القاهرة / متابعات:يسعى المجلس الأعلى للآثار في مصر لاستكمال مشروع تطوير آثار اللشت "عاصمة مصر في الدولة الوسطى الفرعونية" والتي تحوي في جوفها تاريخ الدولة الوسطى الذي مازال غامضا لوجود أكثر أسراره وكنوزه الأثرية مازالت مدفونة تحت الأرض بهذه المنطقة التي يصفها أثريون بالمنطقة البكر التي لم يقترب منها أي أثري منذ ما يقرب من قرن من الزمان.مصدر أثري من العاملين بالمنطقة - وفق موقع "الحزب الوطني الديمواقراطي" المصري - قال أنها كانت تسمى في العصر الفرعوني "اثت تاوي" بمعنى القابضة على الأرضيين، وقد اتخذت عاصمة لمصر في بداية عصور الأسرات الفرعونية وتعد المنطقة امتدادا لجبانة منف الأثرية الشهيرة حيث تقع جنوب منطقة دهشور "50 كيلو متر جنوب القاهرة" ويحدها من الجنوب منطقة ميدوم الامتداد الأخير لجبانة منف.مضيفا: ان الملك أمنمحات الأول هو الذي أنشأ هذه المنطقة حيث قام ببناء مجموعته الهرمية والمكونة من معبد الوادي والطريق الصاعد والمعبد الجنائزي والهرم المسمى باسمه وحولها توجد مقابر خصصها لكبار رجال الدولة في عصره تم الكشف عن بعضها في بداية القرن الماضي بواسطة بعثة أثرية أميركية.موضحا أنه بعد أمنمحات الأول جاء ابنه سنوسرت الأول الذي تولى الحكم وقام أيضا بانشاء مجموعته الهرمية في موازاة قرية السعودية الحالية وتكونت المجموعة من معبد الوادي والطريق الصاعد ومعبد جنائزي بالاضافة الى هرمه، ودفن بجواره كبار رجال الدولة في ذلك الوقت ومنهم على سبيل المثال قائد الجيش المدعو امني وكبير الكهنة سنوسرت عنخ.والمشروع الذي ينفذه المجلس حاليا يشمل نقاطا مهمة يأتي على رأسها تقليل نسبة المياه الجوفية لضمان عدم تأثيرها على غرفتي الدفن الملكية داخل الهرمين خاصة، بالاضافة إلى ترميم دقيق شامل لنقوش مقبرة سنوسرت عنخ والتي تحوي مئات من التعاويذ ونصوص الأهرام والتي تتضمن التاريخ العقائدي للديانة المصرية بجانب ترميم المعبد الجنائزي لسنوسرت الأول والذي عثر فيه على تمثال ملكي للملك سنوسرت الأول بالحجم الطبيعي.كما يتضمن وضع لوحات إرشادية على طريق ترعة المريوطية المؤدي إلى منطقة اللشت، بالاضافة لإنشاء مجمع سياحي لخدمة السائحين بالمنطقة يتكون من بازارات وكافيتريات.فضلا عن انشاء عدة طرق ممهدة وبتربة بلون مناسب لطبيعة الأرض توصل بين الهرمين، وكذلك انشاء مبنى إداري للمنطقة يتكون من قسم للترميم بنوعيه الدقيق والمعماري وكذلك مقر إداري لشرطة الآثار، بالاضافة إلى إجراء عدة حفائر بالمنطقة خاصة بالمقابر المكتشفة حديثا مثل مقبرة "إن جر حتب" وخاصة أن المنطقة مازالت بكرا في آثارها ولم يتم الحفر بها منذ أكثر من قرن.وأكد الأثريون أن تاريخ الدولة الوسطى مازال مدفونا بهذه المنطقة لكنهم يرون أن حل المشكلات الموجودة حاليا وأهمها خفض منسوب المياه الجوفية على غرفتي الدفن داخل الهرمين سيؤدى إلى بدايات حقيقية للتنقيب الأثري. ينتظر هذا المنطقة رواج سياحي كبير بعد انتهاء مشروعات التطوير والكشف عن أسرارها الأثرية، بالإضافة للمشروعات التي تنفذها الدولة والتي ستنعكس إيجابا على التدفق السياحي للمنطقة ومنها مشروع محور المريوطية وتوسعة الشارع الذي يصل من منطقة الأهرامات إلى المنطقة الأثرية بدهشور.