14 أكتوبر تتابع الحفريات والتنقيبات الاثرية الجديدة في مأرب
اكتشافة اثرية في معبد المقه بصرواح
مأرب عاصمة الدولة السبئية تلك المدينة التي يفوح منها عبق التاريخ ورائحة البخور واللبان .. مأرب تحاكي آثارها الماضي العريق وتبوح اسرارها بعظمة الحضارة اليمنية وعبقرية وحكمة الانسان اليمني على مر العصور .. الحضارة السبئية بما تحويه من مدن ومعابد ومبان قديمة وآثار ومعالم تاريخه هي ذاكرة الانسان اليمني على أرض سبأ حضارة عريقة صنعها الانسان اليمني تضاهي بذلك اعظم الحضارات في العالم .. إنها مأرب تاريخ خلفه الآباء والاجداد من بناة الحضارة السبئية تلك الحضارة الباقية الظاهرة للعيان والشاهدة على عظمة وعراقة الانسان اليمني والتي تؤكد الدراسات والبحوث الاثرية أنها من أهم المواقع الاثرية في العالم وقيل عنها أنها من أجمل المدن واعظمها في الزمان القديم .. وعلى هذا الاساس كانت وستبقى مثار إهتمام الدارسين والباحثين وعلماء الآثار بل ووجهة لكل البعثات الاثرية فالتنقيبات والاستكشافات تؤكد وجود معالم ومدن أثرية عظيمة تحت الرمال منها بعثة المؤسسة الامريكية لدراسة الانسان في معبد آوام والبعثة الالمانية في عدد من المواقع الاثرية وبعثة ايطالية في براقش وقديماً في الجوية وفي هذه السطور نسجل حصيلة نزولنا الميداني وابراز الاكتشافات الاثرية الجديدة اولاً بأول..في حقل التنقيبات الاثرية بمديرية صرواح وتحديداً في معبد المقه المعروف بمعبد اوعال صرواح ألتقينا عدداً من الاثريين والاختصاصيين في هذا المجال وقد كانت البداية مع الدكتورة ايريس جيرلاخ مديرة المعهد الالماني للآثار بصنعاء مسؤولة التنقيب في معبد المقه بصرواح حيث تحدثت الينا بالقول :نحن نعمل في معبد مدينة صرواح التي تعد إحدى مدن مملكة سبأ وقد بدأنا العمل في عام 0002م بالتعاون مع الزملاء اليمنيين في الهيئة العامة للآثار والمتاحف والمخطوطات والحقيقة أن معبد مدينة صرواح هو مبنى ضخم جداً والعمل جار فيه في عدة مجسات تشمل المدينة بالكامل وفي معبدها يقف نقش عظيم هو نقش كرب ايل وتر الذي يرجع الى مطلع القرن السابع قبل الميلاد ودعنا نقول أنه كان اعظم الملوك السبئيين والذي استطاع أن يربط سيطرة مملكة سبأ الى نجران والى لحج في المحافظات الجنوبية .. وأكدت مديرة المعهد الالماني للآثار بأنه وفي إطار التعاون وضمن العمل الجاري حالياً هناك مشروع تدريب تدعمه المؤسسة الألمانية جي - تي- زد حيث يوجد متدربون من إب ومن ابناء منطقة صرواح والعمل الاثري جار في صرواح ونحن لاندري كم المنطقة التي يتم حفرها خلال العام القادم بالذات ولكن هذه المدينة الجميلة سيتم حفر جزء كبير منها وذلك لتهيئتها سياحياً خاصة وأن الطريق التي تربط صنعاء بمأرب عن طريق حجانة صرواح اصبحت الآن مستخدمة وهذا سوف يؤدي الى إزدهار التنمية السياحية في هذه المدينة..كما تحدث إلينا الاخ صالح حسين الظما مدير آثار صرواح قائلاً .. اولاً نشكر صحيفة 41 أكتوبر على النزول الميداني الى مديرية صرواح وبالتحديد الى معبد المقه بالمديرية حيث تشاهدون بعثة المعهد الالماني للآثار تقوم بعمل الحفريات في آثار صرواح او منطقة صرواح التاريخية واتحدث إليكم من المربع الشمالي من داخل معبد المقه حيث وجدنا في عدة مربعات المذابح القديمة واحواض المياه والكثير من النقوش ورسوم الاوعال ومخارج لتصريف المياه وكثير من الاحجار التي تحتوي على نقوش للاوعال بنيت بشكل عشوائي