تحت ظلال الإسلام
من الشرف الذي أعده الله لهذه الامة ما جعله الله سبحانه وتعالى من الفضل والثواب على القرض ، فمن ذلك ان القرض كعتق رقبة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من منح منيحة لبن او ورق او هدى زقاقا كان له مثل عتق رقبة .ومعنى قوله منح منيحة ورق إنما يعني به قرض الدرهم ، وقوله : أو هدى زقاقا : إنما يعني به هداية الطريق ، وهو ارشاد السبيل ومنيحة اللبن : أن يعطيه ناقة او شاة ينتفع بلبنها ويعيدها ، وكذلك اذا أعطاه لينتفع بوبرها وصوفها زمانا ثم يردها . والقرض : صدقة وقد أخبرنا صلى الله عليه وسلم أنه رأى ليلة الاسراء والمعراج مكتوبا على باب الجنة : الصدقة بعشر أمثالها والقرض بثمانية عشر . وذلك لان الصدقة قد يأخذها الفقير وهو غير محتاج لها وأما القرض فإنه لايكون الا مع الضرورة والحاجة ، ولذلك كان أجر القرض عظيما ، لازالة هذا العسر الطارئ . ولهذا كان يؤكد صلى الله عليه وسلم فضل القرض بقوله : ما من مسلم يقرض مسلما قرضا مرة الا كان كصدقتها مرتين . والقرض تيسير على المعسر وتفريج لكربته وقضاء لحاجته ، ونبينا صلى الله عليه وسلم يقول : من يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والاخرة . ويقول : من نفس عن مسلم كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ، ومن يسر على معسر يسرالله عليه في الدنيا والاخرة . وفي رواية : من فرج عن مسلم كربة جعل الله تعالى له يوم القيامة شعبتين من نور على الصراط يستضيء بضوئيهما عالم لا يحصيهم الا رب العالمين ، ومعنى شعبتين ي قطعتين من ضوء وهاج . وقد جاء في فضل انظار المعسر أحاديث كثيرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فمنها انه تحت ضل العرش يوم القيامة ، قال صلى الله عليه وسلم : من انظر معسر او وضع له اظله الله يوم القيامة تحت ظل عرشه يوم لا ظل الا ظله . ومنها : أنه يستجاب دعوته وتكشف كربته ولا يكتب عليه ذنب حتى ، ويقيه تعالى من فيح جهنم ، وكان له كل يوم مثلي دينه صدقة . وهذا كله جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد قال : من أراد أن يستجاب دعوته وتكشف كربته فليفرج عن معسر . وفي رواية : دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد وهو يقول : أيكم يسره أن يقيه الله عز وجل من فيح جهنم ؟ قلنا يا رسول الله كلنا يسره . قال : من انظر معسرا أو وضع له وقاه الله عز وجل فيح جهنم .