رغم دخولها العقد الرابع
متابعة/ عبدالله الضراسي:قيل (خير جليس في الزمان كتاب) كمنطوق معرفي /ثقافي/ إبداعي/ إنساني، لتشكيل الكتاب على مدى عمر نسيج العملية المعرفية، وعليه عرفت المكتبات كحاضنة لهذه الوسيلة في عمر الحضارة الإنسانية ولهذا ظلت مثل هذه المعالم إحدى علائم حضارة ورقي الشعوب.وحتى عدن في ظل الحكم الاستعماري عرفت ليس فقط المكتبات - أشهرها مكتبة (مسواط) - بل عرفت شكلاً معرفياً يكاد يدخل في أساليب (الغرابة) رغم عدم طبيعية تلكم الفترة الاستعمارية، وهي المكتبات المتنقلة في الأحياء وفق نظام (الاستعارة) لهذا اجتهدت سلطة ما بعد الاستقلال على الارتقاء بوضعية المكتبات، حيث عمدت إلى ضم ما كان متواجداً من معين مكتبي متفرق إلى موحد على طريق قيام (المكتبة الوطنية المركزية) التي تعاقب على قيادتها أعلام أدبية راقية بدءاً بالدكتور سيف علي مقبل أستاذ التاريخ بجامعة عدن سابقاً والسفير بوزارة الخارجية لاحقاً، ومروراً بالشاعر الكبير الراحل عبدالرحمن إبراهيم والأديب الشاعر عبدالله باكداده حيث مثلت المكتبة الوطنية التي قامت دولة الكويت الشقيقة (مشكورة) ببنائها بشكل معقول كهدية منها لشعبنا صرحاِ ثقافياً، إلا أنه مع دخول تقنيات تكنولوجيا الاتصال كان من الأهمية بمكان متابعة المكتبة الوطنية لهذه المتطلبات التكنولوجية من أجهزة حاسوب وتقنيات الميكروفيلم وبقية اللوازم التقنية.هذا من جهة كشكل تقني ومهني وتوثيقي، ومن جهة أخرى أمام تقادم عمر المكتبة كان من الأهمية بمكان الوقوف أمام بقية الإشكاليات الأخرى بدءاً من وضعية المبنى المتهالك خاصة نوافذه الزجاجية السميكة التي صممت وفق إطارات زجاجية قوية وأصبحت معرضة هي الأخرى في حال عدم (صيانتها) لإحداث كوارث بشرية لأن الزجاجات الخاصة بطوابق المبنى سميكة جداً وقد لوحظ أن بعضها مربوط بأسلاك حتى لا تسقط وإذا لا قدر الله وسقطت بعض الواجهات الزجاجية سواء على الشارع الأمامي أو الخلفي فإنها ستحدث (مجازر) مع الأسف الشديد وذلك أن جانبي المكتبة (الأيمن والأيسر) محاطان بأكشاك وكذا ساحتها الخلفية وكأن (المكتبة) قائمة وسط أسواق مصغرة خاصة الخلفية وهي تشكل (قنبلة حرائق موقوتة) مثلما حصل خلال حريق سابق لمحلات الأقمشة الملاصقة لخلفية المكتبة منذ فترة!! ورغم مراسلات المكتبة مع جهات الاختصاص خاصة الشرطة ولكن (لا حياة لمن تنادي).وقد أدى الحريق السابق إلى إتلاف أجهزة فنية بالمكتبة وكميات من الكتب.وثمة متطلبات تفتقدها المكتبة تشكل عائقاً في أداء عملها ومنها أجهزة الحاسوب لقاعة الإنترنت ولقسم الطفل وغياب الدعم الشهري المقتدر لأن مبلغ (14) ألف ريال لا يسمن ولا يغني من جوع.كعب دائر وحائربعد جلوسنا مع الأخت نعمة الغابري مدير عام المكتبة الوطنية ومع الأخ ياسين حمود أستاذ التوثيق وكذا مديرة شؤون الموظفين لمسنا أن المكتبة الوطنية رغم أنها استقبلت الأخ المحافظ منذ فترة وكذا معالي الدكتور محمد أبوبكر المفلحي وزير الثقافة وأبديا (تفهمهما) لمعاناة ومتطلبات المكتبة الوطنية بغية استكمال رسالتها بعد سنوات من العمل الناجح والدؤوب، وحتى قيادة مديرية صيرة (وضعت) في الصورة إزاء هذه المتطلبات سواء الرئيسية أو الآنية ولكن (لا طالت المكتبة لا بلح الشام ولا عنب اليمن) إذ فرحت بجملة التوجيهات من الأخوين معالي وزير الثقافة ومحافظ عدن وكذلك التجاوب الرقيق من قبل وكيل المحافظة سلطان الشعيبي بإعطاء توجيهاته للمؤسسة العامة الاقتصادية من أجل مساعدة المكتبة بخصوص الحاسوب ومع هذا تأمل الأخت مدير عام المكتبة أن تفتح لها أبواب قيادة المحافظة وكذا بقية جهات الاختصاص لتفعيل التوجيهات لتتحول من وعود إلى أعمال ملموسة حتى يتسنى للمكتبة دخول عقدها الرابع وقد تجاوزت إشكالياتها، سواء التقنية وكذلك الفنية وكذلك معاناتها مع بنيتها التحتية وهي طلبات ليست بالصعبة أو المستحيلة بدءاً من أجهزة الحاسوب لقسم الانترنت ولقسم الطفل ودعم المكتبة حتى تتمكن من إنجاز أعمالها.