وقد ربما يعود ذلك الى بداية العصر الاسلامي ومن خلال هذه الحفريات سيتم تجميع هذه الاحجار الى أماكن مخصصة ومن ثم يتم اعادتها الى اماكنها الصحيحة وبطريقة منظمة من قبل البعثة الالمانية والحقيقة أن مدينة صرواح وبالاخص موقع المعبد يوجد عليه سور دائري يمتد لأكثر من 006 متر توجد فيها العديد من الابراج ( النوب) السبئية والتي يتم اكتشافها واحداً تلو الآخر وكل ما نتمناه أن تقوم الدولة والهيئة العامة للآثار بالاهتمام بهذه الآثار وهذا ما عهدناه في ظل قيادة فخامة الاخ / علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية حفظه الله..وفي ذات السياق تحدث إلينا الاخ مصلح علي احمد القباطي مدير عام في الهيئة العامة للآثار والمخطوطات والمتاحف والذي اعطانا صورة شاملة عن مكونات المعبد واهميته التاريخية وما يحتويه من معالم وآثار عظيمة حيث قال في هذا الإطار .معبد أوعال صرواح من أهم المعابد التاريخية قام ببنائه الملك يدع إيل ذرح حيث يتكون المعبد من فناء مكشوف اضافة الى رواق في الجهة الغربية ومن الملاحظ أن الاحجار القديمة لازالت ثابتة في مواضعها ومعبد المقه ذو شكل بيضاوي وهو يتجه من الناحية الجنوبية الى الناحية الشرقية ثم الى الناحية الشمالية ونلاحظ أن الاحجار بنيت بصفين دون استخدام اي مادة من مواد المونة ولكن كان يتم وضع افاريز لوحات الوعول المواجهة للجزء الداخلي للمعبد بالاضافة الى وجود بعض الغرف الصغيرة والتي تم العثور فيها على مجموعة من عظام الوعول والتي كانت تفرز كل مجموعة لحالها اضافة الى نقش النصر المهم والذي قام بكتابته الملك كرب إيل وتر وهو يتكون من جهتين الجهة الاولى يتحدث فيها عن المنشآت السلمية التي قام بإنشائها وهذا اتباعاً عن ماقام به اباؤه من قبل والجزء الآخر من نقش النصر يتحدث عن الحروب الذي قام بانجازها الملك كرب ايل وتر ويذكر فيها اسماء المدن الذي قام بغزوها ومن المعروف أن الملك كرب يعود الى القرن السابع قبل الميلاد وهو أول من قام بتوحيد اليمن ونحب أن نعطيكم فكرة عن نقش النصر بصورة واسعه هذا النقش من أهم النقوش ويتكون من 91 سطراً يتحدث في الجانب الاول عن منشآت الري التي قام بإنشائها وذلك استعداداً لما كان ينجزه والده من قبل وفي الجزء الآخر نجد الانجازات التي قام بها الملك كرب ايل وتر في الجانب الحربي والذي قام بالعديد من الغزوات بهدف توحيد اليمن حيث كان يقوم بغزوات ضد المدن التي كانت تقف ضده وكان ذلك في القرن السابع قبل الميلاد يعني حوالي 086 قبل الميلاد واهم مايميز هذا النقش إنه يذكر اسماء مدن بالاضافة الى أعداد القتلى والأسرى وماتم سبيهم في ذلك الوقت ونقش النصر يعد من اهم النقوش ولا ننسى بأن الملك كرب ايل وتر هو أول من وحد اليمن في القرن السابع قبل الميلاد من نجران الى حضرموت .. من جانبه تحدث إلينا الاخ صادق سعيد عثمان مدير عام الآثار بالمحافظة مشرف التنقيبات والمسوحات الآثرية قائلاً :بداية نقول أن محافظة مأرب هي من أهم المحافظات من الناحية الآثرية وهذا الكلام لانقوله جزافاً او تقليلاً في الآثار اليمنية في بقية محافظات الجمهورية ولكن تظل مأرب هي الأهم من بين جميع المحافظات من هذه الناحية ويكفي تدليل على ذلك أن نشير الى أن محافظة مأرب تشتمل على سبع مدن يمنية قديمة بالاضافة الى عدد كبير من المعابد وعلى رأسها معبد آوام الذي يعتبر مكة في اليمن القديم حيث كان يتم فيه اجراء مواسم معينة للحج وبعد هذا المعبد يأتي من حيث الاهمية معبد مدينة صرواح القديمة فمأرب من الناحية الآثرية حقيقةً بمدنها ومعابدها ومن ضمنها مدينة صرواح تعد من أهم المحافظات كما قلنا سابقاً وبالتالي فإن الاهتمام بالآثار والاهتمام بمأرب من الناحية الآثرية يجب أن يكون بحجم اهميتها فالتنقيبات الآثرية وأن كانت جارية على قدم وساق في مأرب فهذا شيء ممتاز ونحن نؤيده ونسعى إليه .