حضر المهرجان التكريمي لجمعية المنشدين اليمنيين .. رئيس مجلس الشورى :
صنعاء / سبأ:حضر رئيس مجلس الشورى الأخ عبدالعزيز عبد الغني المهرجان التكريمي الأول الذي أقيم أمس الأحد في قاعة المركز الثقافي بصنعاء بتنظيم من جمعية المنشدين اليمنيين في الذكرى العشرين لتأسيسها.وحضر الحفل وزيرا الثقافة والشئون الاجتماعية والعمل الدكتور محمد أبو بكر المفلحي والدكتورة أمة الرزاق علي حُمد وعدد من أعضاء مجلسي والنواب والشورى والسفراء وأعضاء جمعية المنشدين اليمنيين من مختلف محافظات الجمهورية.وفي المهرجان الذي أقيم برعاية فخامة الأخ رئيس الجمهورية ألقى رئيس مجلس الشورى كلمة عبر فيها عن سعادته بحضور المهرجان الذي وصفه بأنه نفحة طيبة من روح هذا الوطن العابق برائحة التاريخ الشجي بألحانه الخالدة، وتأسيسٌ موفقٌ لتقليد سيشجع على المنافسة في حقل الإنشاد الإبداعي المتميز.وقال: إن الإنشاد الدينيَّ، فوق كونه صوتاً شجياً مطرباً بأعذب الكلام وأطهره، هو أيضاً واحد من التجليات العظيمة، التي تعبر عن جوهر الإنسان، وتطور الثقافة والفنون في اليمن.وهو أيضاً أحد الدلائل البارزة على مستوى الرعاية التي توليها الدولة، في ظل القيادة الحكيمة لفخامة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية، للثقافة والفنون وإرثهما الخالد الشفهي والمادي.وتوجه رئيس مجلس الشورى عبد العزيز عبدالغني إلى رئيس وأعضاء جمعية المنشدين اليمنيين بالتهنئة الخالصة على النشاط والتميز، وعلى الحضور البارز للأنشودة والموشح الدينيين اليمنيين، اللذين حملتهما إلى العالم حناجر ذهبية صداحة بأعذب ما يُنشد ويُغنَّى ويُثير الشجى في النفس.وقال: لقد نجح هذا الحضور الكبير في جذب انتباه العالم، إلى أداء مبدعٍ قل نظيره لدى منتسبي هذا اللون من الإنشاد الديني في عالمنا، ونجح المنشدون اليمنيون كذلك، في تأكيد القيمة المطلقة للصوت الذي يشكل بديلاً مذهلاً للآلة الموسيقية، حيث يقدم المنشد من خلاله تنويعات مبهرة، تصدرُ عن تنوعٍ في ألوان النشيد الديني الرائع في وطننا اليمني الكبير.وأضاف: إنكم أيها المنشدون تستحقون هذا التكريم، لأنكم أجدتم في هذا الميدان الثقافي الإبداعي، ونهضتم بدور مواز يتجلى في الاعتناء بكنوز الإرث الإبداعي الشعري لليمن.واختتم كلمته بتهنئة المكرمين والمبرزين في هذا المهرجان من المنشدين اليمنيين، وبالتعبير عن أمنياته الطيبة بأن تتواصل هذه الفعاليات الإبداعية المتميزة.من جانبه أشاد وزير الثقافة الدكتور محمد ابوبكر المفلحي بجمعية المنشدين اليمنيين التي صنعت لها اسماً على المستويين العربي والإسلامي، وتميزت في إظهار الإنشاد والموشحات اليمنية بعمق الكلمة وروحانية النغم ما جعلها تمتد لتصل إلى كل بقاع العالم الإسلامي.كما نوه الوزير بالاحتفال بمناسبة مرور20 عاماً على تأسيس الجمعية وتكريم كوكبة من رواد الإنشاد اليمني من صنعاء وحضرموت وزبيد وتعز وحجة والمحويت وذمار واب وريمة وغيرها من المحافظات اليمنية. وقال الوزير المفلحي إن إقامة المهرجانات الانشادية يعد إحياء لهذا الفن البديع الذي تغنى به اليمنيون عبر الأزمان فكان فنهم الأصيل، معتبراً الإنشاد مدرسة تلقن المجتمع قيم الخير ومبادئ العدل والمحبة والتسامح والعفاف.وأعرب عن سعادته لانتشار مؤسسات المجتمع المدني المهتمة بالشأن الثقافي، مبيناً أن الوزارة تسهم في دعم أكثر من 130 مؤسسة نوعية في المجال الثقافي.