وزير الإعلام في حوار مع صحيفة (الأهرام) المصرية:
[c1]حرص الدولة على حقن الدماء أخر حسم المشكلة بعض الوقت[/c]صنعاء/سبأ:أكد وزير الإعلام الأخ/ حسن أحمد اللوزي أن الأعمال الإرهابية التي يقوم بها المتمردون في بعض مناطق محافظة صعدة تسعى إلى السلطة عن طريق العنف والإرهاب والتخريب بدلا من اللجوء إلى الأساليب الديمقراطية في التعبير عن الرأي، والوصول إلى مؤسسات الدولة المختلفة.وقال الوزير اللوزي في حوار أجرته معه صحيفة "الأهرام " المصرية إن حرص الدولة على حقن الدماء أخر حسم المشكلة بعض الوقت، معبرا عن أسفه لتبني بعض وسائل الإعلام في الخارج الأكاذيب التي يروجها قادة العناصر الإرهابية واصفا الوضع الإعلامي العربي بأنه مرير وجعل الشخصية العربية عرضة للتشويه, في ظل عدم وجود آليات لتفعيل السياسات الإعلامية العربية المرتبطة بالبعد القومي. وأشار إلى أن التمرد قضية داخلية.. وهي للأسف الشديد من سلبيات الديمقراطية.. حيث ظهر أشخاص لهم أطماع شخصية تتجاوز العمل السياسي, وبالتالي سعوا بدلا من الوصول إلي السلطة بطرق ديمقراطية إلي الانقلاب عليها بالعنف والإرهاب والتخريب, فقاموا بالاعتداء على القوافل العسكرية والمواطنين ورفعوا من وراء هذا العمل شعار "الموت لإسرائيل وأمريكا" وهم يعلمون أنهم يخاطبون رأيا عاما معبأ ضد اسرائيل وضد السياسات الأمريكية المؤازرة لإسرائيل, وبدأت هذه الجماعة الإرهابية بالإنفاق بالدولار على شباب يأتون عقب الصلاة في المساجد لترديد الهتافات ووصل بهم التغرير بالشباب إلى أن ينفقوا عليهم الأموال مقابل الانخراط في صفوفهم، فهؤلاء الأشخاص لديهم وهم وسلسلة من الأفكار المعادية لقيم العصر وفكرة الديمقراطية وللقيم التي صار يعيشها المجتمع اليمني المتحد والمتماسك حقيقيا وإسلاميا وفي معيشته.وأضاف " مع أنني أتجنب دائما الحديث عن البعد المذهبي, فنحن في اليمن شوافع وزيود لم نشعر في يوم واحد أننا غير ذلك.. ولكن يحاول البعض الآن فرض الفتنة ويعمق هذا باستجلاب مذاهب جديدة مثل الإثنا عشرية.. وأنت تعلم أن المذهبية سلاح خطير يحاولون من خلاله إثارة المواطن الذي هو على المذهب الزيدي لمواجهة القوات المسلحة بالكذب والخداع .وأشار الوزير اللوزي إلى أن حرص الدولة علي حقن الدماء أخر حسم المشكلة بعض الوقت ..معبرا عن أسفه لتبني بعض وسائل الإعلام في الخارج الأكاذيب التي يروجها قادة العناصر الإرهابية واصفا الوضع الإعلامي العربي بأنه مرير وجعل الشخصية العربية عرضة للتشويه, في ظل عدم وجود آليات لتفعيل السياسات الإعلامية العربية المرتبطة بالبعد القومي.وقال " نحن في وزارة الإعلام لم ننجر إلى وسائل التكذيب, كل يوم تبث نحو5 ــ10 أخبار سواء عبر إذاعة طهران وأيضا وكالات أنباء وتليفزيونات معينة, كذلك صحافة الإنترنت التي خلقت وللأسف الشديد لبث الإدعاءات.وتابع " كل هذا يظهر أن لديهم وهما خطيرا وأفكارا هدامة بعضهم ذهب إلى دول وعواصم مثل طهران وغيرها لعلهم ينجحون في مخططهم وكان ما يحتاجونه موطئ قدم, والحمد لله تورطهم هذا أدى إلى أن يعرف الشعب اليمني الحقيقة ويتعامل مع التمرد بشكل يقظ. وأيضا كان موقف القوات المسلحة والأمن دقيقا إلي درجة أنه لا يمكن المواجهة إلا لمن تأكد أنه متورط ويمثل خلية أو وكرا من هذه الجماعات".