إن الأدب فن قائم على اللغة وهو تعبير عن الحياة بمختلف جوانبها بواسطة هذه اللغة،ومن أهم فنون الأدب "الشعر" الذي أبدع فيه العرب قديماً وحديثاً، رجالاً ونساءً،ومن النساء اللاتي أرتفع صيتهن وكان لهن خط وافر من الذكر في كتب الأدب الشاعرة الأندلسية العربية الأموية ولادة بنت المستكفي بالله محمد بن عبد الرحمن بن عبيد الله بن الناصر لدين الله الخليفة الأموي في بلاد الأندلس في ذلك الوقت.لقد كانت ولادة على قدر وافر من الذكاء والجمال وكانت امرأة مترفة عرفت بقوة شخصيتها وجرأتها،وهي شاعرة مبدعة تهوى الأدب وتجيد الغناء وتحسن الضرب على الإيقاء والآلات الموسيقية،وقد جعلت من منزلها منتدى لرجال الفكر والأدب وأعيان المجتمع فحرص الكثيرون على لقائها وتنافسوا على وصالها وكان أبرزهم الوزير ابن عبدوس وصاحبه ابن زيدون الذي له موافق وقصص غرامية مع ولادة لأنها كانت أجمل نساء زمانها.وقد ذكر الدكتور مصطفى الشكحة في كتابه شعر الأندلس حوالي 30 شاعرة أشهرهن ولادة التي كانت متميزة في المنظر والمبخر وقد كتب عنها الكتاب وشعر الشعراء قال ابن بسام:" كانت ولادة حسنة المنظر والمبخر،ويتهالك أفراد الشعراء والكتاب على حلاوة عشرتها".يروي عنها المؤرخون روايات عديدة فبعضهم يتهمها بالمجون والاستهتار،والأخر يرى أنها عفيفة طاهرة ماتت على ذلك.وأستدل الفريق الأول بقولها من بحر الوافر:أنا والله أصلح للمعالي وأمشـي مشيتــي وأتيـــــــه تيهاويقال إن هذا البيت الشعري كان مكتوب على الطراز الأيمن من قميصها وأنه كتب بالذهب،وكتب بيت آخر على الطراز الأيسر تقول فيه من بحر الوافر أيضاً:وأمكن عاشقي من صحن خذي وأعطي قبلتي من يشتهيـهـاولكن يقال إنها كانت عفيفة تائبة في نهاية عمرها وعلى هذا الأساس فإنها في بداية عمرها كانت كما يرى أصحاب الرأي الأول تم تابت في نهاية عمرها كما هو عليه أصحاب الرأي الثاني.لقد جذب جمالها وصفاتها الجسدية التي تمتاز بالشقرة والبياض نتيجة للتمازج بين العرب والأسبان في ذلك الوقت حتى أصبح هذا ميزة جمالية يتحدث عنه الشعراء ومن هؤلاء الشعراء الشاعر المبدع ابن زيدون الذي قلنا إن له قصصاً مع ولادة لاسيما أنه كان يحبها وهذا شيء موجود في الأدب أنه غالباً ما تذكر حبيباً إلا وتذكر من أحب فمثلاً "قيس وليلى،عنتر وعبلة،كثير عزة،جميل بثينة وغيرهم كُثر".فعندما تتحدث عن ولادة لا بُد أن ترى أمامك الشاعر ابن زيدون الذي وصف ولادة وتغزل بها في قصيدته النونية الشهيرة والتي مطلعها:أضع التنائي بديلاً من تدانينا وناب عن لقيانا تجافينـا من مبلغ المبلسينا بانتزاحهم حزنـ مع الدهر لا يبلىويبلينا ثم يصف قائلاً:ربيبُ مـلك كأن اللــــــــــــه أنشـــــأه مسكا وقدر إنشاء الورى طينـــــا قد صاغــه ورقاً محصناً وتوجـــــــه من ناصح التبل إبداعاً وتحسينـاإن للشاعر ابن زيدون حكايات وروايات مه ولادة وإذا كتب المرء عن ولادة فلا بد أن يذكر ابن زيدون فهما كما يقال:"وجهان لعملة واحدة".ولقد كتب وقال فيها القصائد والمقطعات.يقال أن لابن زيدون جارية سوداء بديعة المعنى،فظهر لولادة أنه مال إليها فكتب إليه من بحر الكامل:لـو كنت تنصف في الهوى ما بيننا لم تهو جاريتي ولم تتخيـر وتركـــت غصنـ مُثمرا بجمااــه وجنحت للغصن الذي لم يُثمـر ولقـد كان لولادة خط لا بأس به لكن ولعت لشقوتي،بالمشتري في شعرها الهجائي ولقد هجت ابن زيدون ولقبته بالمسدس وفيه تقول من بحر الوافر:ولقبت المسدس وهـو نعـت تفارقك الحيـاة ولا يفارق فلو طي ومأبون وزان وديوث وقرنن وسارقوأخبار ولادة كثيرة في كتب الأدب وهي من أعلام العصر الأندلسي،وقد ماتت عن عُمر ناهز الثمانين عاماً تقريباً "كما تذكر المصادر"تاركة لنا نموذجاً أدبياً رائعاً. [c1]عابد إبراهيم[/c]
|
ثقافة
الشاعرةولادة في سطور
أخبار متعلقة