لا شك أن الهجوم على السفارة الأمريكية وما خلفه من قتلى وجرحى من أبناء شعبنا اليمني ناهيك عن ترويع الآمنين من الشيوخ والنساء والأطفال الذين طالهم الخراب والدمار وما خلفه من عوامل نفسية بالإضافة إلى سخط المجتمع اليمني بكافة شرائحه على مثل هذا العمل الجبان الذي يخدم أعداء اليمن والأمة الإسلامية ويحرج شعب اليمن وحكومته أمام المجتمع الدولي والأغراب في الأمر أن هؤلاء الإرهابيين الأصوليين إنما يؤرخون لمرحلة جديدة من الصراع الدولي بما يخدم توجهاتهم وتطلعاتهم وبما يحقق مآربهم وغاياتهم الذاتية الأنانية.لقد سمح هؤلاء المجرمون لأنفسهم أن يصنفوا دول العالم وخصوصاً دولهم ومجتمعاتهم كما يشاؤون مابين عدو وصديق وعمدوا عبر شعاراتهم فارغة المحتوى وأطروحاتهم الأيديولوجية وأنشطتهم الإعلامية إلى تكريس وترسيخ ثقافة الحقد والكراهية بين عامة المسلمين ممن يملكون ثقافة دينية محدودة.ولهذا بإمكان القارئ الكريم أن يرى كيف يعيش هؤلاء من الضياع والتشتت في الفكر والعقيدة تراهم يرفعون شعارات غير متناسقة ولا متوافقة ولا تحمل في طياتها أي نضج ديني أو سياسي أو اجتماعي،وبعيدة كل البعد عن تعاليم ديننا الإسلامي،علماً بأن مثل هذا الفكر المتشدد يتستر بالإسلام الحنيف إذ لم يقم أو حتى يكلف نفسه بأي هجوم على أشخاص أو مصالح صهيونية،ولم توظف أدنى ما تمتلك من طاقات وإمكانيات أو حتى أنشطة لوجستية للدفاع عن الأقصى الشريف وفلسطين المغتصبة التي تنتهك حرماتها صبح مساء من قبل اليهود أعداء الله.كما يطيب لي في هذه الزاوية أن أشير إلى ضرورة التمييز بين المقاومة المسلحة في البلدان المحتلة والإرهاب نظراً للتضارب والتقاطع الحاصل أو الخلط بين هذين المفهومين.كما أن بعض الأعمال الإجرامية تؤدي إلى إيجاد عوامل تهديد الأمن وسلامة واستقرار المجتمعات الآمنة في أوطانها،واستفزاز خطير لمشاعر الإنسانية والأديان السماوية والضمير العالمي،وعامل من عوامل التوتر في العلاقات والمصالح الدولية يجعلها لا تهدد مجتمعاً بذاته أو ديناً أو دولة معينة وإنما تهدد البشرية جمعاء.وأخيراً أوجه دعوة كريمة إلى المجتمعات والحكومات لدراسة الأسباب والعوامل لقيام مثل هذه الأنشطة والعمل على تجفيف منابعها والقضاء عليها من أجل أن يتسنى للأمم الالتفات إلى أوضاعها الاجتماعية والاقتصادية وغيرها.
|
اتجاهات
الإرهاب آفة القرن الحادي والعشرين
أخبار متعلقة