سطور
كمال محمود علي اليماني :أهداني الصديق القاص والروائي ياسر عبدالباقي نسخة من كتاب ضم ثلاثين نصا ً سردياً ، لعدد من القاصات اليمنيات ، كانت القاصة ريا أحمد قد عملت على جمعها بين دفتي هذا الكتاب .وريا أحمد قاصة من مواليد صنعاء ، وهي عضو مؤسس في نادي المقة اليمني ، وهو ناد يختص بالقصة القصيرة في اليمن ، صدر لها كتاب ( كلمات بلا حروف .. أجساد موقوتة) ضم عدداً من المقالات ، كما صدرت لها مجموعة قصصية بعنوان ( قطرات من فضة ) ، وكنت قد إستعرضتها في الصفحة الثقافية في عدد من أعداد هذه الصحيفة حينذاك . ويأتي هذا الكتاب الذي بين ايدينا اليوم كأول كتاب في مشروع التواصل الثقافي العربي الذي تتبناه القاصة ريا أحمد.والحق أن القصة القصيرة النسائية قد ظهرت أول ماظهرت في جنوب اليمن ، وتحديداً في عدن إبان الإستعمار البريطاني ، حيث ظهرت في الستينات من القرن المنصرم الإرهاصات الأولى لفن القصة القصيرة على صدر صفحات بعض الصحف كـ (( صوت الجنوب )) و (( الرأي العام )) ، وعرفت الأوساط الأدبية والثقافية حينها أسماء منها فوزية عبدالرزاق وثريا منقوش وشفيقة زوقري ، ثم جاءت فترة السبعينات والثمانينات من القرن الفارط لتظهر أسماءاً جديدة مثل إفراح محمد سليمان ،أمل عبدالله ، زهرة رحمة الله ، نجيبة حداد وشفاء منصر وغيرهن ، حسبما أوردته القاصة ريا في مقدمة الكتاب .ولقد شهدت الثمانينات من القرن الفارط أيضا ظهور أسماء جديدة في عالم القصة القصيرة في شمال الوطن منهن رمزية الإرياني ، سلوى الصرحي ، محاسن الحواتي وغيرهن ، وتتالت الأسماء بعد ذلك في العقد التالي أي عقد التسعينات.ومعلوم أن الأديبة الصحافية والشاعرة نهلة عبدالله قد قامت في سنوات ماضية ((للأسف لاتحمل النسخة التي بحوزتي سنة الإصدار )) بجمع عدد من قصص الرائدت من القاصات اليمنيات في كتاب أسمته ( أصوات نسائية في القصة اليمنية) وحسب علمي فإنه أول كتاب توثيقي لفن القصة القصيرة النسائية في اليمن ، ويعد كتاب القاصة ريا أحمد خطوة تالية على نفس الدرب .وكما ورد في مقدمة الأستاذ الدكتور عبدالعزيز المقالح فإنه ومن خلال قراءة هذه النصوص المتنوعة التي ضمها الكتاب ، نجدها( تفصح عن تنوع في الأساليب وثراء في الرؤى .وكل نص يفصح عن مستوى التكوين الفني لساردته ، ومدى إستيعابها لمقومات الفن ، والإستعداد لاختراق قاعدته التقليدية التي أعاقت تطور القصة) .كان رأي المقالح في محله ، فالناظر إلى هذه النصوص يجدها تتفاوت من حيث القوة والضعف ، لغةً وحبكةً وخيالاً .ولعل قدم وحداثة الخبرات عند القاصات ، باعتبار أن المجموعة ضمت قاصات تفاوتن في أعمارهن ، وسني ظهورهن وبداية كتابتهن للقصة القصيرة ، لعل هذا كان أحد أهم الأسباب الداعية إلى وجود هذا لإختلاف , وليست الخبرة وقدم التجربة وحدها هي العامل الفيصل ففي حين تكون إيجابية عند هذه ، تغدو سلبية عند تلك ، لاسيما حين تشدها إلى مواضيع وأفكار وتناول يعود بالقصة وتقنياتها إلى عقود خلت.ولقد حملت المجموعة المختارة هموما متعددة ، منها الهم العربي كما في قصة ( الحب في زمن الحرب ) للقاصة إيمان حميد ، و( خبر عاجل ) للقاصة فاطمة رشاد وكذا قصة ( ومات مبتسماً ) للقاصة نسيم الصرحي ، وقصص أخرى حملت الهم الإنساني وأبرزته كما في ( حكايا) نجلاء العمري ، وقصة (ليلىـ الذئب) للقاصة والروائية هند هيثم.وتعالج بقايا القصص في عمومها أحوال المرأة في الريف ومايقع عليها من اصناف القمع بسبب الجهل والظلم الإجتماعي، وأنكسارات المرأة في المديتة بسبب ضعفها وضغوط المجتمع عليها .الكتاب ضم إلى جانب القصص المختارة ، وهذا مما يحسب له ، شهادات أدبية لصاحبات تلكم القصص ، وتعريفا ً بكل واحدة منهن أيضا .كما أوردت القاصة ريا أحمد في آخر الصفحات الأخيرة من الكتاب ، ملحقاً بأسماء كاتبات القصة القصيرة في اليمن حسب التسلسل الأبجدي للفترة من 1962م وحتى 2008م .يقع الكتاب في 227 صفحة من المقاس المتوسط وهو من إصدارات العام2008م ، مركز عبادي للدراسات والنشر ... صنعاء .