يدرك كل منا أهمية المرحلة الراهنة وطبيعتها والمستجدات الماثلة أمام الجميع في ظل سياسات العولمة والانفتاح ويتجلى ذلك في مشهد وصور ما يدور على الساحة من تطورات دولية وإقليمية وعربية ألقت بظلالها على دول وأقطار وشعوب عدة تأثرت بإفرازات ما يجري وتداعياته، وما من شك في أن بلادنا التي سارت بإرادة شعبها على درب النهوض والتغيير والمواكبة ليست بمنأى عن تلك الانعكاسات التي تشهدها بعض الشعوب والدول وبالتحديد دول العالم الثالث المتطلعة إلى المستقبل بإمكانياتها المتواضعة، ومن الطبيعي أن يطفو على السطح ما يجعلنا نحرص على استيعابه والتعامل معه وإن كنا نكره أن نراه وتدهشنا رؤيته وظهوره بمفاهيم لا تتفق مع بيئتنا بخصائصها ومميزاتها.ومن هنا علينا أن ندرك تمام الإدراك أن ما يدور من مشاهد على الساحة ناتج عن ما ينعكس علينا من تلك الإفرازات ولعل أبرز ما نراه الآن من تلك التداعيات المحمومة قد أكد بما لا يدع مجالاً للشك تبعيته لمؤثرات خارجية تندرج في إطار سياسات لقوى لا يروق لها أن يشق اليمن طريقه إلى التقدم والاستقرار، فوجدت ما تبحث عنه في بعض ضعاف النفوس الذين فقدوا ارتباطهم بالوطن من كل الجوانب ويشعرون في ذات أنفسهم بعدم القدرة على التعاطي مع حاضر اليمن ومستقبله ولا يوجد لديهم ما يؤهلهم للقيام بأي أعمال في مصلحة وطنهم وشعبهم سوى ما أنيط بهم من أدوار يرسمها لهم مخرجو السيناريوهات الحمراء ليقوموا بتصديرها بماركات مختلفة الأحجام والأنواع وبأغلفة مهما تفنن صانعوها في زخرفتها وتلوينها سرعان ما تنبعث منها روائح نتنة وكريهة عند فتحها، ومع كل جديد يظهر من تلك الحملات الترويجية الخاسرة يكتسب الشعب والقيادة معاً خبرات إضافية في التعامل معها والإلمام بأهدافها ومراميها ويتشكل الاصطفاف النابع من الحرص على مصلحة الأمة اليمنية وعلى تأمين مسيرتها ويزداد ذلك الاصطفاف قوة ورسوخاً عندما تتغلب مصلحة الوطن على كل المصالح، ونحن أمام تلك التحديات الهادفة ضرب مسيرة الوحدة والديمقراطية والتنمية.ومن حسن الحظ فإن من تم تجهيزهم ليقوموا بأدوار جديدة في التآمر على الوطن أمثال: علي سالم البيض ومن هم على شاكلته ليس لهم تاريخ نظيف أو جذاب وهم الذين أوصلوا الشعب في المحافظات الجنوبية والشرقية إبان فترة حكمهم إلى طريق مسدود بشطحاتهم وصراعاتهم الدائمة على الكراسي.. وفي إحدى المقابلات التلفزيونية مع علي البيض في الخارج أجاب عن أحد الأسئلة الموجهة إليه بقوله: “كنا جنوباً عربياً ولم نكن جنوباً يمنياً إطلاقاً” ومن هنا يتبين للجميع أن تلك القيادات قد وصلت إلى حالة انفصام رغم امتلاكها للأرصدة المالية الكبيرة والثروات الطائلة لكنها فاقدة للأرصدة بين الناس وقد أوصلها هذا الفقدان إلى مثل هذا الموصل وإلا لما قال مثل هذا الكلام الذي أنسلخ به عن يمنيته وعن كل ما يربطه بالوطن وراح يتنطط هنا وهناك لإصدار التصريحات للبحث عن زعامات فضفاضة على حساب تمزيق اليمن.لقد باءت محاولات الانفصاليين والكهنوتيين والظلاميين كلها بالفشل الذريع باستهدافها الوطن، فلا تمرد حوثيي صعدة ولا تفجيرات عناصر القاعدة ولا الشغب وقطع الطرق في جنوب الوطن وشرقه قد أجدت نفعاً مع إرادة وطن وقائد حكيم اختط طريق الحرية وشعب ودع الملكية والانفصال وعصور التخلف والحمية الجاهلية بالثورة والجمهورية والوحدة وعمد عليها بالديمقراطية.والغريب في الأمر هو موقف أحزاب اللقاء المشترك المتفرج في بعضه والداعم في البعض الآخر لتلك المؤامرات وربما كانت مصلحتهم ملحة في ذلك لكنه قد وضعها فوق مصلحة الشعب والوطن باستمرائه لتلك الدسائس والمؤامرات.إن الرهانات على الإضرار بالوطن ووحدته مهما كانت قوتها وإمكانياتها وحجمها وحجم من يمولها ويدعمها فهي بالتأكيد خاسرة وقد قال المولى عز وجل في مطلع الآية الكريمة: “ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين” (صدق الله العظيم). محافظ محافظة لحج
الرهانات الخاسرة
أخبار متعلقة