القرضاوي: إعدام صدام في أول أيام عيد الأضحى استفزاز لمشاعر المسلمين
عواصم/وكالات:تواصلت ردود الفعل في الدول العربية المحتجة على اعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين في أول أيام عيد الاضحى، فقد تظاهر المئات من المغاربة قرب السفارة الامريكية بوسط الرباط مساء الجمعة احتجاجا على عملية شنق صدام، فيما تظاهر الآلاف أيضا في الاردن وبيروت وتونس ومصر والجزائر. ففي الرباط، تجمع اكثر من الف شخص غير بعيد عن مقر السفارة الامريكية بعد ان منعتهم السلطات من الاقتراب منها ورددوا شعارات معادية لامريكا ودعوا الى مقاطعة انشطتها في المغرب.وقال عبدالحميد امين رئيس الجمعية المغربية لحقوق الانسان المستقلة التي شاركت في تنظيم المظاهرة الى جانب منظمات مجتمع مدني ومنظمات حقوقية وادبية وفنية اننا "ندين بشدة جريمة اغتيال صدام ونطالب بمحاكمة مدبيرها وعلى رأسهم جورج بوش." كما ناشد العراقيين "عدم السقوط في فخ الفتنة والطائفية، وندين بشدة المواقف المهينة للحكومات العربية". وكان عدد من الاحتجاجات خاصة في الرباط والدار البيضاء اندلعت بعد اعدام الرئيس العراقي السابق الاسبوع الماضي كما توالت الادانات الشعبية في حين تجاهل بلاغ رسمي للحكومة المغربية الحديث عن صدام مباشرة واكتفى بالقول ان المغرب كان دائما مع وحدة وسيادة العراق.وفي عمان، تظاهر نحو ثلاثة آلاف شخص بينهم عدد كبير من العراقيين في وسط العاصمة الاردنية رغم هطول الامطار. وانطلقت المظاهرة من امام "المسجد الحسيني الكبير" عقب انتهاء صلاة الجمعة.ورفع المتظاهرون صورا للرئيس العراقي السابق ولافتات كتب عليها "صدام حسين عاش كبيرا ومات كبيرا" و"نندد باعدام صدام حسين على يد عصابة الصفويين المجوس ونطالب الحكومة باغلاق سفارة الفرس في عمان".وفي بيروت اقام المئات جنازة رمزية لصدام حسين شارك فيها اعضاء من الفرع العراقي لحزب البعث ونشطاء فلسطينيين حيث اقاموا الصلاة على روح الرئيس السابق في مسجد الامام علي في منطقة الطريق الجديدة في العاصمة اللبنانية. وحمل المشاركون جثمانا رمزيا تحت الامطار الغزيرة في المناطق السنية الى مقبرة مخصصة "لشهداء الثورة الفلسطينية" في جنوب بيروت. وفي مصر تظاهر المئات أمام نقابة الصحفيين في القاهرة احتجاجا على توقيت اعدام صدام واقاموا صلاة الغائب.وفي الجزائر, وصف الاتحاد العام للعمال الجزائريين اعدام صدام حسين بانه "جريمة بحق الانسانية". واعرب الاتحاد عن "صدمته ازاء المهزلة التي تمت في 30 ديسمبر 2006", "منددا بهذا الاغتيال السياسي في يوم عيد الاضحى" ومعتبرا انه "يسيء الى مشاعر جميع العرب والمسلمين في العالم".وفي تونس، شارك مئات المواطنين الجمعة فى تجمع دعا اليه الاتحاد العام التونسي للشغل (المركزية النقابية) فى تونس للاحتجاج على اعدام الرئيس السابق صدام حسين و دعوا "لنصرة المقاومة العراقية". وتجمع المحتجون من نقابيين وشخصيات حقوقية فى مقر الاتحاد في ساحة محمد علي وسط العاصمة التى شهدت حضورا مكثفا لقوى الامن. وفي الساحة حيث علقت لافتات وصور عملاقة لصدام كتب عليها "يا صدام يا شهيد, عن الدرب لن نحيد", وردد المشاركون شعارات وصفت صدام "بجمال عبد الناصر رقم 2" و"بشهيد الامة" و"رمز القومية العربية".واعدم صدام حسين فجر السبت الماضي في مقر الاستخبارات العسكرية في حي الكاظمية شمال بغداد, تنفيذا للحكم الصادر في حقه في الخامس من نوفمبر لادانته في قضية قتل 148 شيعيا في الدجيل في ثمانينات القرن الماضي.واثار تصوير عملية اعدام صدام حسين بهاتف نقال صدمة في اوساط عديدة في العراق والعالم, لا سيما ان الشريط كشف وجود انصار للزعيم الشيعي مقتدى الصدر, عدو صدام حسين اللدود, بين الذين حضروا العملية. وقد هتف هؤلاء باسم "مقتدى", كما اطلقوا هتافات ضد صدام.