مدارات
تجربة نموذجية – فريدة حقاً تلكم التي أقدمت عليها قيادة مرور عدن مسنودة بدعم وتوجيه وإشراف من قبل قيادة إدارة أمن المحافظة ممثلة بالعميد الشاب النشط / عبدالله عبده قيران وقد نالت استحسان وإعجاب جميع الخيرين ممن يبتغون أمن وسلامة أرواح وممتلكات الوطن والمواطنين.حيث عمل رجال مرور عدن جميعهم وبكافة مستوياتهم الرتبية جنوداً وصفاً وضباطاً على الانتشار الميداني الواسع ليغطوا المساحة الجغرافية الواسعة لمدينة عدن ومديرياتها لإلزام وتعويد سائقي السيارات على ضرورة ارتداء حزام الأمان وعدم التخابر بواسطة الهواتف النقالة أثناء قيادة سياراتهم.. ولأن قيادة مرور عدن بما اكتسبته من خبرات تراكمية خلال مشوارها الطويل في هذا المجال فقد أدركت أن عملية الإلزام القانوني وما يليه من ردع قانوني للمخالفين لا يجدي نفعاً ما لم يسبق العملية ما هو الأهم والكفيل بتحقيق الأهداف المتوخاه من هكذا حملة بكل تلقائية واقتناع من قبل السائقين أنفسهم.. لذا فلا مناص لها إذن من تنظيم حملة إعلامية – توعوية شاملة سبقت الحملة الميدانية شملت المحاضرات القانونية والتوعوية الموضحة جوهر الهدف الإنساني لمثل هذه الحملة وفوائدها على السائقين أنفسهم صيانة أرواحهم وممتلكاتهم وحماية أرواح وممتلكات المواطنين والاقتصاد الشخصي للأفراد والمجتمع والوطن وقد حرصت قيادة مرور عدن على الاستفادة القصوى من إمكانيات كافة وسائل التوعية والإعلام والاتصال الجماهيري : المحاضرات, النشرات, الملصقات والبرامج التوعوية عبر الإعلام المرئي والمسموع والمقروء وبشكل متوازٍ مع الحملات الإرشادية الميدانية لرجال المرور .هذه الحملة بشكلها الميداني والتوعوي الإعلامي أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك بأن الردع القانوني يظل عاجزاً عن إجبار الآخرين على تقبل أي خطوة أو شكل قانوني مهما كانت دوافعه المصالحية العامة دون اقتناع الفئات المستهدفة بالأهداف المتوخاه من قبل هذه القرارات أو الخطوات أي أن الانصياع لتنفيذ قانون بفعل الخوف من رهبة الردع يختلف عن الانصياع بوعي اقتناعي تام بأنني سلكت منحى يعود بالمصلحة والفائدة علي وأسرتي والمجتمع ككل – أعتقد جازماً – بأن في الحالة الثانية لم يقتصر دوري على الانصياع فقط فحسب وإنما سيتجاوز إلى ما هو أبعد بما في ذلكم القيام طوعياً بأعمال التوعية والنصح وإرشاد الآخرين بالأهمية المثلى لمثل هكذا أنظمة وقوانين.غير أن في الوقت الذي أخذتنا نشوة الثناء والإطراء على ما حققته إدارة مرور عدن من خطوة رائعة استحقت عليه نموذجية الأداء المميز وفي الوقت الذي شطح فينا طموحنا المشروع ليشمل هذه الخطوة خطوة أهم وأهم بكثير لا سيما ما يتعلق بسائقي الباصات الذين ما لبثوا يقودون باصاتهم المليئة بالركاب فيما أشداقهم محشوة حد التورم بوريقات القات لتأخذهم النشوة لإطلاق العنان لأجهزة الصوت الصارخة بالأغاني الصاخبة المنبعثة من أجهزة التسجيل المثبتة على باصاتهم المزودة بمكبرات صوت تصم الآذان وهات يا (نحنحة) وإصدار تنهدات وحركات للرؤوس والأجساد يميناً ويساراً وعلى حساب أرواح الركاب المساكين والممتلكات الخاصة والعامة.كنا نطمح إلى ان تتسع الحملة لتشمل هذه الظواهر السلبية إلا إننا فوجئنا بأن الجانب التوعوي – الإعلامي قد توارى وكأنه قد أضحى “مالوش” لزوم وبالتالي تلاشى الحماس لدى رجال المرور والسائقين معاً ثم تحول إلى إهمال واضح واللامبالاة من قبل الطرفين بالتحديد منذ شهر رمضان المبارك وحتى لحظتنا تجاهلاً أن هناك حملة تلزم الجميع بارتداء حزام الأمان وعدم التحدث عبر جهاز الهاتف النقال أثناء قيادة السيارات والتدخين في الحافلات وكأن الحملة لم تكن البتة “وكرامة الميت دفنه”.فهل من مستجيب ؟؟