ولكن ايضاً يبقى معنا موضوع الترميمات في نفس الوقت فالآثار الذي تم الكشف عنها بحاجة الى ترميمات لحمايتها من عوامل الطبيعة وتعرضها الى تغييرات جوية وعلى هذا الاساس نحن نسعى جاهدين بالتعاون مع الاصدقاء من أجل حماية وصيانة الآثار وخير دليل على ذلك الظله التي تم عملها على نقش النصر بمدينة صرواح لحمايته من الاطمار والشموس كما إننا نسعى الى ابراز آثار مأرب وتهيئة كل المواقع سياحياً وعلى كافة مستوى المقومات السياحية واهم هذه المقومات هي المواقع الاثرية المختلفة واعود هنا واكرر بأن المواقع والمدن والمعالم الاثرية في محافظة مأرب على درجة كبيرة من الاهمية بل هي أهم الآثار اليمنية على الاطلاق ونود هنا أن نشير الى أن الدراسات الاثرية التي جرت خلال السنوات القليلة الماضية قد اثبتت بأن الانسان عاش على حافة الوادي الذي كان يربط وادي حضرموت بوادي الجوف بمعنى أن وادي حضرموت او مايعرف الآن بوادي حضرموت لم يكن هو هذا الوادي فحسب وانما كان ممتداً وادي نهري دائم الجريان ممتداً من الجوف الى حضرموت ثم يصب على البحر العربي وهذه هي وحدة الارض ووحدة التاريخ ووحدة الطبيعة بما حباها الله من وحدة وتكوين جغرافي واحد واوضح مدير عام الآثار بأنه تم اكتشاف مايزيد عن 00831 قطعة اثرية منها 01 آلاف قطعة آثرية تم الكشف عنها في مديرية مأرب الوادي وأكثر من 0053 قطعة في مديرية صرواح و 003 قطعة آثرية في مدينة براقش وقال أن فترات هذه الاكتشافات تعود معظمها الى ما قبل الاسلام واوضح بأنه تم خلال الموسم الاثري لعام 5002م اكتشاف وتسجيل اكثر من 72 نقشاً اثرياً جديداً بالاضافة الى تماثيل برونزية وعدد كبير من القطع الفخارية القديمة واجزاء من العظام والنقوش والزخارف الاثرية ذات اهمية وقيمة تاريخية كبيرة ..وضمن نزولنا الميداني الى معبد المقه بمديرية صرواح حيث التقينا بالسيد هولجر هتجن المدير الحقلي للتنقيبات الاثرية نائب مدير المعهد الالماني للآثار بصنعاء حيث حدثنا عن أهم الاكتشافات الاثرية الجديدة في معبد صرواح وعن نتائج الحفريات السابقة وأهم المعثورات التي تم الكشف عنها وقد بدأ حديثه قائلاً نحن سعداء أن نعمل في محافظة مأرب وذلك من خلال مواصلة العمل في الموقع الرئيسي بمعبد المقه والذي يعمل فيه المعهد منذ عام 0002م وتشمل اعمال الحفريات تنقيبات ومسوحات اثرية على مراحل مختلفة وعلى أن يشمل مشروع الحفريات والمسوحات الاثرية مدينة صرواح كاملاً ومن ثم تبدأ بعد ذلك مرحلة الترميم واعمال الصيانة للمعبد والمنشآت المعمارية وكل المكتشفات والمعثورات الاثرية ونحب أن نؤكد هنا بأن مدينة صرواح ذات اهمية كبيرة والعمل فيها مهم جداً خاصة وأنه لا توجد هناك مدينة سبئية او منشآت اخرى لها اسوار مثل مدينة مدينة صرواح الاثرية وعلى هذا الاساس نحن نتوقع بأن نخرج بنتائج كبيرة علمية وبحثية مهمة للغاية من خلال هذا العمل الكبير والمشروع الاثري الهام في مدينة صرواح وعن اهم الاكتشافات الاثرية التي اسفر عنها الموسم الاثري لعام 