تدهشك مصر أنها منذ بدايات التاريخ وهي تحتضن ديانات متعددة ويتعايش شعبها المختلف في الأديان بأمان ودون أي صراعات كالذي يحدث لطوائف من دين واحد أحيانا ، و في مكان واحد وعلى أرض مصر تتجمع آثار للديانات السماوية الثلاثة الإسلامية والمسيحية واليهودية، فيشعر الزائر من زيارته لمجمع الأديان بمتعة نادرة للروحانية العالية المحيطة بالمكان ويكفيه شرفا أنه شهد اثنين من أولى العزم وهما سيدنا موسى عليه السلام وسيدنا عيسى عليه السلام.يضم مجمع الأديان جامع عمرو بن العاص وهو أول مسجد بنى في مصر وإفريقيا ورابع مسجد بني في الإسلام بعد مساجد المدينة المنورة والبصرة والكوفة، بجواره توجد مجموعة من الكنائس والأديرة التي شرفت بتواجد المسيح عيسى بن مريم عليه السلام والسيدة العذراء خلال رحلتهما في مصر، وبجانب هذا وذاك نجد المعبد اليهودي، الذي شهد عبادة موسى عليه السلام لله الواحد الأحد. وبالعودة إلى بداية الفتح الإسلامي لمصر .. نجد أن مسجد عمرو بن العاص يختلف كليا على ما هو عليه الآن فكان سقفه من الجريد والطين ومحمولاً على أعمدة من جذوع النخل وارتفاعه منخفضاً. أما الحوائط فمن الطوب واللبن وغير مطلية ولم يكن له صحن ،أما أرضه فكانت مفروشة بالقش، وبه بئر يُعرف بالبستان للوضوء. ولم يكن به مآذن ولا أية نوع من أنواع الزخارف سواء في الداخل أو الخارج، وكان محراب الصلاة مسطحاً ومرسوماً على الحائط دون تجويف ثم أدخلت التجديدات والتوسعات على الجامع بعد ذلك على مر العصور.كما تضم المنطقة العديد من الكنائس الأثرية التي لها دور في تاريخ المسيحية في أرض مصر، منها كنائس منطقة حصن بابليون. وكنيسة العذراء والمعـروفة بالمعلقـــة - أبو ســرجه - القديســــة بربارة - مارجـــرجس - قصرية الريحــان - دير مار جرجس للراهبات - مار جرجس للروم الأرثوذكس بجانب المعبد اليهودي.وتعد أحد أهم آثار مجمع الأديان وتُعرف بهذا الاسم لأنها شيدت فوق حصن بابليون الروماني على ارتفاع 13 متراً فوق سطح الأرض وبذلك تصبح أعلى مباني المنطقة.وتم تشريف هذا المكان بتواجد نبي الله عيسى عليه السلام ووالدته به خلال رحلة الهروب من بطش الملك (هيردوس) ملك اليهود، وذلك بالمغارة المقدسة داخل الكنيسة، ولذا يقصدها الزائرون من جميع الطوائف المسيحية في العالم، يذكر أن تاريخ إنشاء الكنيسة يتزامن مع تاريخ إنشاء الكنيسة المعلقة واسمها الأصلي (سرجيوس وأخيس) وهما جنديان مشهوران استشهدا بسوريا فى عهد الإمبراطور (مكسيمنانوس).وتعد كنيسة القديسة بربارة من أجمل كنائس الأقباط ، أنشئت هذه الكنيسة في بداية القرن الرابع الهجري وتُعرف أيضا باسم كنيسة السيدة العذرء. يذكر أن المنطقة تحتوى على مجموعة أخرى من الكنائس بالقرب من مسجد عمرو بن العاص داخل مدينة الفسطاط وهى: - كنيسة أبو السيفين - الأنبا شنودة - المشيرية - بابليون الدرج - أبا كبير ويوحنا - الأمير تادرس المشرقى - رئيس المــلائــكة ميخائــيل - دير أبى سيفين للراهبات - مارمينا بزهراء مصر القديمة.يضم أيضا حصن بابليون هذا المتحف الذي أسس عام 1910 على يد مرقس سميكة باشا، وذلك لأهمية وجود مكان يتسع لضم مجموعات آثرية من العصر المسيحى التي تم تخزينها فى إحدى القاعات القريبة من الكنيسة المعلقة ولتسهيل دراسة تاريخ المسيحية في مصر. وتبلغ مساحة المتحف القبطي الكلية، الذي يرصد تاريخ المسيحية في مصر، حوالي 8000 م كما يبلغ عدد مقتنياته حوالي 16000 آثر رتبت تبعا لنوعياتها إلى اثني عشر قسما، عرضت عرضا علميا روعي فيه الترتيب الزمني، وأهم هذه المعروضات كتاب مزامير داود الذي خصصت له قاعة منفصلة. وهذه الاقسام هي:قسم الأخشاب - قسم الأحجار- قسم البرديات - قسم المخطوطات - قسم المعادن- قسم المنسوجات - قسم العاج والعظم - قسم الفريسك- قسم الفخار والخزف- قسم الزجاج- قسم الخوص- قسم الجلود.