اعداد/ عبدالله بخاش: الثابت تاريخياً وعلمياً ودينياً ان الصوم ضرورة من ضرورات الحياة لما له من فوائد نفسية واجتماعية وجسدية ، لذا نقرأ في القرآن الكريم ( ياأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون).اذن فتلك حقيقة مقررة في القرآن الكريم لا جدال فيها ، وباستقراء التاريخ نجد أن قدماء المصريين وخاصة الكهنة ورجال الدين كانوا يصومون وكانت مدة الصيام من اسبوع لستة اسابيع.وكان الصينيون القدماء يصومون ايضاً وقد اخذ اليونانيون القدماء عادة الصوم عن قدماء المصريين ، لكننا نرى ان الرومانيين يلجأون إلى الصوم طلباً للنصر على اعدائهم ، ونلاحظ ان اليهود يصومون ويهتمون اكثر بالصوم عندما يتعرضون لخطر من الاخطار ، او وباء من الاوبئة الفتاكة ، والنصارى ايضاً لهم طريقتهم الخاصة بالصوم.والاغرب من ذلك ان بعض الحيوانات تصوم حفاظاً على نفسها وجنسها ، واستجابة فطرية لظروفها وتكوينها ، بل اننا نرى الاطباء في حالات معينة يأمرون مرضاهم بالصيام جزئياً او كلياً لفترات محددة ، وقد يكون الصوم عن انواع بعينها.فلا عجب ان رأينا العالم الشهير الحائز على جائزة نوبل (اليكسيس كارل) يقول في كتابه (الانسان ذلك المجهول ) ان كثرة الطعام وانتظامه ووفرته تعطل وظيفة ادت دوراً عظيماً في بقاء الاجناس البشرية وهي وظيفة التكيف على قلة الطعام ، ولذلك كان الناس يلتزمون الصوم في بعض الاوقات .ونلاحظ ان الدين الاسلامي قد حبب المسلمين في الصوم في غير ايام شهر رمضان ايضاً فنجد النبي صلى الله عليه وسلم يجعل منه امراً اختيارياً في مناسبات معينة، فمن صام رمضان واتبعه بست من شوال فكأنما صام الدهر كله، ثم هناك صيام يوم عرفة وصيام ايام من رجب وشعبان ومحرم، واستحباب الصوم في يومي الاثنين والخميس ، وصيام الكفارات بمختلف انواعها.وان هذه الحقائق الباهرة تجعل من الصوم عبادة عظيمة بعيدة الأثر في سلوك الانسان وصحته ونقاء روحه وجسده.
|
رمضانيات
صوموا تصحوا
أخبار متعلقة