الصدر يعدل عن دعوته بزيارة سامراء وسقوط قذائف على المنطقة الخضراء
بغداد/ 14 أكتوبر/رويترز:قال الجيش الأمريكي أمس الجمعة ان خمسة جنود أمريكيين قتلوا الخميس في هجوم بقنبلة على دوريتهم في جنوب بغداد ليرتفع إلى 100 عدد الجنود الأمريكيين الذين قتلوا في العراق هذا الشهر. ويؤكد سقوط القتلى الخمسة في كمين منسق فيما يبدو تعرضت فيه القوات الأمريكية لهجمات بنيران الأسلحة الصغيرة والقذائف الصاروخية الثمن الذي يدفعه الجنود الذين يخوضون حربا تتراجع شعبيتها على نحو متزايد في الولايات المتحدة. وقال الجيش الأمريكي في بيان ان سبعة جنود آخرين أصيبوا بجروح في الهجوم. ودعا الرئيس الأمريكي جورج بوش الخميس الى التحلي بالصبر بشأن إستراتيجيته في العراق وهو يعمل على منع انشقاق مزيد من الجمهوريين الذين يتشككون في أسلوب معالجته للحرب. وبهذا العدد من القتلى يرتفع عدد الجنود الأمريكيين الذين قتلوا في العراق هذا الشهر حتى الآن إلى 100 . ويقل هذا العدد عن عدد الجنود الأمريكيين الذين قتلوا في مايو والذي بلغ 126. لكن بعد مقتل 104 جنود في ابريل يعتبر الربع الثاني من العام الجاري الأكثر دموية للقوات الأمريكية منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للإطاحة بالرئيس الراحل صدام حسين في عام 2003م.وأرسل الرئيس الأمريكي جورج بوش 28 ألف جندي إضافي أغلبهم توجه الى بغداد لدعم الأمن ومنح وقت لرئيس الوزراء العراقي الشيعي نوري المالكي للتوصل الى تسوية سياسية مع الأقلية السنية التي دخلت في دائرة عنف مع الأغلبية الشيعية. وفيما يبرز القلق بخصوص العنف قال أمام مسجد ان الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر وجه رسالة الى أتباعه تقضي بإلغاء دعوتهم لزيارة مسجد شيعي تعرض للتدمير في مدينة سامراء التي تسكنها أغلبية سنية الأسبوع المقبل بسبب تدهور الأوضاع الأمنية.
وقال الشيخ اسعد الناصري المقرب من الصدر في خطبة الجمعة بمسجد في مدينة الكوفة التي تسكنها أغلبية شيعية إن الحكومة لن تقدر على حماية الزوار في التجمع الذي كان مق ررا في الخامس من يوليو. وكان الصدر قد دعا قبل أسبوعين أتباعه إلى "الزحف" الى سامراء بعدما فجر مسلحون يشتبه في كونهم من تنظيم القاعدة مئذنتي مسجد الأماميين العسكريين بها في 13 يونيو. وكان مسلحون دمروا القبة الذهبية الشهيرة للمسجد في فبراير 2006 مما أشعل موجة من العنف الطائفي. وقال الجيش ان الهجوم القاتل الخميس وقع في جنوب بغداد في منطقة تشتهر بهجمات القنابل التي تزرع على جانب الطريق. وقال البيان "تم إجلاء جميع الجرحى الى مستشفى ميداني في أعقاب الهجوم. وعاد أحد الجنود إلى عمله." وحذر قادة أمريكيون من زيادة عدد الخسائر مع نشر مزيد من الجنود في العاصمة وحولها بموجب حملة أمنية بدأت في فبراير. ويشير عدد القتلى والجرحى في هجوم الخميس إلى ان القنبلة من النوع الذي يطلق عليه متفجرات خارقة للدروع التي يمكنها ان تدمر دبابة من طراز ابرامز. ويقول مسؤولون أمريكيون ان مكونات المتفجرات الخارقة للدروع تأتي من إيران التي تتهمها واشنطن بإذكاء العنف في العراق. وتنفي طهران الاتهامات. وتحت تأثير ضغوط متزايدة لتحقيق نتائج ايجابية من زيادة عدد القوات الأمريكية أشار بوش الخميس الى مؤشرات على ما وصفه بأنه "تقدم هادئ على الأرض". وزاد إحساس الإدارة الأمريكية بالحاجة الملحة لذلك خلال فترة العد التنازلي قبل التقرير المنتظر في سبتمبر عن تحقيق تقدم في الحملة الأمنية والذي سيعرض على المشرعين. وأوضح الديمقراطيون الذين يسيطرون على الكونجرس أنهم يأملون في استخدام التقرير كقوة دافعة للضغط من أجل جدول زمني لانسحاب القوات الأمريكية وهو ما يرفضه بوش بإصرار. لكن مع اقتراب حملة انتخابات الرئاسة في عام 2008م فان عددا من أعضاء الحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه بوش يختلفون معه بشكل متصاعد بشأن حرب العراق التي تظهر استطلاعات الرأي ان أغلب الأمريكيين يعارضونها. وأعلن السناتور الجمهوري البارز ريتشارد لوجار عضو لجنة العلاقات الخارجية هذا الأسبوع ان إستراتيجية بوش غير ناجحة وانه يتعين على القوات الأمريكية ان تبدأ الانسحاب. ميدانياً قال شهود عيان أمس الجمعة إن عددا من قذائف المورتر سقط على المنطقة الخضراء شديدة التحصين وسط بغداد وان سحب الدخان تصاعدت من المكان.وقال أحد الشهود ان "سبعة قذائف هاون (مورتر) سقطت عصر أمس على المنطقة الخضراء باتجاه مقر السفارة الأمريكية وان دوي سقوطها وانفجارها سمع بشكل واضح وقوي من أماكن عديدة قريبة من المنطقة."وأمكن مشاهدة سحب من الدخان الأسود تتصاعد من أماكن عديدة لسقوط القذائف كما سمع دوي انطلاق صافرات الإنذار في المنطقة التي تضم مقار الحكومة والبرلمان كما تضم أيضا عددا من سفارات الدول الغربية.وحلقت طائرات الهليكوبتر الأمريكية في سماء المنطقة بعد قليل من سقوط القذائف.وعادة ما تستهدف قذائف المورتر او صواريخ الكاتيوشا المنطقة التي تحيطها إجراءات أمنية مشددة.وكان عدد من العاملين مع الجيش الأمريكي من المتعاقدين الأجانب قتلوا في فترات سابقة نتيجة لسقوط قذائف.