إن التجربة الصحافية والحربية التي تمر بها بلادنا يجب أن تدفعنا إلى احترام الرأي والرأي الأخر بدون انفعال أو غضب .. وأن نتحاور بأسلوب حضاري راق .. دون تهميش دور الآخرين أو الانتقاص من حقوق الغير .. أو المساس بالثوابت الوطنية أو الدستورية أو القانونية لأنها خطوط حمراء يجب على الجميع أن يقف عندها باحترام وأدب وأخلاق .فالجميع يملك الحق في التعبير وإبداء وجهات النظر من خلال وسائل الإعلام .. ولكن دون اللجوء إلى تغييب دور الآخرين أو السب والشتائم والاستهزاء .نحن اليوم نعيش ثورة في المعلومات والاتصالات التي غيرت الكثير من المفاهيم الإعلامية التي كانت سائدة من ذي قبل .. فالعالم اليوم صار ( قرية كونية واحدة ) لا حدود .. ولا سدود .. لذلك علينا أن نطور من عقولنا .. ومن معارفنا حتى نواكب روح الحداثة المعرفية والعملية والتكنولوجية بصدر رحب وسعة أفق وإلا سوف نكون في مؤخرة الركب .لكننا نعلم يقيناً أن المجتمعات البشرية ليست ملائكية بل لا بد من الخطأ والصواب ، وهذه سنة الله في خلقة إلى قيام الساعة .. ومن هنا ينبغي على صحافة الحليف الآخر أن تتحلى بسلوكيات المهنة ورسالة الصحافة الحقيقية بدون مزايدات أو مناكفات قد تضر أكثر مما تنفع خاصة التي تقود المنطقة إلى عراق جديد .نحن لا نحاكم صحافة المعارضة ولكن عليها أن تنتقد نقداً بناءً هادفاً .. بعيداً عن المهاترات و الجفاء .. وأسلوب التجريح والتقريع .. وإثارة الفتن والفوضى والأكاذيب بين أفراد المجتمع .أين دور رسالة التعددية الصحافية في معالجة الإصلاحات المالية والإدارية .. أو مكافحة الفساد .. أو في طرح دراسات جدوى اقتصادية لمشاريع تنموية أو استثمارية لتعود للبلاد والعباد بالخير الوفير ، والأمن والاستقرار والرخاء ..؟! نحن لا نريد ديمقراطية تباري بأسياف أبنائها ..إنما نريد ديمقراطية تعانق أبناءها بروح رياضية عالية .. وصفاء روحي نقي .لذا علينا أن نتحاور ونختلف ولكن بهدوء وروية .. ونبادر بالإصلاح وطرح الآراء والمقترحات والأفكار في شتي المجالات من أجل هذا الوطن الغالي الحبيب الذي أعطانا الكثير .. ولم نعطه قطرة عرق وفاء وحب وإخلاص بعد ..!!
|
اتجاهات
حرية الصحافة الأخرى إلى أين ؟
أخبار متعلقة