فيما ألقى وكيل وزارة السياحة مطهر احمد تقي كلمة أشاد فيها بما حققته الجمعية منذ تأسيسها من نجاحات، في التعريف بالفن الإنشادي اليمني وإبرازه ليس على مستوى اليمن فحسب وإنما في بلدان العالم، من خلال مشاركاتها الخارجية، وآخرها حصولها على المركز الأول خلال مشاركتها مؤخراً بدار الاوبرا المصرية. وتمنى أن تتوسع أنشطة الجمعية، لتشمل إنشاء معهد خاص لتعليم فنون ومدارس وأسس الإنشاد اليمني الأصيل، ومركز بحوث يعنى بدراسات الفنون الإنشادية والتنقيب في بدائع التراث الإنشادي اليمني،إلى جانب التوسع في فروعها في محافظات الجمهورية اليمنية. كما ألقى عضو مجلس الشورى الدكتور المؤرخ حسين العمري كلمة أشاد فيها بمكانة الإنشاد اليمني و دوره في التغني بالحب والجمال قديماً، من خلال أناشيد المناسبات كالأفراح والأتراح و ما يتردد على مسامع مختلف طبقات الناس في تلك المناسبات فيزيدهم فرحاً وطرباً أو يشجيهم ويخفف أحزانهم بأي مصاب جلل في رحيل عزيز لهم. ولفت العمري إلى المراحل التي مر بها هذا الفن بعد رحيل الرائدين الكبيرين المربي والمنشد محمد علي النعماني واحمد بن إسماعيل موسى و طبقتهما في سبعينيات القرن العشرين، بمرحلة من الركود الذي أوحى بإرهاصات لم تكن متوقعة قادها جيل جديد حينها من تلاميذ ذلك الجيل المبدع في مقدمتهم قاسم زبيدة وعلي محسن الأكوع ويحيى المحفدي وعبد الرحمن مداعس وغيرهم الذين تداعوا وأسهموا في تأسيس جمعية المنشدين اليمنيين قبل عقدين من الزمن حتى أصبح الحلم حقيقة. متمنياً للجمعية المزيد من التعاون والتلاحم والإبداع.من جانبه ألقى رئيس جمعية المنشدين اليمنيين علي محسن الأكوع كلمة استعرض من خلالها ابرز اهتمامات الجمعية منذ تأسيسها عام1989م، باعتبارها أول و أهم كيان ثقافي يهتم بالتراث الإنشادي اليمني الأصيل ،وأول كيان ثقافي إبداعي فني يؤسس لفن الإنشاد من خلال توثيقه لهذا الإبداع سواءً فيما يتعلق بأصوات المنشدين الكبار الراحلين، أو الذين مازالوا في ذروة العطاء والإنتاج، أو فيما له علاقة بتأهيل المنشدين تأهيلاً منهجياً من خلال تثقيفهم وتعليمهم أصول الإنشاد كمدارس قائمة ومستقلة بذاتها ساهم في تأسيسها علماء وفقهاء وشعراء ومثقفون ومنشدون يمنيون كبار من أبرزهم الشيخ الحافظ محمد حسين عامر، محمد علي النعماني، وعبد الرحمن الحليلي، ومحمد السراجي، والرموش، وغيرهم. ولفت إلى الحضور الذي سجلته الجمعية خلال مسيرتها الحافلة بالمشاركات الإنشادية المحلية والعربية والدولية والحضور الفاعل والجوائز التي حصدتها في أكثر من محفل إنشادي،منوهاً بالدعم الذي حظيت به الجمعية من قبل العديد من الشخصيات الرسمية والاجتماعية البارزة في بلادنا،والوقوف مع الجمعية ومتابعة تطوراتها ونجاحاتها برعاية واهتمام بالغ. وأكد اهتمام الجمعية وحرصها على التوثيق للثقافة من خلال الإنشاد كفن إبداعي ثقافي حضاري وعلى أهميته كظاهرة اجتماعية تزخر بالقيم والكلمة الطيبة عبر غرر وبدائع وروائع الشعر اليمني العربي الأصيل وخصوصاً فيما يتعلق بالنبويات والإلهيات والغزليات والاجتماعيات. كما أكد أهمية التوثيق لرواد الإنشاد اليمني والتنويه بهم والإشارة إليهم مبدعين كباراً والتأكيد على أهمية هذا الضرب من الإبداع لا على صعيد الثقافة اليمنية العربية فحسب بل الإنسانية. وكذا دعم برامج الجمعية المستقبلية فيما يتعلق بتحقيق وطباعة وتوثيق المخطوطات الشعرية والمؤلفات الثقافية المتعلقة بالإنشاد بالذات. إلى ذلك ألقى المنشد الكبير قاسم زبيدة كلمة عن المنشدين اليمنيين، ورئيس فرقة المسرة محمد احمد الكاف كلمة عن المكرمين أكدتا أهمية الإنشاد اليمني وخصوصيته وغزارته وتنوعه،وجدارته بالمزيد من اهتمام ورعاية الجهات المعنية، ودعمها لهذا المجال الفني الإبداعي الفريد، وبما يمكن من الحفاظ على تراثية الإنشاد والموشحات الدينية والاجتماعية والظهور بألوانها المتنوعة على مستوى العالم. وتخلل الحفل - الذي تم من خلاله تكريم أكثر من 62 من المنشدين اليمنيين المبرزين ممن أسهموا في دعم وتطوير العمل الإنشادي في اليمن - فقرات إنشادية قدمتها العديد من الفرق الإنشادية التابعة لجمعية المنشدين اليمنيين عبرت عن خصوصية المناسبة.