القاهرة / وكالات :دعا مثقفون عرب وأجانب الاثنين الماضي في القاهرة إلى النضال ضد فكرة صدام الحضارات داعين في الوقت نفسه إلى حماية الخصوصيات الثقافية للدول.واعتبر الكاتب والروائي جمال الغيطاني ونظيره الإيطالي، مدير معرض تورنتو الدولي للكتاب أرنستو فيرارو أن فكرة صدام الحضارات تحولت إلى احتلال ونهب بفرض قوة معينة هيمنتها على البلدان الأخرى ملاحظين أن الخصوصيات الثقافية أصبحت نتيجة لذلك مهددة بالطمس وإلصاق تهمة الإرهاب بها.وأكد الغيطاني أهمية دعم جهود التواصل وتقوية الجسور بين العالمين الغربي والعربي.وبدوره أشار الكاتب الإيطالي أرنستو إلى أن الاختلاف الثقافي أمر هام مشددا على ضرورة دعم التعارف والتقارب في إطار استقلالية الكيانات والهوية الثقافية والحضارية.وأضاف "لسنا بصدد البحث عن هوية واحدة وثقافة واحدة تذوب فيها الخصائص الثقافية وتندثر ولكن علينا إعلاء شأن الخصوصيات الثقافية واحترامها".ومن جهة أخرى قال جمال الغيطاني إنه تأثر بعدد كبير من الكتاب الإيطاليين وفي مقدمتهم دانتي وإيتالو كلفنينو وأرنستو فيرارو وإنجاريتو موضحا أن الأدب الإيطالي سواء القديم أو الحديث شكل جزءا من تكوينه الروحي.وذكر في هذا السياق بالعصور القديمة والعلاقة التي جمعت بين يوليوس قيصر وكيلوباترا ملكة مصر.وقال "إننا كمصريين سعينا إلى الأدب الإيطالي وأقمنا جسور الحوار معه لكن الإيطاليين بالمقابل لم يقوموا بنفس الجهد الذي بذلناه، بل إنني أرى أن العلاقات المصرية الإيطالية كانت في الماضي أقوى كثيرا من الوقت الحاضر، لقد كانت اللغة الإيطالية هي لغة الإدارة في مصر في القرن التاسع عشر".وعن أهمية الكاتب أرنستو فيرارو قال الغيطاني إنه واحد من أهم كتاب الرواية في إيطاليا في الوقت الراهن، وهو مدير معرض تورنتو أحد أهم المعارض في العالم.وتضم مدينة تورنتو مجموعة من أهم مجموعات الآثار المصرية في العالم بعد المتحف المصري بالقاهرة وفيها أهم مخطوط مصري في العالم لكتاب "الخروج إلى النهار" وهو الكتاب المقدس المصري القديم والمعروف خطأ بأنه "كتاب الموتى".وفي نفس الإطار أعلن الكاتب الإيطالي فيرارو أن الثقافة المصرية ستكون ضيف شرف معرض تورنتو الدولي في دورته القادمة كما كانت الثقافة الإيطالية ضيف شرف معرض القاهرة للكتاب.وأضاف أن مصر تعيش في داخله وفي كتاباته، فله روايتان تدور أحداثهما على أرض مصر أولهما رواية حول الحملة الفرنسية التي قادها نابليون بونابرت على مصر في أواخر القرن الثامن عشر، لكنها لا تهتم بالحملة بقدرما ترصد الأجواء المصرية.وتتناول الرواية الثانية قصة حقيقية استقاها من مخطوط بردي مصري في المتحف المصري بإيطاليا، وتدور أحداثها في مدينة الإسكندرية حوالي ثلاثين عاما قبل الميلاد أثناء حكم الملكة كيلوباترا لمصر.وقال فيرارو إن مدينة الإسكندرية وقتئذ أشبه بمدينة نيويورك الآن، تتعايش فيها مختلف الثقافات والعرقيات معربا عن أسفه لضعف الاطلاع على الثقافة العربية والإسلامية في الوقت الحاضر.وعزا هذه الوضعية إلى نقص الترجمات حيث إن الأعمال المترجمة إلى الإيطالية لا تزال قليلة، والمترجمون حسب قوله ركزوا جهودهم على ترجمة الأعمال الكلاسيكية مثل مؤلف رحلة ابن بطوطة وألف ليلة وليلة.
|
ثقافة
مثقفون عرب وأجانب يدعون لمواجهة فكرة صدام الحضارات
أخبار متعلقة