5002م وكذا حفريات الموسم الماضي لعام 4002م تحدث هولجر قائلاً :لقد تمكنا من الكشف عن مجموعة كبيرة من النقوش الاثرية وذلك بجوار المذبح الرئيسي داخل المعبد ومن هذه المعثورات نقش يتحدث عن غزوات كانت تحدث مابين دولة سبأ ودولة حمير والنقش الآخر يتحدث عن القرابين التي كانت تقدم للإله المقة ومنها مجموعة من الخيول والنقوش ذات الاهمية التاريخية اضافة الى افاريز لعدد من الوعول ولقي ومعثورات من الزخارف الاثرية والفخارية ومن اهم الاكتشافات التي تم العثور عليها داخل معبد المقه بمدينة صرواح الكشف عن المعمل الخاص بالصناعات الفخارية والبرونزوالعديد من القطع الاثرية الهامة والتي يمكن من خلالها اعادة كتابة تاريخ الدولة السبئية بتفاصيل اكثر دقة .. وخلال المواسم الاثرية السابقة تم العثور علي مجموعة كبيرة من الاعمدة والاحجار الضخمة والتي تحتوي على كتابات بالخط المسند اضافة الى لوحات وافاريز لمجموعة من الاوعال تصل الى أكثر من 002 وكل مرسومة ومنحوتة بشكل بارز على هذه الاحجار والافاريز واكد هولجر بأن اعمال البعثة ونشاط المعهد الالماني للآثار في صرواح يشمل ايضاً صيانة وترميم وتوثيق كل مايتم الكشف عنه في المعبد من معثورات اثرية ومنشآت معمارية ومنها قمنا بعمل حماية لنقش النصر والذي يقع على المدخل الرئيسي للمعبد وذلك لحمايته من عوامل الطبيعة كالامطار واشعة الشمس كما إننا قمنا بإنشاء مخزن لآثار مصمم على طراز علمي وذلك لحفظ القطع الاثرية وجميع المعثورات التي يتم الكشف عنها اثناء الحفريات في المعبد ..كما تحدثت إلينا الدكتورة سارة يب اختصاصية أثرية في مجال تحليل مادة الفخاروهي تعمل ضمن البعثة الاثرية الالمانية وبالتحديد في موقع المبنى رقم (3) داخل معبد المقه حيث تحدثت قائلة :يحتل هذا المبنى اهمية كبيرة كونه يأتي ضمن النمط المعماري لمبنى آخر في تمنع بمحافظة شبوه حيث يأخذ نفس الشكل لذلك المبنى ويسمى هذا المكان او المبنى المكان الاداري او الحكومي ويعتقد أنه كان يستخدم لحاكم المدينة وهو من أهم المباني في مدينة صرواح له فناء مكشوف يتوسط المبنى بالاضافة اروقة جانبيه تتكون من عنصرين معماريين تحتوي على مداخل يتم من خلالها الدخول الى ساحة المبنى وهناك احتمال بأنه يوجد مقر خاص في وسط المبنى يعتقد أنه مخصص للملك كما تم العثور على عدد من النقوش في هذا المكان وهي تمثل الاساسات لهذا المبنى والذي تم تهديمه في فترات سابقة ويعود تاريخه الى القرن الثالث قبل الميلاد ويعتبر من أهم المباني المرتبطة بالمدينة ومن المحتمل أن يكون المقر الرئيسي للحاكم وليس مبنى ادارياً كما يعتقد وهذا ما سوف تسفر عنه التنقيبات والحفريات خلال المواسم القادمة .وعن أهم الاكتشافات الاثرية وابرزها أكد الاخ / صادق سعيد عثمان مدير عام الآثار م/ مأرب أنه تم :اكتشاف أهم النقوش الاثرية في مدينة صرواح القديمة الواقعة على بعد 04 كم غرب مدينة مأرب الحالية اختتمت اعمال التنقيب الاثاري لعام 5002م والتي اسفرت عن نتائج على درجة كبيرة من الاهمية ابرزها الكشف عن ثاني اهم النقوش اليمنية القديمة المعروفة حتى الآن وهو نقش قاهر الملوك البالغ من الطول 42،7م ومن الارتفاع 27سم اما سمكه فيبلغ 15 سم ويبدأ السطر الاول من سطوره السبعة بذكر صاحبه وهو المكرب السبئي يثع أمروتاربن يكرب ملك وبتقربه للآلهه واعداده للفرق العسكرية السبئية وحشده لحشود تمهيداً للحرب التي شنها انتقاماً ليكرب ملك ولسبأ وأذنة ( وادي ذنة اليوم) .