وفي شأن حيثيات العمليات العسكرية التي يقوم بها الجيش ضد الحوثيين أكد اللوزي أن السلطة التشريعية في اليمن أيضا وقفت أمام التمرد وناقشته وأكدت ضرورة أن تتحمل أجهزة الدولة المسؤولية في مواجهته،مشيرا إلى أن هذا القرار جاء بعد وساطات عبر المحافظين والمشائخ والتي أجمعت علي أنه لا يجوز هدر هذه الإمكانات وضرب مصالح الدولة والشعب.وأضاف" لولا حرص الدولة على حقن الدماء وعدم التوسع في العمليات العسكرية لحسمت المشكلة في وقت قصير. وفي سؤال حول مطالب المتمردين أجاب الوزير اللوزي " أنهم باختصار يريدون عودة الإمامة ولا يؤمنون بالديمقراطية التي يقول عنها الحوثي المؤسس أنها يمكن أن تأتي برئيس يهودي إلى اليمن وللأسف بعض الكتاب العرب يتلقون رسائل بالفاكس تؤثر عليهم ويتلقون معلومات من المتمردين تخدم مآربهم, وأعتقد أن الكتاب المصريين لايدعمون الانقلاب علىالنظام الجمهوري الذي كافحوا من أجله فالحرية في اليمن صنعت بدماء مصرية ولكن للأسف أحد الكتاب طالب في مقال له عرض المشكلة علي الجامعة العربية وهو الأمر الذي استنكرته الأوساط الإعلامية والمفكرون في اليمن".[c1] الدور الإيراني [/c] وحول الدور الإيراني في أحداث صعدة اتهم الوزير اللوزي إذاعة طهران بأنها بوق يروج لأكاذيب المتمردين والإرهابيين في صعدة وقال كل يوم تستضيف أشخاصا يقدمون كلاما يسيء إلى النظام السياسي اليمني والي القوات المسلحة اليمنية ويحاول أن يبث الفتنة في الشارع اليمني. وقال هذه الإذاعة تستضيف شخصيات سيئة وفيها برامج سيئة وسكتنا عنها ويبدو أن الأخوة في إيران يسيرون وراء ضغوط من جماعات تعمل ضد مصالح الوطن العربي وضد الإسلام نفسه. وأضاف" عندما كنا نتحدث معهم كانوا يقولون أن مثل هذه الجماعات موجودة في كل بلد, نحن حريصون علي أن تكون العلاقات العربية ـ الإيرانية جيدة وما يجري لا يصب في مصلحة هذه العلاقات ومن واجبنا في اليمن التصدي لمن يحاولون الإساءة إلى النظام السياسي في اليمن وهم يدعمون تيارات ضد الشرعية".[c1] الإعلام العربي[/c]وحول تقصير الإعلام العربي في مواجهة الحملات الإعلامية الخارجية أكد وزير الإعلام أن الجهود التي تبذل في هذا المجال لا تزال فردية واثني علي الإعلام المصري قائلا "أنتم في مصر تبذلون جهودا طيبة في إبراز القضايا القومية وحق الشعب العربي الفلسطيني أو لوقوف مع بلورة رؤية تجاه أزمة دارفور وأيضا موقفكم في أحداث صعدة هناك إعلام حذر يحرص علي تقديم المعلومات. وفي المقابل هناك حاجة للدفاع عن الشخصية العربية التي يطالها كثير من التشويه وأيضا الدفاع عن ديننا ونبينا صلي الله عليه وسلم". وأضاف " الأعمال فردية والمطلوب فعلا كيفية تنسيق الأعمال المشتركة وتفعيل آليات إعلامية ضمن الجامعة العربية وخاصة الإدارة الإعلامية واللجنة الدائمة للإعلام العربي لكي تتفرغ لهذه الأعمال ويضيف قائلا.. ولكننا نحضر قوميين إلى بيت العرب بالقاهرة, ثم نعود بتفكيرنا الإقليمي, بمعني أن السياسات الإعلامية المرتبطة بالبعد القومي لا توجد آلية لتفعيلها.. كنا نطمح أن تكون هناك كتابات وبرامج تترجم بلغات متعددة بما فيها اللغة الدنماركية فالشخصية العربية تعرضت لتشويه خطير. وهذا لا يجوز السكوت عنه.