترحيبية رائعة من الشاعر الشعبي محمد باهيصمي الذي ارتجلها بعفوية وأصابت القلب بصدق معانيها.. وتفوق على نفسه بطيبته وكرم وحفاوة الإعداد.. فرقة (نوارس عدن) التابعة للمنتدى مزجت الكلمة واللحن لتؤكد بهجة استقبالهم للضيف العزيز (بقيادة الفنان سالم الحطاب) وصوت المبدع محمد علي محسن وهزاع وآخرين..بحياء الكبار تحدث الضيف عن مشوارة عمره في العطاء الإبداعي وركز على نقاط هامة تؤكد على دلالة التمرس والتأني في كتابته للقصيدة وقال : (سعيد جداً أن احتفي بتواجدكم).. وبلغة شاعرية أكد أنه من أسرة روحانية وصوفية. ولد في تريم نبراس الألق الأدبي في محافظة حضرموت. جده لأمه الشاعر أبوبكر بن شهاب صاحب الأغنية الشهيرة (بشراك هذا منار الحي) وتشرب الشعر على يد جده لأبيه الشاعر أحمد الهاشمي.. ثم نهل من عيون الأدب وأنماط الشعر (المقفى والموزون) ثم انتقل إلى دفء الحنان عدن التاريخ التي احتضنته وفي عدن كانت الحداثة بكل تصوراتها وإبداعاتها في السبعينات قرأ بعمق كتابات الشعراء العمالقة نزار قباني/ محمود درويش/ السياب/ أحمد عبد المعطي حجازي.. ثم احتضنه الشاعر السوداني الكبير (جيلي عبد الرحمن) لقد كان له الأثر الكبير في مشواره الشعري.. في السبعينات والثمانينات تشكل الجيل الواعي من الشعراء كانوا النشأة التكوينية من خلال التكوين والإثراء حتى وصلوا إلى النشر بجرأة وثقة حتى على مستوى الإعلام العربي وكان لهذه المجموعة الأثر البارز في اليمن بشكل عام وقد أكد شاعرنا الرقيق أن من لم يعش في عدن لن يكون شاعراً وقال : إن صحيفة (14 أكتوبر) هي بداية انتشاره إعلامياً حيث نشر أولى قصائده عبرها رغم خوفه الشديد من النشر ولكن الصحيفة حفزتني على لتواصل رغم أنه حتى اليوم لم ينشر كثيراً من القصائد.. في عدن تعرف شاعرنا الرقيق على الشاعر العربي الكبير سعدي يوسف الذي كان يهتم حتى بعناوين دواوينه الصادرة.. لشاعرنا الدكتور عدد من الدواوين (إكليل امرأة همدانية) (حوارية طائر الرماد) (أعراس الجذور) وغيرها من الدواوين.. غادر الضيف الكريم إلى بلغاريا حيث درس فيها ثم عاد إلى عدن.. له ديوانان ومجموعة كبيرة من القصائد لم تنشر الثمانينات. آخر دواوينه (منمنمات حضرموت).. وفي البداية كانت الأغنية تحتل موقعاً متحركاً حيث الأجواء مشبعة بالغناء فكتبت قصيدة غنائية بعنوان (حبيبي لا تظن) كانت أول لحن للفنان حسن با حشوان ثم غناها (كرامة مرسال) وغناها أيضاً الفنان (عوض ساحب).بعد أن استمعنا للأغنية مسجلة على (كاسيت) قال : (الشعر أوقعني في متاهات) وقرأ عدداً من قصائده بصوت مميز نالت استحسان الجميع..الشاعر والناقد الفني عبد الرحمن إبراهيم تحدث عن صديق العمر قائلاً :سعداء بالاحتفاء بشاعر يعد واحداً يمثل علامة بارزة من جيل السبعينات صديق وزميل على مدار ثلاثة عقود، تجربته الشعرية تجعلك تستشف صدقها خاصة بقدرته اللغوية وجودته في اختيار المفردات.. الشعر بدأ منذ خليفة الإنسان وجنيد حالة وجدانية واحتراق روحي لهذا تجد عنده اكتمال القصيدة، وتجربته الشعرية نابضة من القلب وليس في شعره غموض يشمئز منه القارئ فهو شفاف، إنه شاعر مثقف على منبره الشعري بوعي.الشاعر محمد ناصر شراء أكد في مداخلته الجميلة أن جنيداً من النجوم اللامعة في التجديد الشعري هو ومجموعة من أترابه شكلوا نجوماً في السبعينات رغم الظلم والاضطهاد اللذين واجهوهما من قبل النظام الحاكم آنذاك.. رغم أن هؤلاء الشعراء كانوا علامة فارقة في مجال الإبداع الشعري ورغم التجاهل والتهميش لهذه الإشراقات الجميلة ظلت المجموعة في قمة تألقها ولم يتأثروا بالمصنوعين سياسياً الذين فرضوا علينا وهم في غياب عن العطاء الإيجابي، وجنيد لا يكتب قصيدة النثر لأنه لا يعتبرها شعراً.الأستاذ مبارك سالمين رئيس اتحاد الأدباء والكتاب فرع محافظة عدن كان حضوره إيجابياً. إنه لا يترك مناسبة للاحتفاء بأقرانه من الأدباء والكتاب إلا ويشارك بفعالية، وبتواضع الكبار احتفى بالجنيد وسعد بتكريمه حيث قال : جنيد من المقلين في الحديث عن أنفسهم رغم افتخار الجميع بشعره وعلمه وأخلاقه.. جنيد من (تريم وعدن) تريم تقوم على أصوات المآذن وعدن تقوم على نسائم البحر الجميل..جنيد شاعر مضاء ولا توجد فيه عتمة ومليء بالإشارات الخضراء.. والغموض في شعره غموض فني جميل ومفتوح يسهل الدخول إليه..عرفته عندما كنا في الجمعية الأدبية للشباب، نقي السريرة، ومشرق الروح ويملك دقة في إنتاجه الشعري.. جنيد بحد ذاته قصيدة (وهو إنسان حقيقي).[c1]الحضور[/c]فرحان علي حسن رئيس اتحاد الفنان ومبارك سالمين رئيس اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين فرع محافظة عدن وعبد الرحمن إبراهيم ومحمد ناصر شراء والشاعر حسن عبد الحق والأستاذ أحمد العفيف المستشار الثقافي لمحافظ محافظة أبين والمهندس محمد مبارك حيدر رئيس جمعية تنمية الأدب والثقافة ومختار مقطري الصحفي والقاص وأحمد السعيد والفنان أنور مبارك والموسيقي سعيد مزماز وفرقة نوارس عدن بقيادة الفنان سالم الحطاب وعدد من الفنانين والأستاذ رياض محمد سالم بن شامخ والمضيف الكريم الشاعر الشعبي محمد باهيصمي، والصحفي منصور نور وآخرون..[c1]لقطة :[/c]رفض الكثير الحديث وأصروا على الاستماع إلى الضيف الدكتور الجنيد وهو يلقي قصائد جميلة من إنتاجه القديم والجديد.. ثم تم تسليم المكرم شهادة تقدير لدوره الرائد في مجال الشعر..
أخبار متعلقة