" ألفريد هيتشكوك ALFRED HI TCHCOCK) “1899 – 1980م) اشتغل في الأفلام وجميع الأعمال السينمائية في استديوهات بريطانيا مما جعله يملك خبرة واسعة مكنته أن يبدأ أول أفلامه الصامتة عام 1926م وعام 1929م أخرج أول أفلامه السينمائية الناطقة بعد ظهورها عام 1927م.يعتبر واحداً من جيل العمالقة في السينما العالمية وقبل ذهابه إلى أميركا قدم موضوعات مختلفة من بينها بعض أفلام الغموض والتشويق.وقد اكتشف نفسه في أميركا عام 1940م بفيلم ربيكا Rebecca وأحدث ضجة كبيرة مما أعطاه دفعة لعمل أفلام عديدة بعد ذلك بابتداعه أسلوباً جديداً هو الإثارة والتشويق يتخللها الغموض فجذب إحساس المشاهدين وشد انتباههم منذ أول الفيلم وحتى نهايته فقد أحسن قيادة الممثل كما اكتشف ممثلين وممثلات ومنهم أنجريد برجمان عام 1945م وكان صانعاً بارعاً لأفلامه.يعتبره كبار المخرجين ومن بينهم ( كوستا جافراس ) بأنه أستاذهم.كما يصفه المخرج الفرنسي الكبير ( فرانسوا تروفور ) في مرتبة الأدباء الثلاثة "كافكا – ديستوفسكي – بو " الذين قدموا الأعمال الفنية بالغة التشويق فمثلاً في الموجة الجديدة في فرنسا بعد الحرب العالمية الثانية مباشرة بدأوا يفسرون روايات هيتشكوك السينمائية للخروج بقيم ميتافيزيقية وأخلاقية.فهو لا يهتم بالجريمة بقدر الأسباب التي أدت إليها وهناك عين ثالثة هي العين السينمائية من حقها أن ترى بخلاف ما نرى وهي الكاميرا والزوايا واللقطات في أسلوب إخراجه للأفلام.كشف عقدة القتل فنحن نعرف القاتل ومع ذلك نحن نريد أن نعرف كيف سيتصرف القاتل وكيف سيتم إلقاء القبض عليه أي أن له نظرة فلسفية خاصة ظهرت في أفلامه وبذلك كان له أسلوبه الميتافيزيقي والتشويق ودائماً ما يتآمر مع الجمهور على الممثلين حين كان سائداً في الأفلام الأمريكية آنذاك اتجاهين :1-قاعدة هوارد هوكز Howard Howks وهي كسر الإيهام وأن يعيش المتفرج مع الشخصيات.2-قاعدة فريتز لانج Fret lang وهي محايدة المتفر ج ويبقى يقظاً ويعرف أنه يرى حادثة ويأخذ موقفاً.وبكسره القواعد المتواجدة واتخاذه أسلوبه المميز فتح باباً جديداً احتذى به من جاءوا بنفس اتجاهه في مدرسة التشويق والرعب والإثارة والغموض ليصنعوا أفلام عديدة مع مرور الوقت والإمكانيات المتطورة في الاستديوهات والماكياج ووسائل التقنية الفنية الحديثة، التي ساعدت في ارتقاء السينما وخاصة هذا الاتجاه المتوافرة فيه الأساليب التي وضعها هيتشكوك في أفلامه وكان مؤسساً لها. وكان يمتلك إرهافاً حسياً عاطفياً وجمال تكوينات في كادراته واستخدامه وتطويعه للألوان بداية بفيلم ربيكا 1940م Rebecca حين بدأ مرحلة الإنتاج الهوليودي وفيلم " الشك " Suspicion 1941م والذي يعتبر من أهم أفلامه وفيه يدخل تجربة القلق الإنساني ويعبر عن الاختناق الذاتي والعذابات النفسية والهواجس والآلام التي تحيط بالإنسان ونذكر هنا بعض الأفلام التي تدور في هذه الدوامة :" Foreign Correspondent 1940 / Mr. And Mrs. Smith 1941 Suspicion 1941/ Saboteur 1942Shadow of a Doubt 1943/ Life baet 1943Spell bownd 1945/ Notorious 1946/ Rope 1948 "ودارت أفلامه أيضاً في التعبير النفسي مثلاً في فيلمه (under Capricon 1949) وفيه يصف مزاجية مريض نفسي يصاب بالهذيان ويرتكب جريمة قتل، وفي هذه المرحلة كان يميل إلى لون من المغامرات الجرائمية والبوليسية كفيلم " غريبان في قطار" ( Strangers on a train) 1951 امتزج فيه علم النفس بالفكاهة القاتمة وواقعية التصوير خارج الاستديو وكان هيتشكوك يبني عالمه الفني الملون أحياناً بالرعب والإثارة وأحياناً بالفكاهة فمثلاً فيلم " أني أعترف " 1952 I Confess يدور حول قس يتلقى اعتراف رجل أرتكب جريمة قتل أتهم القس نفسه فيها.وفي فيلم ( النافذة الخلفية ) Reav Window 1954 يتحدث عن رجل مقعد يراقب الأحداث من نافذة ويشاهد جريمة قتل، وتوالت الأفلام بنفس السياق وبعرض ألوان مختلفة مثل :To Catch A thief 1955The Man Who Knew Too much 1956/ The Wrong man 1957Vertigo 1958/ North By Northwest 1959/أما في فيلم (سايكو) 1960 Psycho والذي يعتبره النقاد بمثابة قمة هيتشكوك الفنية عن الانفصام في الشخصية وفيلم " الطيور " The Birds 1963 والذي يحرص هيتشكوك في أول فيلم على تأسيس الألفة المعهودة بين الطير والإنسان ثم تنقلب الآية في أن الطيور تهدد حياته بالفناء فأخذ شهرة واسعة جداً وكما أشرف على إخراج مسلسل أمريكي في مائة حلقة وقد منحته ملكة بريطانيا لقب ( سير).أصبح واحداً ممن أسهموا في ابتداع أساليب جديدة للفن السابع هذا الفن الراقي الذي وضع هيتشكوك اسمه وبصمته فيه بأسلوبه المميز الرفيع، وقد عمل معه نجوم عديدون من الممثلات والممثلين منهم : الممثلون : جيمس استيوارت/ كاري جرانت/ لورانس أوليفيه/ مونتجمري كليفت/ هنري فوندا/ جريجوري بك/ شون كونري/ آنثوني بركينز.. وغيرهم..الممثلات : أنجريد برجمان/ جوان فونتين/ جريس كيلي/ كيم نوفاك/ أيفا ماري سينت/ دوريس داي/ مارلين ديتريش.. وغيرهم.واستمر هيتشكوك يصنع أفلامه والتي عبرت بشكل أو بآخر عن الغموض والقلق والخوف والتوتر عند الإنسان كلها تركت أثراً كبيراً في أفلامه بتعامله مع عنصر التشويق والذي يعبر عن عشق خاص له وهذا ما جعله يقدم شيئاً له مذاق مميز أعطاه أحقية أن يكون ملك التشويق والإثارة والغموض.
|
ثقافة
السينما وملك التشويق والإثارة والغموض
أخبار متعلقة