وفي شأن القناة العربية المشتركة "كانت هناك فكرة وجود قناة عربية, نحن نريد أن تكون هناك مساحات داخل القنوات العربية تبث باللغات الحية ساعات محددة ونتعامل فيها بلغة واحدة لتأكيد هوية الأمة وإسهامها في صنع الحضارة البشرية. وهي رسالة واضحة للحوار مع الآخر".[c1]حبر علي ورق [/c] وأضاف الوزير اللوزي "لقد أقر وزراء الإعلام واللجنة العربية الدائمة للإعلام العربي قرارات مهمة ولكن لأنه لاتوجد قنوات وآليات لتفعيل العمل تبقى القرارات حبرا علي ورق. ولكن إصدار تشريعات نتفق عليها جميعا وعلي ماتحتويه بما فيها أهدافها على الأقل في الجانب الاقتصادي يمكن أن يفعل شيئا، فالسوق العربية المشتركة صدر بها قرار قبل40 عاما ولم تتحقق حتى الآن، واليوم عندما صار لنا أسواق مشتركة مع دول أجنبية بدأنا نفكر جديا في تغيير قوانين الجمارك، لكن يبقي أن يتحول ما يتفق عليه إلي تشريع مقر من السلطات المختصة العربية. ونحن بحاجة إلى آلية سياسية جديدة تطور الأوضاع, وبالتالي سيكون التنسيق في العمل الإعلامي أسهل وأيضا في المجال الاقتصادي, وسيكون النظر في قضايا التنمية من خلال تخصيص أقطار معينة ومناطق لزراعات وصناعات محددة مثلما يحدث داخل الولايات المتحدة، نحن من خلال هذا ننظر إلي السوقالعربية وكما درسنا في المرحلة الابتدائية السودان مثلا يمكن أن تكون سلة الغذاء العربي".[c1] قوميون وإقليميون [/c]وفي شأن كفاءة الإعلام العربي في مواجهة التحديات أكد الوزير اللوزي أن " الإعلام العربي لايزال مقصرا ويقف في مكانه, والدلائل كثيرة مشيرا إلى وجود معوقات في هذا الجانب.وقال " الوضع مرير ولا أخفيك أن اجتماعات وزراء الإعلام العرب تكون إيجابية., والاجتماع ندخله قوميون والمصلحة القومية حاكمة لما نقوله, وللأسف نعود إلي بلداننا بشكل آخر، فمثلا في القضية الفلسطينية نتخذ قرارات وعندما أصل إلي صنعاء أصدر تعميما إلي وسائل الإعلام بهذه التوجيهات لكن لايوجد تنسيق في يوم من الأيام تكون فيه برامج عربية موحدة مثل يوم الأرض". [c1]تعاون مشترك[/c]وفي سؤال حول التعاون الإعلامي بين اليمن وجمهورية مصر العربية أوضح الوزير اللوزي أن اليمن تريد "تطوير التعاون الإعلامي مع مصر بشكل أفضل.. لدينا تعاون مع القطاع الاقتصادي في إتحاد الإذاعة والتليفزيون ونأخذ مواد وبرامج، وهناك مجالات تدريب مع الإتحاد ونريد تعاونا أوسع بالنسبة للمؤسسات الصحفية المصرية وخاصة في مجال التدريب, نحن بحاجة إلي الخبرات المصرية حتى لو اضطر الأمر إلي استدعاء من يأتي عبر البرامج الممولة من دول أخري مثل ألمانيا والدنمارك,.وأضاف " كانت هناك فكرة لإنتاج عمل درامي مشترك من خلال عمل وطني يحكي عن الحركة الوطنية اليمنية ودور مصر فيها وهو عمل يوثق جهود مصر من خلال مسلسل لكن يبدو أن الإخوة في مصر أطالوا في دراسة الأمر أو ترددوا, ونحن مستعدون لتطوير النص والفكرة لأنهم يبحثون عن جدوي لتسويق العمل, ونتمنى أن تكون هناك خطوات أوسع في هذا الاتجاه, ونحب أيضا أن نسمع من الإخوة في مصر وأتطلع إلي زيارة مدينة الإنتاج الإعلامي، ونتطلع إلى الاستفادة من تجربة مصر في وضع معايير لإنشاء القنوات الفضائية الخاصة لأننا نتجه نفس الاتجاه، ولانريد إعلاما خاصا يتحدث عن قضايا مذهبية أو غيرها ومصر خطت خطوات جيدة في محاربة هذه الظواهر المذهبية والطائفية وإعلامها يقدم الإسلام والديمقراطية بشكل جيد لايركز علي أي بعد طائفي ونحن نريدأن نتعلم من مصر.