ففي قطر ندد رئيس اتحاد علماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي بإعدام صدام، وقال في خطبة الجمعة إن إعدامه في أول أيام عيد الأضحى المبارك أمر غير مقبول باعتباره استفزازا لمشاعر المسلمين.وأشار القرضاوي إلى التجاوزات التي شهدتها عملية الإعدام من خلال الهتافات ذات الطابع الطائفي والاستفزازات من الحاضرين للرئيس السابق. وأوضح أن هؤلاء لم يحترموا النفس الإنسانية، وأكد أن الدين الإسلامي يحض على عدم الشماتة في الميت.وطالب القرضاوي المراجع الشيعية في العراق بأن يقولوا كلمتهم في هذا الشأن. وناشد إيران التدخل لوقف المضايقات التي يتعرض لها سنة العراق من تهجير وغيره، على حد قوله.كما شارك آلاف المصريين والمغاربة والأردنيين والتونسيين وجمهور كبير من المسلمين في سيرلانكا وبنغلاديش وبلدان أخرى بعد صلاة الجمعة في مظاهرات عدة دعت إليها قوى إسلامية ووطنية للاحتجاج على إعدام صدام، و"لنصرة المقاومة العراقية".وفي سريلانكا تظاهر مئات من المسلمين بعد أدائهم صلاة الجمعة في أحد مساجد العاصمة، واحتشد المتظاهرون أمام مبنى السفارة الأميركية في كولومبو منددين بتنفيذ حكم الإعدام في صدام حسين. كما أحرق المتظاهرون العلم الأميركي ورفعوا صورا للرئيس العراقي الراحل صدام حسين.وفي كشمير استمرت أمس ولليوم الثالث على التوالي بمدينة سرينغار المظاهرات المنددة بإعدام صدام، واستخدمت الشرطة الهندية الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي لتفريق المحتجين، مما أسفر عن جرح 20 شخصا.كما خرجت في العاصمة البنغالية دكا مظاهرات نددت بالرئيس الأميركي جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير والرئيس العراقي جلال الطالباني.وفي حين تستمر الاحتجاجات خارج العراق يتوافد على قبر صدام في بلدة العوجة قرب تكريت العديد من المواطنين العراقيين لقراءة الفاتحة.كما توالت الانتقادات الرسمية على إعدام صدام حسين بينما ينتظر أخوه غير الشقيق برزان التكريتي والرئيس السابق لمحكمة الثورة عواد حمد البندر، المصير نفسه.ووصف الرئيس المصري حسني مبارك صور إعدام صدام بأنها "مقززة وهمجية". وأشار في تصريحات لصحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية إلى أن "تنفيذ الإعدام في يوم العيد أمر غير معقول وغير مقبول والمنظر كان بشعا ولم أكن أتوقع أن ينفذ على هذا النحو".من جهته اعتبر بوش أن إعدام صدام "كان يجب أن يتم بطريقة لائقة أكثر"، داعيا الحكومة العراقية إلى تحقيق كامل فيما حدث خلال العملية. لكن بوش قال في مؤتمر صحفي مشترك بواشنطن مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، إن صدام "نال محاكمة عادلة وهو شيء لم يحصل عليه ضحاياه".الطريقة اللائقة التي تحدث عنها بوش كانت أيضا هي ما تريده واشنطن أن يتم في برزان التكريتي وعواد حمد البندر، فالبيت الأبيض يرى أن محاكمة الدجيل كانت متفقة مع المعايير الدولية.وكانت الحكومة العراقية قد رفضت مناشدات الأمم المتحدة تعليق تنفيذ الحكم في الرجلين.وقال أحد مستشاري رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إن القانون لا يسمح حتى للرئيس العراقي بتخفيف العقوبة. ورجحت مصادر عراقية إعدام التكريتي والبندر اليوم الأحد وكانت الأنباء قد أكدت أن أوراق إعدامهم وقعت بالفعل.وقد بدا محامي فريق الدفاع عن برزان التكريتي وعواد البندر متفائلا بشأن "إمكانية وقف تنفيذ حكم الإعدام فيهما الأحد المقبل".وقال المحامي التونسي أحمد الصديق "هناك أمل كبير في إمكانية إلغاء حكم الإعدام على برزان والبندر".