والواقع أن الاهمية الكبيرة لهذا النقش لاتكمن في ذكره لمناطق ومدن لم يسبق أن ذكرت في النقوش اليمنية القديمة المعروفة حتى الآن فحسب ، وإنما تكمن ايضاً في المعلومات التي يقدمها لنا عن جوانب الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية خلال الفترة الواقعة بين نهاية القرن السادس ونهاية القرن الرابع قبل الميلاد : واوضح صادق أنه يشير الى بداية يثع امروتار سلسلة هجماته الانتقامية بضرب ولدعم في ارض قتبان وردمان واوسان فدمر مدنهم وقتل ملوكهم وسلب بواكير محاصيلهم وامعاناً في التدمير والتنكيل فقد كان يجري بعد الاستيلاء على تلك المدن وقتل ملك كل مدينة منها احراقها باستثناء مدينة تمنع التي اكتفي بقتل ملكها وتنصيب ملك جديد عليها من الموالين للآلهه المقه ولسبأ وكذا بالنسبة للردمانيين فقد عين عليهم ملكاً جديداً من الموالين ليثع امروتار او للإله المقه ولسبأ كما يذكر النقش .وبعد انتهاء المعارك التي خاضتها القوات السبئية يذكر النقش مهاجمتها لمدن كمنة وسوك وحبذا في الجوف والتي لم يختلف مصيرها عن المدن التي دمرت واحرقت من مدن ولدعم باستثناء مدينة كمنة حيث حرمت من التدمير والحريق كما هي حال مدينة تمنع .وبعد مهاجمة القوات السبئية لهذه المدن شرعت في مهاجمة دهس التي يحتمل أنها يافع اليوم فقتلت ملكها ثم هاجمت ذو رعين وبعد الفراغ منها هاجمت عين وقال ان النقش اكد بأنه قد بلغ عدد القتلى الذين تمكنت القوات السبئية من قتلهم في جميع المعارك التي خاضتها 000،31 رجل بالاضافة الى الملوك الذين اجهز عليهم.وبعد الانتهاء من ذكر الجوانب او قل المهام العسكرية يبدأ النقش بذكر المناطق التي تم شراؤها وتملكاً ملكاً خالصاً غير منقوص وذلك بما تشتمل عليها من مدن واطيان ووديان وجبال ومراعي ومزارع بالاضافة الى العاملين فيها من اتباع وجواري .اضف الى ذلك بساتين النخيل التي جرى تملكها وتسجيلها في وثائق ابدية والتي بعدها يختتم النقش بالعبارة المشهورة والواردة في كثير من النقوش اليمنية القديمة وهي :يوم نظم كل جماعة ذات إله وحامي وميثاق وتربط افرادها رابطة الدم .كما التقينا ايضاً بالسيد مايك اختصاصي اثري في دراسة اسوار المدن التاريخية القديمة والذي تحدث قائلاً :نحن نقوم في مدينة صرواح بالتنقيب عن سور هذه المنطقة وعلى الابراج الموجودة فيه اضافة الى وجود الواجهات الداخلية للمدينة والمحتوى الداخلي للابراج ومن خلال اعمال التنقيب والبحث يتضح لنا ذلك التباين ومدى الاختلاف للعناصر المعمارية وتعدد الانماط بالنسبة للاحجار من حيث تشذيبها ومتى تم استخدامها والانواع المختلفة للاحجار والشيق في ذلك أن المدينة لم تبن مرة واحدة وذلك من خلال ان الواجهة مختلفة في الابنية جميعها وهذا يؤكد بأن مجموعة من الناس الاغنياء هم من قاموا ببناء هذه المدينة وهو الشيء الممكن فعلاً وتعتبر مدينة صرواح من اهم المدن التاريخية وذلك لما تحتويه من معالم اثرية ومنشآت معمارية واسوار قديمة تميزها عن غيرها من المدن السبئية القديمة .لقد شاهدنا تلك الجهود المبذولة من قبل المختصين في الآثار ومن قبل البعثات الاثرية في المواقع التي يجري فيها التنقيب الامر الذي يؤكد أن محافظة مأرب هي ارض الكنوز الاثرية بل الموطن الاول للحضارة في اليمن وشبه الجزيرة العربية هذا ما أكده عدد من خبراء الاثار والمختصين في الدراسات الاثرية وهو ما سوف نستعرضه في الحلقات القادمة .