صافرة قلم
* المتابع لمسيرة منتخباتنا الوطنية يلاحظ أنها تبتلى دائما بالمشاكل الكثيرة التي تعطل مسيرتها وتتسبب بالكثير من الأعطال وتأخير برامج الإعداد داخليا وخارجيا وتعكير صفو الأجهزة الفنية , وتوتر يصيب لاعبينا بكثير من المشاكل المستعصية التي تجعل أفضلهم عندما يخوض المنافسات الرسمية لا يقوى على مجاراة الخصم بالصورة التي كنا نتوقعها منه , وذلك نتيجة المعاناة التي تعانيها منتخباتنا الوطنية في كل مرة , وبمختلف الصور حتى في ترتيب معسكراتنا الخارجية.- وليس بخاف على الجميع ما حدث للمنتخب الوطني الأول حاليا الذي تعطلت مسيرته قبل أكثر من أربعة أشهر تقريبا عندما تعرض المدرب المصري المعروف محسن صالح لأزمة قلبية حالت دون تمكنه من إتمام مهمته, الأمر الذي جعل صالح يبعد مجبرا عن قيادة المنتخب ومواصلة إعداده وأسندت المهمة حينها لمساعده المصري حمزة الجمل المعروف أيضا بقدرته وخبرته ومعرفته التامة باللاعبين اليمنيين بعد قرابة العامين من العمل في اليمن مع المنتخب مساعدا لمحسن صالح الذي أكدت تقارير طبية عدم قدرته على ممارسة التدريب مع ضرورة ابتعاده عدة أشهر, وهذا أمر كان مفاجئا للجميع , وتسبب بشرخ كبير في العلاقة بين محسن صالح وإتحاد الكرة . * فأطراف في إتحاد الكرة رأوا بضرورة أن يسارع الإتحاد بالتعاقد مع مدرب جديد بنفس المستوى أن لم يكن أفضل منه , بحجة مصلحة المنتخب الوطني بعد أن باتت الصورة غامضة وغير محددة بالنسبة لعودة محسن صالح مع وجود إشاعات قوية وتصريحات للأمانة العامة لإتحاد كرة القدم تؤكد أن صالح “ كذب علينا جميعا “ وابتعد على حين غفلة منا, وأن الإتحاد لن يقف موقف المتفرج من “هروبه “ وسيتم مقاضاته في حال تعاقده مع أي منتخب آخر , ثم باشرت لجنة ثلاثية من الإتحاد بالبحث عن بديل لمحسن صالح مع استمرار لهجة التحدي من بعض أطراف الإتحاد لمحسن صالح , وكلنا طالبنا إتحاد الكرة ساعتها بضرورة إيجاد حل للمشكلة وأكد بعضنا وأنا أحدهم أننا سنقف مع الإتحاد في أي قرار يتخذه بإجماع لمصلحة المنتخب نظرا لضيق الوقت حتى خليجي 19 . * واستقر الأمر على البرتغالي جوزيه دي مورس , وتم استقدامه والتعاقد معه وسط بركان من الغضب ومشاعر الإحباط لدى الشارع الرياضي بعد تعطل برنامج إعداد المنتخب , ثم اكتشف القائمون على الإتحاد أن البرتغالي مورس لا يمتلك خبرة التعامل مع المنتخبات , وانه بدأ عمله من تحت الصفر بعد أن أعلن عدم اقتناعه بتشكيلة محسن صالح , بل وقام بالضم والاستبعاد أكثر من مرة , وهو أمر لم يرق لمسئولي إتحاد الكرة الذين رأوا في نهاية المطاف أن أسلوبه لا يتناسب مع مطالبنا الملحة واستعجالنا لإعداد منتخب يمني قوي لخليجي 19 في فترة زمنية ضيقة, وهنا كانت القشة التي قصمت ظهر البعير وخصوصا مع المعلومات التي تسربت للإتحاد أن محسن صالح قد تجاوز مرحلة الخطر على حياته كما كان يخشى طبيا وبات قادرا على العودة إلى الملاعب , وقد أبدى استعداده أيضا للعودة إلى اليمن رغم الضجة التي أحدثها ابتعاده القسري , فكانت الاستجابة سريعة بتدخل رئيس الإتحاد شخصيا الشيخ أحمد صالح ونائبه الثاني الشيخ حسين الشريف . * وهكذا بكل بساطة عاد محسن صالح , ولكن هذه المرة مع الحديث عن مهمة قد تنتهي بانتهاء خليجي 19 في يناير القادم والمبرر الذي أعلنه الشيخ الشريف أن مصلحة المنتخب الوطني هي التي اقتضت عودة محسن صالح , وهذا ما أقنعنا, وهكذا استقبلت وسائل الإعلام الرسمية عودة محسن صالح بكل هدوء بعيدا عن الضجيج الذي يمكن أن يحدثه البعض في قادم الأيام , غير أن الأمر الوحيد الذي يجب أن نفهمه حاليا هو أن الوقت بات ضيقا , وأن مصلحة المنتخب الوطني تستدعي منا حاليا تضافر الجهود ومساعدة محسن صالح في مهمته حتى تنتهي خليجي 19 وبعدها من أراد كشف حساب فليتفضل , فأنا اعلم أن كشف الحساب بات مليئا بالكثير من الخطايا والذنوب التي نعتقد أن إتحاد كرة القدم ارتكبها في حقنا وحق الكرة اليمنية وليس لنا الآن من الأمر سوى أن ندعو للإتحاد ولمحسن صالح بالتوفيق , وأن نترك خلافاتنا جانبا بعض الشيء وأن نراقب أيضا مسيرة إعداد المنتخب ونسعى إلى كشف الأخطاء وإيجاد الحلول لها بصورة عقلانية ومنطقية وليس بصورة متهورة تغلب عليها العاطفة كعادتنا في معالجة مختلف القضايا , فالحكمة اليمانية يجب أن تظهر في مثل هذه المواقف مهما اختلفنا مع إتحاد كرة القدم , فمصلحة منتخبنا فوق كل اختلافاتنا , ونأمل أن يكون ذلك آخر الأوجاع والأحزان .[c1]صافرة أخيرة[/c]* الكل يعتذر عن إجراء مباريات تجريبية ودية مع منتخباتنا , لأن الآخرين قد أعدوا برامج إعدادهم ومبارياتهم قبل أكثر من عام ونحن لا نضع لأنفسنا جدولا زمنيا لإجراء المباريات التجريبية في مواعيد دولية ثابتة , سواء كنا على أبواب مشاركات خارجية أم لا , وآخرها كان المنتخب السوداني لغير المحترفين الذي فضل مسئولوه إقامة معسكر داخلي خاص بهم على أن يعسكروا في صنعاء ويلعبوا مباراة تجريبية مع منتخبنا كان قد اتفق على موعدها , ولكم أن تتخيلوا أن الإتحاد القطري أعلن مؤخرا عن استغرابه من طلب الإتحاد اليمني إقامة مباراة تجريبية بين اليمن وقطر هذا الشهر , فيما قرعة خليجي 19 كانت قد وضعت منتخبنا ومنتخب قطر في مجموعة واحدة , ألا يؤكد ذلك أن “الهوشلية” ما زالت تسيطر على عمل الأمانة العامة لإتحاد كرة القدم التي يفترض أن تدار بعقلية أكثر احترافية..؟!!