كارلا ديل بونتي لا تستبعد أن يكون ميلوسيفيتش قد انتحر
وفاة الرئيس اليوغوسلافي السابق سلوبوادن ميلوسيفيتش
عواصم / وكالات: تأمل محكمة جرائم الحرب التابعة للامم المتحدة بأن يوضح تشريح لجثمان الرئيس اليوغوسلافي السابق سلوبودان ميلوسيفيتش سبب وفاته في زنزانته قبل أشهر فقط من موعد صدور حكم في محاكمته التي بدأت قبل اربع سنوات.وقالت المحكمة انه لا يوجد ما يشير الى ان الرئيس اليوغوسلافي السابق البالغ من العمر 64 عاما والذي كان يعاني من مشكلة في القلب وارتفاع ضغط الدم قد انتحر. وقال زدينكو تومانوفيتش محامي ميلوسيفيتش للصحفيين ان موكله كان يرتاب في انه يتعرض للتسمم بزنزانته في لاهاي ولكن المحكمة رفضت طلبا بأن يتم تشريح الجثة في روسيا.وقالت متحدثة باسم راسيم لياجيتش وزير شؤون حقوق الانسان والاقليات العرقية في صربيا والجبل الاسود ان لياجيتش وصل الى هولندا صباح أمس الاحد مع اثنين من الخبراء لتشريح الجثة الذي من المقرر ان يبدأ الساعة 1200 بتوقيت جرينتش.ونقل جثمان ميلوسيفيتش بواسطة عربة لنقل الموتى فضية اللون من مركز الاعتقال الى مركز التشريح مساء يوم السبت.ولم ترد انباء عن متى سيتم اعادة جثمان ميلوسيفيتش الى صربيا للدفن كما لم ترد معلومات موثوقة عن متى واين ستجرى مراسم التشييع. كما لم يتضح ما اذا كانت زوجته ميرا ماركوفيتش ستحضر الى لاهاي لاستلام جثته.وقال مسؤول بالمحكمة "الامر يعود الى العائلة فيما اذا كانت تريد نشر مثل هذا النوع من المعلومات ام لا."وكانت ميرا ماركوفيتش زارت زوجها في مركز الاعتقال عدة مرات حتى عام 2003 عندما فرت من صربيا الى روسيا لتجنب الاعتقال بتهم اساءة استغلال النفوذ في التسعينيات. ولم تكن هناك دلالات كبيرة على الحزن في صربيا التي احيت أمس الاحد الذكرى السنوية الثالثة لاغتيال رئيس الوزراء زوران دينديتش الرجل الذي اطاح بميلوسيفيتش.لكن الحزب الراديكالي المعارض بالبلاد وهو الاقوى من حيث الدعم الشعبي والحزب الاشتراكي الذي كان ينتمي له ميلوسيفيتش قالا ان من حق الرئيس السابق ان تقام له جنازة كبطل قومي.وقال محللون ان وفاته قد تجعل حكومة الوسط تتردد في تسليم الجنرال راتكو ملاديتش احد ابرز الهاربين المتهمين بارتكاب جرائم حرب الى لاهاي. وهدد الاتحاد الاوروبي بتعليق محادثات العضوية اذا لم يتم اعتقاله خلال الاسابيع الاربعة القادمة.وقالت كارلا ديل بونتي رئيسة الادعاء في محكمة جرائم الحرب التابعة للامم المتحدة ان " وفاة سلوبودان ميلوسيفيتش والتي جاءت قبل بضعة اسابيع من انتهاء محاكمته ستمنع تحقيق العدالة في هذه القضية." لكنها قالت في بيان انه يتعين معاقبة الاخرين عن الجرائم التي اتهم بها وقالت انه يجب اعتقال ستة من المشتبه بهم في ارتكاب جرائم حرب مازالوا هاربين من بينهم زعيم صرب البوسنة السابق رادوفان كارادزيتش وقائده العسكري ملاديتش. وقالت ديل بونتي أمس الاحد انه لا يمكنها استبعاد احتمال انتحار ميلوسيفيتش ولكنها قالت انها تريد انتظار نتيجة التشريح. وأضافت "بالطبع ربما يكون هذا ممكنا" مشيرة الى أن موت ميلوسيفيتش يوم السبت كان ثاني حالة خلال أسبوع واحد بمركز الاحتجاز التابع للمحكمة بعد انتحار زعيم متمردي صرب كرواتيا السابق ميلان بابيتش. وفي وقت سابق قالت ديل بونتي في مقابلة مع صحيفة لا ريبوبليكا الايطالية "وفقا لتقديراتنا كانت (المحاكمة) ستنتهي بادانة تطالب بسجنه مدى الحياة. وربما اراد ان يتجنب كل ذلك."وقال فاوستو بوكار رئيس محكمة لاهاي لجرائم الحرب التابعة للامم المتحدة أمس ان فريقا هولنديا في الطب الشرعي لم يتمكن من تحديد سبب وفاته.وجاءت وفاة ميلوسيفيتش في وقت صعب لصربيا حيث تتأهب كوسوفو للحصول على الاستقلال وتستعد جمهورية الجبل الاسود لاجراء تصويت على الانفصال عن بلجراد في استفتاء يجرى في مايو ايار. ووجهت الى ميلوسفيتش 66 تهمة بالإبادة الجماعية وارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب في اطار لائحة اتهامات معقدة تغطي الصراع الدموي الذي دار في البوسنة وكرواتيا وكوسوفو مع تفكك الاتحاد اليوغوسلافي في تسعينيات القرن الماضي.وامتنع ميلوسيفيتش الذي ندد بالمحكمة باعتبارها حملة شعواء ضد الصرب عن تقديم التماس في ابرز محاكمات جرائم الحرب في اوروبا منذ محاكمة نازيين بارزين بعد الحرب العالمية الثانية.وتواجه المحاكمة تساؤلات من اولئك الذين يشعرون بان العدالة سرقت منهم عن السبب وراء استمرار المحاكمة مثل هذه المدة الطويلة مقارنة بمحاكمات نورمبرج التي استمرت عاما واحدا بعد الحرب العالمية الثانية ومحاكمة صدام حسين ذات النطاق المحدود في العراق.وتواجه المحكمة تساؤلات حول مراقبة السجناء لان وفاة ميلوسيفيتش هي الثانية خلال اسبوع بعد انتحار ميلان بابيتش زعيم صرب كرواتيا المتمرد السابق في زنزانته.وتقضى الاجراءات العادية في مراكز الاعتقال بمراقبة المعتقلين كل 30 دقيقة خلال الليلواطلقت الولايات المتحدة عليه اسم "سفاح البلقان" لكن المسؤولين الاميركيين لن يذرفوا دموعا على ضريح سلوبودان ميلوشيفيتش بعد ان اعتبرته واشنطن شريكا لارساء السلام في البوسنة.