افتتح الرئيس حسني مبارك أمس الأول القرية الذكية2 بالمعادي لتشغيل المصريين في أكثر المجالات إبداعا واتصالا بالعالم الخارجي مع الشركات العالمية الكبرى على أمل أن نشاهد هذه الظاهرة الحضارية والمتقدمة في كل ربوع مصر ومحافظاتها الأخرى من المنصورة إلى الإسكندرية وبورسعيد والمنيا وأسيوط في صعيد مصر وكانت القرية الأولي غرب القاهرة في6 أكتوبر تجربة رائدة وفريدة بالنسبة لهذه المشروعات العملاقة في عالم تكنولوجيا المعلومات, وتأتي المنطقة الاستثمارية التكنولوجية لتقدم خدماتها بخبرات مصرية تتحدث الإنجليزية والفرنسية والألمانية والإسبانية, بالإضافة إلى اللغة العربية.. لتضع مصر على الخريطة العالمية لخدمات الاتصال وتكنولوجيا المعلومات, في الوقت الذي كانت فيه الهند تقدم خدماتها بالانجليزية فقط بينما تركز بلاد المغرب العربي على الفرنسية وحدها.لقد نجحت حكومة د.أحمد نظيف وخاصة د. طارق كامل في بناء صناعة جديدة لم يعرفها المصريون من قبل سواء كانوا فلاحين أو صناعا, هي صناعة تكنولوجيا المعلومات حتى دخلت ببلادنا وأبناؤنا مجالا جديدا لم يعرفه آباؤهم من قبل, واحتلوا في فترة وجيزة تصنيفا عالميا ومتقدما يعملون فيه ويجذبون خلاله شركات عالمية لبلادهم ويحصلون منه على دخل من صادرات تتضاعف بمتواليات هندسية. والأهم أنه يقدم لنا قوة عاملة ومهارات لأبنائنا علي المستوى العالمي, ولعلناجميعا نعي درسا حقيقيا هو أن مصر ظلت لسنوات طويلة مواردها محدودة من مواد خام وبترول ومياه مع تزايد أزمة النمو السكاني التي عجزنا عن وقفها وإقناع المصريين بالحسني بأن الكيف السكاني أهم من الكم.. ومازال المصريون يتوالدون بمعدلات كبيرة لا تتناسب مع مواردهم وإمكانياتهم, ويبتلعون بهذا الأسلوب أي تطور أو نمو ينعكس علي مستقبلهم ومستقبل أبنائهم, فالحل أمامهم هو إيجاد صناعات ومجالات جديدة للنمو والتطور تعتمد على تكامل العنصر البشري وقوته, وارتباطه بالاعتبارات العالمية, ولن نستطيع أن نهزم الفقر ونرفع مستوى الشعب بدون أن ننتج سلعا وخدمات جديدة, ولعل أهمها صناعة المعرفة.ولعلنا نشير هنا إلى بعد آخر في هذا التطور يتمثل في خطوة عملاقة دشنها الرئيس مبارك أمس الأول بتعريب تشغيل التكنولوجيا ما يجعلنا رواد السوفتوير المعرب الذي يحمي اللغة العربية وهويتنا الثقافية, ويدخلنا إلي المنظومة العالمية في مجال المعلومات والتطور.وهكذا مصر دائما سباقة في حماية والدفاع عن الهوية الثقافية العربية.. هذا هو دور مصرالكبير في محيطها العربي, ووضعها في مكانها الصحيح علي المستوي العالمي, كما أنها تفتح لخبرائنا بابا سحريا للعمل في الشركات متعددة الجنسيات التي تعمل في التطبيقات المعربة لأنها تعتمد في كل نشاطاتها على الخبراء المصريين.وهكذا تأتي كل من القرية الذكية الأولىوالثانية خطوة محسوبة وذكية لاقتصاد مختلف وقوي, يعتمد على مصريين بعقول وكفاءة متجددة تتناسب مع عصرها, وتفتح الأمل لكل المصريين إلي عالم جديد.. نقولها بكل يقين وثقة مع افتتاح الموقع الجديد مباركلك يامصر.
القرى الذكية مفتاح سحري لاقتصاد جديد
أخبار متعلقة